27-فبراير-2024
لليوم 141 القصف متواصل على غزة

(Getty) شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة على أحياء مدينة غزة

144 يومًا ولم يتوقف البرابرة عن قصف قطاع غزة وتدميره وقتل أهله وحرمانهم من الغذاء والدواء على مرأى العالم، الذي يكتفي بالتنديد والتحذير دون أي خطوات جادة وملموسة لوقف الحرب. 

ومنذ اللحظات الأولى لدخول العدوان على القطاع يومه الـ144، شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت أحياء الزيتون والدرج والصبرة في مدينة غزة، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة في حل تل الهوا في المدينة. 

واستُشهد عدد من الفلسطينيين، وأُصيب آخرون، جراء قصف استهدف منزلًا في حي البرازيل بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث تعرّضت أيضًا مدينة خانيونس لقصف مدفعي طال مناطق متفرقة منها. 

أفادت "رويترز" بأن "حماس" تسلّمت مسودة اتفاق باريس لوقف مبدئي لإطلاق النار لمدة 40 يومًا

واستهدفت مدفعية الاحتلال المنطقة الشرقية من مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، التي تعرّضت كذلك لعدة غارات جوية بالتزامن مع قصف زوارق الاحتلال المناطق الساحلية من جنوب القطاع.  

"إسرائيل" تراوغ للتنصل من التزاماتها

وفي آخر تطوّرات ملف صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، أفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن مصادر، بأن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تسلّمت مسودة اتفاق باريس لوقف مبدئي لإطلاق النار لمدة 40 يومًا. 

وقالت الوكالة إن الاتفاق يتضمن عودة تدريجية للنازحين إلى شمال قطاع غزة ولكن باستثناء الرجال في سن الخدمة العسكرية. وأوضحت أنه ينص على الإفراج عن 10 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي. 

وذكرت أن الاتفاق ينص أيضًا على الإفراج عن النساء والأطفال دون سن 19 عامًا والمسنين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى إصلاح المخابز والمستشفيات في قطاع غزة. 

وأشارت إلى أن الاتفاق سيسمح كذلك بدخول 500 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع، وتوفير الخيام للنازحين. 

في المقابل، اعتبر القيادي في "حركة حماس"، أسامة حمدان، أن تسريب تفاصيل وثيقة باريس هدفه الضغط وخلق حالة من الوهن لدى الفلسطينيين. 

وقال حمدان، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إنه لم يتم الاتفاق على مسودة باريس، مشيرًا إلى رفض الجانب الإسرائيلي لها، وإلى أنها مقترح أمريكي الغاية منه إعطاء المزيد من الوقت لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من أجل التجهيز لهجوم جديد. 

ولفت حمدان إلى أن المسودة هدفها حفظ ماء الوجه لـ"إسرائيل"، مؤكدًا وجود مراوغة إسرائيلية للخروج من كل الالتزامات، ومشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول التأثير عبر تسريباتها على الرأي العام الفلسطيني. 

وشدد حمدان على أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يمارس النفاق السياسي ويشارك في جريمة قتل الفلسطينيين. كما أكد على أنه ما لم يتم وقف المجاعة في غزة وإنهاء العدوان، لن نقبل أن تستمر الأمور على هذا النحو. 

وفي سياق متصل، قال بايدن في تصريحات أدلى بها أمس الإثنين، ونشرت اليوم الثلاثاء، إن "إسرائيل" وافقت على وقف الأنشطة العسكرية في غزة خلال شهر رمضان.

وأضاف أنه يأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في القطاع بحلول يوم الاثنين القادم. كما حذّر من أن "إسرائيل" تخاطر بفقدان الدعم الدولي بسبب ارتفاع عدد القتلى بين الفلسطينيين. 

تدهور مستمر للوضع الإنساني بغزة

وفي الوقت الذي سلّمت فيه "إسرائيل" تقرير التدابير المؤقتة لـ"محكمة العدل الدولية"، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن العمليات البرية والقتال العنيف، في كافة أنحاء القطاع، لا تزال مستمرة.

وأفادت الوكالة الأممية بأن الغارات الجوية المتزايدة على مدينة رفح، التي تؤوي أكثر من مليون نازح، أدت إلى زيادة المخاوف التي من شأنها أن تزيد من إعاقة العمليات الإنسانية: "التي تعمل أصلًا فوق طاقتها".

وذكرت "الأونروا" أن القتال العنيف في وحول مدينة خانيونس تسبب، على مدى الأسابيع الماضية، بخسائر في الأرواح وأضرار في البنية التحتية، بما في ذلك مركز تدريب خانيونس الذي يُعد أكبر ملجأ للوكالة في جنوب قطاع غزة. 

