27-فبراير-2022

(Getty Images)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

كما يرتبط الشاي بالأتراك، والقهوة بالعرب، ترتبط الفودكا في أذهان الناس حول العالم بالروس وثقافتهم القومية، فهي المنتج الوطني الروسي الذي يعدّ من الصادرات الروسية المهمّة، وإن لم يكن أكثرها أهمّية في الاقتصاد الروسي، بخلاف ما يتخيّل كثيرون. 

مع اندلاع الحرب في أوكرانيا وتقدّم القوات الروسية للسيطرة على العاصمة كييف، بدأت حملة مقاطعة عالمية للمنتج الروسي، وبالأخص الفودكا

ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا وتقدّم القوات الروسية للسيطرة على العاصمة كييف، بدأت حملة مقاطعة عالمية للمنتج الروسي، وبالأخص الفودكا.

ففي الولايات المتحدة، أعلن حاكم ولاية نيوهامبشر، حيث تباع المشروبات الروحية عبر متاجر تابعة للولاية، أن الولاية ستتوقف عن عرض المنتجات الروسية في متاجر الكحول، حتى إشعار آخر. أما في ولاية أوهايو، أعلن حاكم الولاية، وهو من الجمهوريين أيضًا، عن وقف بيع الفودكا الروسية، وذلك كموقف رمزي للتنديد بالحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا.

كما دعا نواب ديمقراطيون في الولايات المتحدة إلى وقف استيراد الفودكا الروسية وغيرها من المنتجات الكحولية الروسية من متاجر الكحول في عدد من الولايات، من بينها ولاية فيرجينيا التي ينتشر بها أكثر من 400 متجر للكحوليات تابعة للولاية.

وتكررت الدعوات ذاتها من قبل أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية أركنساس، والذي قال في تغريدة عبر تويتر إنه يتوجب على الأمريكيين "التخلص من الفودكا الروسية". كما قال توم كوتون: "يجب إضافة إلى إرسال الذخائر والقذائف، أن نرسل الزجاجات الفارغة إلى أوكرانيا كي يستخدموها في تجهيز الزجاجات الحارقة".

 

 

أمّا في كندا، فقد أعلن مجلس إدارة الكحول في ولاية أونتاريو، إحدى أكثر الولايات ازدحامًا في كندا، عن عزمه إزالة كافة المنتجات المصنّعة في روسيا عن رفوف أكثر من 600 متجر للكحوليات في أونتاريو. وقد أقدمت على الخطوة ذاتها ولايات أخرى، من بينها نيوفاوندلاند، ومانيتوبا، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.

إلا أن الخطوة بحسب نيويورك تايمز، لن تعدو عن كونها تحرّكًا رمزيًا، عبر مقاطعة منتج يرتبط اسمه بروسيا، وهي خطوة مشابهة لما قام به الأمريكيون عام 2003، حين عارضت فرنسا التدخل العسكري الأمريكي في العراق، فقامت فعاليات شعبية ورسمية في الولايات المتحدة بمقاطعة عدد من المنتجات الفرنسية، وأبرزها النبيذ الفرنسي.

وللفودكا تاريخ طويل في الثقافة الروسية، والتي تعد عنصرًا ثابتًا في الحياة اليومية للروس، إضافة إلى كونها مشروبًا بالغ الشهرة في العديد من الدول حول العالم، من بينها الولايات المتحدة التي تعدّ واحدة من أكبر أسواق الفودكا الروسية، إذ بيعت منها في العام 2020 حوالي 77 مليون صندوقًا على الأقل، بقيم إيرادات بلغت زهاء 7 مليارات دولار أمريكي، وذلك بحسب ما نقلت نيويورك تايمز.

 

إلا أنه وبخلاف ما يتصوّر البعض، فإن روسيا ليست اللاعب الأهمّ في هذا القطاع، على مستوى الإيرادات إلى الولايات المتحدة على الأقل، إذ لا تمثّل المنتجات الروسية من الفودكا سوى 1% فقط من إجمالي واردات الفودكا إلى الولايات المتحدة، بحسب أرقام العام 2017. في حين تستحوذ فرنسا على نسبة 39% على الأقل من حصة واردات الفودكا إلى السوق الأمريكية، تليها السويد، بنسبة 18%، ثم هولندا (17%)، ولاتفيا (10%)، وبريطانيا (5%)، وبولندا (5%)، وفي ذيل القائمة تأتي روسيا (1%).

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جوجل تعلن عن فرض قيودٍ على مؤسسات إعلامية روسية

في أول بيان رسمي.. كيف علقت كوريا الشمالية بشأن الحرب في أوكرانيا؟