لليوم الـ190، تمضي "إسرائيل" في حربها الهمجية على قطاع غزة التي خلّفت أكثر من 33.634 شهيدًا وما يزيد عن 76.214 مصابًا، عدا عن آلاف المفقودين والدمار الهائل الذي لحق بالقطاع.
ومع دخول العدوان يومه الــ190، كثّف جيش الاحتلال من قصفه على مدينة غزة، حيث شنّت طائراته سلسلة غارات عنيفة دمّرت مسجد "الإسي" ومنزلًا في حي الدرج وسط المدينة، واستهدفت أيضًا منطقة الصحابة وعمارة كحيل في محيط مفترق السامر، وحي الصبرة جنوب المدينة، ومخيم الشاطئ غربًا.
وأدى قصف الاحتلال لعمارة كحيل إلى اندلاع حريق كبير، قالت مديرية الدفاع المدني بغزة إن طواقمها تمكنت من السيطرة عليه.
وشهدت المحافظة الوسطى قصفًا مدفعيًا وجويًا عنيفًا طال شمال مخيم النصيرات، ومدينة دير البلح حيث قصف الاحتلال منزلًا سكنيًا ما أدى إلى وقوع عدة إصابات.
تستمر حصيلة ضحايا العدوان في الارتفاع في ظل تواصل عمليات انتشال جثامين الشهداء في مجمع الشفاء بمدينة غزة، وحي الأمل في خانيونس
وفي محافظة شمال قطاع غزة، حيث لا تزال المجاعة على أشدّها، قصفت مدفعية الاحتلال المنطقة الشرقية من مخيم جباليا، وتلة قليبو، ومحيط مدينة الشيخ زايد، حيث ارتقى شهيدان وأُصيب آخرون.
ولا تزال حصيلة ضحايا العدوان، المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مستمرة في الارتفاع في ظل استمرار عمليات انتشال جثامين الشهداء في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة، إضافةً إلى حي الأمل ومحيطه في محافظة خانيونس جنوب القطاع.
لم يعد هناك سوى الركام
وفي سياق الحديث عن خانيونس، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، ريك بيبركورن، إن الدمار الذي شاهده في المدينة "يفوق الخيال"، مضيفًا: "لا توجد مبان أو طرق سليمة في الواقع. لم يعد هناك سوى الركام والتراب".
واعتبر بيبركورن، في حديث عبر الفيديو للصحفيين في جنيف، أمس الجمعة، أن خانيونس مدينة منكوبة والمشاهد فيها مرعبة، متحدثًا عن رؤيته لعدد من الناس الذين عادوا إليها بحثًا عن منازلهم: "التي بالطبع لم يتمكنوا من العثور عليها لأن معظمها متضرر أو مدمر".
وتطرّق في حديثه كذلك إلى الواقع الصحي في المدينة بعد تضرر مستشفياتها وخروجها عن الخدمة بفعل القصف الإسرائيلي، سيما مجمع ناصر الطبي الذي يُعد ثاني أهم وأكبر مستشفى في قطاع غزة بعد مجمع الشفاء الذي دُمِّر بدوره بشكل كامل.
ومن غزة، تحدّث أيضًا مسؤول الطوارئ في المنظمة، ثانوس غارغافانيس، عما شاهده في مجمع الشفاء، حيث قال إنه كان من الصادم: "أن نرى أن المساحات المفتوحة في المستشفى كانت مليئة بمقابر مؤقتة"، بعضها يحمل أسماء وبعضها الآخر دون أسماء، بينما كانت هناك جثث تُركت: "مكشوفة أو مغطاة بغطاء بلاستيكي على جوانب المباني".
غارات إسرائيلية تستهدف مناطق وسط وشمال #غزة واستمرار عمليات انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض في خانيونس.. التفاصيل مع مراسلنا أحمد البطة@Bata99m pic.twitter.com/CF11eom1za
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 13, 2024
وفي الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، أنه يجب على "إسرائيل" رفع القيود التي فرضتها على الوكالة من أجل الوصول إلى شمال غزة، حيث المجاعة وشيكة وفق تعبيره.
وشدّد لازاريني على ضرورة وصول المساعدات بأمان إلى جميع المحتاجين في قطاع غزة، وأن تتوقف "إسرائيل" عن استهداف القوافل وعمال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن الفشل في القيام بذلك سيعيق القدرة على منع المجاعة التي توقع حدوثها على نطاق واسع الشهر المقبل.
المقاومة تقصف مستوطنات غلاف غزة
أما على صعيد الوضع الميداني، فقد شهد مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية تزامنت مع قصف مدفعي عنيف استهدف المنطقة الشمالية من المخيم.
وأمس الجمعة، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصف سديروت ومستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية ردًا على جرائم الاحتلال بحق المدنيين في القطاع.
وقالت السرايا إنها أوقعت، فجر الجمعة، رتلًا عسكريًا لجيش الاحتلال يتألف من 3 دبابات ميركافا وجرافتين من نوع D9، بحقل ألغام وعبوات برميلية من نوع "ثاقب" شديدة الانفجار، في موقع مالك العسكري شمال النصيرات، مؤكدةً وقوع جنوده بين قتيل وجريح.
جهود إسبانية للاعتراف بدولة فلسطين
دوليًا، أعلن رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستوره، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز في أوسلو، استعداد بلاده للاعتراف بدولة فلسطين.
وقال ستوره إن النرويج مستعدة أيضًا لدعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة بعد الاعتراف بها، مؤكدًا أن: "المسألة الأساسية دعم السلام في المنطقة، وتحديد توقيت وكيفية فعل ذلك". مضيفًا أن النرويج تشارك إسبانيا الرأي في بعض المواضيع المتعلقة بفلسطين وتتعاون معها.
وكان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، قد بدأ، يوم الخميس الفائت، جولة تستغرق يومين إلى بولندا والنرويج وأيرلندا بهدف العمل من أجل الوصول إلى اعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك في سياق الجهود التي تبذلها حكومته لعقد مؤتمر سلام دولي قائم على حل الدولتين، وتعهدها بالاعتراف بدولة فلسطين قبل حلول الصيف المقبل.
