15-مايو-2024
كان الشاب عميرة محتجزًا عند جاره طيلة 26 عامًا (منصة إكس)

كان الشاب عميرة محتجزًا عند جاره طيلة 26 عامًا (منصة إكس)

حادثة مأساوية وقعت في ولاية الجلفة الواقعة جنوب العاصمة الجزائرية، تمثلت في عثور مصالح الأمن على شخص مفقود منذ 26 عامًا، كان محتجزًا طيلة هذه المدة في إسطبل من قبل شخص يقطن قرب بيت عائلة الضحية.

وبدأت القصة بعد منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لشخص قال إن: "عميرة المولود في 1979 والمفقود منذ أيار/مايو 1998 محتجز لدى شخص على بعد 200 متر فقط من منزل عائلته".

عثرت مصالح الأمن على شخص مفقود منذ 26 عامًا، كان محتجزًا طيلة هذه المدة في إصطبل من قبل شخص يقطن قرب بيت عائلة الضحية

وجاء في بيان لمجلس قضاء الجلفة أن: "أن النائب العام يُعلم أن المصالح الإقليمية للدرك الوطني بالقديد، دائرة الشارف، تلقت شكوى تقدم بها المدعو (ب.ل) ضد شخص مجهول، على أساس التشهير في مواقع التواصل الاجتماعي بأن شقيق الشاكي المدعو (ب.ع) المفقود منذ قرابة 30 عامًا متواجد في منزل جارهم المدعو (ع.ب) ببلدية القديد داخل زريبة أغنام، تحركت مصالح الدرك الوطني نحو منزل المذكور. وفعلًا تم العثور على الشخص المفقود المدعو (ب.ع)، وتم توقيف المشتبه به مالك المسكن البالغ من العمر 61 عامًا".

وبدأت النيابة العامة التحقيق مع المشتبه به تمهيدًا لمحاكمته". وأوضحت أن المشتبه به يعمل حارسًا في البلدية، وكان يمارس حياته بشكل طبيعي. وشددت على أنه "سيتم متابعة مرتكب هذه الجريمة النكراء بكل الصرامة التي تقتضيها قوانين الجمهورية".

وتجمع سكان البلدية الذين لم يناموا طوال الليل أمام مقر فرقة الدرك الوطني لرؤية الضحية الغائب منذ ربع قرن ورؤية الجاني.

هذا، وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا صادمًا للحظات الأولى للعثور على الضحية، الذي أصبح يبلغ من العمر اليوم 45 عامًا، في حفرة تشبه القبر مغطاة بالتبن، لافتين إلى أنه كان في حالة صدمة ولم يقدر على الكلام.

 من جهتها، نقلت وسائل إعلام جزائرية عن سكان المنطقة بأن المشتبه به كان يعيش بمفرده في بيته، ولم يتزوج ويمشي وحيدًا، وقد أخفى الضحية طيلة هذه المدة.

كما نقلت وسائل إعلام محلية عن أقارب الشاب المحتجز بن عمران عميرة أنه اختفى عام 1998 عندما كان يبلغ من العمر 16 عامًا بعد أن غادر قريته متوجهًا إلى وسط مدينة الجلفة، وحين راجت أخبار اختفاء ابنها بدأت أسرته في البحث عنه، وقاموا بنشر صوره في التلفزيون، لكن من دون جدوى.

وبعد العثور على الشاب عميرة بدأت تستحضر بعض الأدلة حين كان غابًا لسنوات، حيث كان للضحية كلب يرافقه دائمًا، ظل ملتصقًا بالبيت الذي تم احتجازه فيه طيلة هذه المدة لأنه كان يشم رائحة صاحبه وفجأة اختفى الكلب هو الآخر.

وبحسب أقارب الضحية، فإن الكلب هو أول من دل على وجوده، لأنه كان ملتصقًا بباب المنزل الذي كان فيه الضحية محتجزًا، لكن الجاني تفطن للكلب فقام بوضع السم له، ليموت الكلب في وقت لاحق.

وفسر بعض الأقارب سر عدم سرعة الوصول لمكان الضحية طيلة هذه السنوات بقولهم إنه تم البحث عنه في كل مكان، والجميع وقتها اعتقد أنه اغتيل أو قتل من قبل الجماعات الإرهابية بحكم الظروف الأمنية التي كانت تعيشها الجزائر آنذاك، حتى إن والدته توفيت حسرةً عليه.