وأشارت الوكالة إلى وجود حركة نزوح من رفح باتجاه مخيمي دير البلح والنصيرات في المنطقة الوسطى، رغم: "وجود تقارير عن مزيد من القتال والغارات الجوية في تلك المناطق". 

ولفتت إلى أنه حتى 25 شباط/فبراير الجاري، نزح ما يصل إلى 1.7 مليون شخص، أكثر من 75 بالمئة من السكان، في مختلف أنحاء قطاع غزة، وبعضهم نزح بالفعل عدة مرات. 

ونبّهت الوكالة إلى الانخفاض الملحوظ في الإغاثة، إذ بلغ عدد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة خلال شباط/فبراير الجاري 98 شاحنة يوميًا، ما يمثّل انخفاضًا بنسبة 50 بالمئة في الإمدادات التي تدخل غزة مقارنة بشهر كانون الثاني 2024.

وشدّدت على أن عدد الشاحنات التي تدخل إلى القطاع أقل بكثير من الهدف المحدد، وهو 500 شاحنة في اليوم. كما أشارت إلى الصعوبات الكبيرة في إدخال المساعدات عبر معبري كرم أبو سالم ورفح بسبب القيود الأمنية والإغلاق المؤقت في كلا المعبرين. 

ولا يزال مجمع ناصر الطبي، في خانيونس، يعاني من انقطاع الكهرباء ونقص إمدادات الغذاء والمياه وتراكم النفايات الصلبة وفيضان مياه الصرف الصحي وفق المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك. 

وفي سياق متصل، أكد "صندق الأمم المتحدة للسكان" أن الأطفال حديثي الولادة يموتون في قطاع غزة لأن الأمهات غير قادرات على إجراء فحوصات ما قبل الولادة أو ما بعد الولادة، بينما يتسبب القصف المتواصل والهمجي، وكذلك وعمليات النزوح المستمرة من منطقة إلى أخرى بحثًا عن الأمان، والقلق، في الولادة المبكرة. 

من جانبها، شدّدت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، كاثرين راسل، من أن العملية البرية المحتملة في مدينة رفح ستشكّل كارثة على أكثر من 1.4 ملايين شخص لجأوا إلى هذه المنطقة. 

وتحت عنوان "الألم الذي لا يصدق لأطفال غزة"، كتبت راسل، في مقال نُشر على موقع "سي إن إن"، أن أي تصعيد عسكري ضد المدينة سيكون كارثيًا على المدنيين المحاصرين هناك، لافتةً إلى ارتفاع عدد سكان رفح من نحو 300 ألف نسمة إلى 1.4 مليون.

وبينما أشارت إلى أن 70 بالمئة من الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في غزة هم من النساء والأطفال، قالت: "تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 90 بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة في غزة أصيبوا بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية".

وأضافت أن: "70 بالمئة أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الأخيرين"، ولفتت إلى أنه إن لم يُمنع الهجوم على رفح والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، فإن الأطراف المعنية: "ستتحمل مسؤولية مقتل المزيد من الأطفال، إلى جانب آلاف الأطفال الذين فقدوا أرواحهم حتى الآن".

جنود الاحتلال وآلياته في مرمى نيران المقاومة

إلى ذلك، تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية معارك عنيفة مع قوات الاحتلال في مختلف محاور القتال شمال وجنوب قطاع غزة، لا سيما في مدينة خانيونس وأحياء غزة. 

وأمس الإثنين، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنها فجّرت عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 15 جنديًا، داخل أحد المنازل في منطقة عبسان الكبيرة شرق خانيونس، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح. 

ودمّرت الكتائب كذلك دبابة من نوع "ميركافاه" بقذيفة "الياسين 105" في المنطقة نفسها، حيث استهدفت أيضًا قوة مكونة من 4 جنود وأجهزت عليها من مسافة صفر. 

وقصفت الكتائب تجمعًا لقوات الاحتلال، في حي الزيتون بمدينة غزة، بقذائف الهاون. كما أوقعت، بالاشتراك مع "سرايا القدس"، قوة صهيونية بين قتيل وجريح في محيط جامعة فلسطين شمال المحافظة الوسطى.

من جهتها، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قنصت جنديًا إسرائيليًا في محور التقدم شرق خانيونس، وقصفت موقع كيسوفيم العسكري برشقة صاروخية، وتجمعًا لجنود الاحتلال جنوب حي الزيتون بمدينة غزة بوابل من قذائف الهاون. 

وقالت السرايا إنها أسقطت طائرة صهيونية من نوع "كواد كابتر" خلال تنفيذها مهمة استخبارية وسط مدينة خانيونس. كما استهدفت آليتين عسكريتين بقذائف الـ"RBG" بمحيط مفترق دولة في حي الزيتون بمدينة غزة.