10-أغسطس-2016

(Getty) مظاهرة طلابية في البرازيل

أصدر "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "الطبقات والتراصف الطبقي" للبريطانية روزماري كرومبتون، إحدى أبرز علماء الاجتماع في عصرنا الحديث. الكتاب الذي جاء بترجمة مشتركة بين محمود عثمان حداد وغسان رملاوي، صدر ضمن سلسلة "ترجمان".

تستند روزماري كرومبتون إلى كرة القدم البريطانية، كمثال مجازي، لمناقشة المتغيرات الطبقية

الكتاب الذي يقع في 398 صفحة من القطع الكبير، يتطرق للحديث، عبر ثمانية فصول، عن الاختلافات الطبقية بين شرائح المجتمع، محاولًا تقديم رؤية تحليلية للأسباب التي أدت لحدوث الفوارق الطبقية، واللامساواة الاجتماعية بين أفراده، بالاستناد إلى مراجع متنوعة، مكنت كرومبتون من تسويغها لصالح بحثها المعني بالحديث.

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي يقارب الذكرى المئوية للحرب العالمية

ترى الباحثة أن المنظمات ذات الأسس الطبقية تسيطر على عصرنا الحالي، وهي تناقش حال المنظمات التي تتحدث عن تمثيل مصالح مختلف الطبقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولذا تطالب بالتعامل معها من أجل فهم معظم أجزاء سيرورة العمل القائمة عليه.

يفتتح الفصل الأول من الكتاب، موضوع "تحديد المشهد"، من ناحية تطرقه للمتغيرات الحاصلة خلال العقد الفائت، مستندًا إلى كرة القدم البريطانية، كمثال مجازي، لمناقشة المتغيرات الطبقية، التي طرأت على عصرنا الحالي، ومدى تأثرها بمبادئ "النيوليبرالية"، بعد أن أطلقت يدها في الحياة الاجتماعية.

ويناقش الفصل الثاني "المقاربات لتحليل الطبقة والتراصف"، بدءًا من تاريخ نشأتها، ومراحل تطورها، التي أدت لاستمرار التفاوت الطبقي، والعمل على إيضاح مختلف الأدوات التي عرف بها، مصطلح "الطبقة والتراصف".

في حين يأخذ الفصل الثالث على عاتقه، الحديث عن "التحليل الطبقي: الميراث الكلاسيكي وتطوره في القرن العشرين"، من بوابة تقديمه لدراسة شبه شاملة، لكتابات الألمانييّن كارل ماركس وماكس فيبر عن الطبقة، وتأثيرهما على مفاصل علم الاجتماع، بالاعتماد على تقديم تحليل طبقي، يكون دعامًة لما سيصدر عن تحليلات لاحقة.

ويركز الفصل الرابع على "قياس البنية الطبقية"، وتوصيفات الطبقة البنيوية، والمفاهيم والأسس التي يستخدمها الباحثون في أبحاثهم السوق، وهو ما يرتبط بمفاصل الفصل الخامس، الذي يتحدث عن "تنبؤ في غير أوانه للموت وإعادة تجديد في أوانه"، معتمدًا على مقاربة بين أعمال عالميّ الاجتماع البريطاني جون غولدثورب، والأمريكي تشارلز رايت.

روزماري كرومبتون من أهم علماء الاجتماع، الذين اشتغلوا على دراسة التفاوت الطبقي بين الفئات الاجتماعية

اقرأ/ي أيضًا: عبد الله محمود عدوي.. توابل البرامج التلفزيونية

ويناقش الفصل السادس من الكتاب، موضوع "الطبقة والثقافة: الإثنوغرافيا الوصفية للطبقة"، أي الجوانب الثقافية، لتيمة الكتاب الأساسية "الطبقة والتراصف"، ويستند هذا الفصل في مناقشته، على مفهوم المواطنة لدى عالم الاجتماعي البريطاني توماس همفري مارشال، ومقاربات الاجتماعي الفرنسي بيير بورديو للطبقات الاجتماعية.

أما الفصلين الأخيرين من الكتاب، فناقشا بشكل متوال "الحراك الاجتماعي للعائلات والتحصيل العلمي"، من خلال دراسته للفوارق الطبقية، وتأثرها بالتحصيل العلمي، فيما تحدث الفصل الأخير عن "اللامساواة المتعاظمة والمناظرات حول الطبقة: مناقشة وخلاصة"، والذي تطرق للمناقشات الحديثة، لمفاهيم الفروق الطبقية، والفقر، وفكرة الإقصاء الاجتماعي، التي ترخي مجهودها على دراسة الفرد.

أخيرًا، تعد مؤلفة الكتاب روزماري كرومبتون، التي توفيت عام 2011، من أهم علماء الاجتماع، الذين اشتغلوا على دراسة التفاوت الطبقي بين الفئات الاجتماعية، حيث علمت على العديد من الأبحاث المرتبطة بالجندر، والطبقة والبروليتاريا.

اقرأ/ي أيضًا:

نساء حوض الشهوات

"فتاة القطار".. رواية عن نساء على الحافة