27-يناير-2022

(Getty)

أشارت وكالة الأنباء الكويتية كونا، إلى أن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي حمد جابر الصباح، أصدر قرارًا وزاريًا جديدًا يتضمن شروطًا إضافية تُفرض على النساء في الكويت للالتحاق في السلك العسكري، بما يتماشى مع ضوابط هيئة الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقال الصباح في تصريح مكتوب إن قرارات الجيش هي قرارات نافذة لا يمكن بحال من الأحوال التراجع عنها، وهو ما يسري على قرار السماح للمرأة الكويتية بالالتحاق بشرف الخدمة العسكرية، الذي يصبّ في صالح تطوير قدرات الجيش الكويتي، كما هو الحال في باقي مؤسسات السلك العسكري في الحرس الوطني والشرطة".

وقد نشرت وزارة الدفاع الكويتية الشروط الجديدة الستة لقبول انتساب النساء الكويتيات إلى الجيش، أبرزها موافقة ولي الأمر أو الزوج، العمل في التخصصات الطبية والتمريضية، والمجالات الفنية والخدماتية وعدم حمل السلاح إضافةً إلى الالتزام بالحجاب الشرعي الساتر.

جدل على مواقع التواصل

القرار الجديد لوزير الدفاع الكويتي استأثر باهتمامات الناشطين الكويتيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتباينت الآراء بين مؤيدة للقرار ورافضة له، بينما احتجّت الحركات النسوية والجمعيات الحقوقية ومجموعات من الناشطين في البلاد على الشروط التي وضعتها الوزارة لقبول التحاق النساء بالجيش، وخاصة في ما يتعلق بفرض حصول على موافقة الزوج، وإلزام المجندات بالحجاب الشرعي الساتر.

في أبرز المواقف في هذا المجال، أشارت صفحة "الوقيان للمحاكم" التي يديرها المحامي نجيب الوقيان، ويتابعها أكثر من 200 ألف شخص، إلى أن الكويتيات اللواتي أصبح ممنوع دخولهن إلى الجيش بعد قرار اقتصاره على المحجبات، يستطعن إلغاء هذا القرار بدعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية.

 واعتبر المغرد جاسم الظبيان أن الخطوة الجديدة هي تقدم سريع نحو التخلف والنكوص، ورأى أن الكويت هي البلد الوحيد الذي لديه ماضٍ متقدم، منفتح ومتطور، وتقوم اليوم بفرض الحجاب على المجندات، وسأل " شلون شرط الحجاب، وغير المحجبة لا تستحق شرف الخدمة العسكرية ؟"

بينما رفض المغرد حمد الجاسر فكرة التحاق النساء الكويتيات بالجيش، حيث سأل : " وهل هذه أولية لنا في الكويت؟ الوزير أدخل نفسه والجيش في معمعة لا طائل له منها "، ويعتبر الجاسر أن الشباب الكويتي (الذكور) الذي لا يجد عملًا بعد التخرج، هم أولى بهذه الوظائف، مشيرًا إلى أنه على يقين أن غالبية قادة الجيش غير راغبين في إقحام المرأة.

وسخر الناشطون الكويتيون من البند الذي يمنع المجندات الكويتيات من استخدام السلاح خلال خدمتهن، فقال الناشط مؤيد من باب التهكم والسخرية " اقتراح بقبول الذكور بتخصص "اقتصاد منزلي" بشرط إن ما يطبخون ولا يخيطون، بس يدشون المطبخ يسألون إذا خلص الأكل ولا بعد."

بينما نشرت المغردة صفية سعيد صورة ساخرة للممثل المصري سعيد صالح كُتب عليها " زغرطوا "، في إشارة إلى أن المجندات الكويتيات لن يتمكنّن من فعل أي شيء أثناء خدمتهن في ظل القوانين الجديدة.

من جهته، استغرب المغرد سطّام ما يحصل في الكويت في الفترة الأخيرة، حيث يُفرض الحجاب على النساء في مكان العمل، ولا يفرض في الأماكن العامة، واصفًا الأمر بالتناقض.

تجدر الإشارة إلى أن حكومة الكويت كانت قد أصدرت في تشرين الأول \ أكتوبر الماضي قرارًا وُصف بالتاريخي، إذ سُمح من خلاله للنساء بدخول الجيش، وقد أثار القرار يومها جدلًا كبيرًا بين مؤيدين ومعارضين، لتعود وزارة الدفاع وتعلن في الشهر الماضي فتح باب الانتساب رسميًا أمام النساء للالتحاق بالجيش، وقد اشترطت الوزارة عليهن يومها أن يكنّ لائقات صحيًا ومحمودات السيرة، وأن تجتزن المقابلة الشخصية، وأن لا يكنّ من المحكومات ذوات السوابق، لكن الحملة المعارضة من دار الإفتاء ومن المجموعات المحافظة، دفعت وزارة الدفاع إلى إعادة النظر بقرارها، وإضافة شروط جديدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ملف خاص: قمع النساء عربيًا.. منهج تمييزي متجذر

المرأة اللبنانية والاستبداد.. عنف مؤسس على رصيف القانون