12-يونيو-2016

عاملات في حقل التسويق الإلكتروني(Getty)

لخصنا في المقال الأول تعريف علم التسويق وأهميته والفرق بينه وبين المبيعات. وفي هذا المقال نتطرق إلى الأسئلة التالية:

هل التسويق خاص بالشركات التي تصنع منتجات فقط؟ 

بالطبع لا. نستطيع أن نتبنى علم التسويق تحت أي شيء آخر، المرشح الانتخابي يريد أن يعرف احتياجات الناس ويلبيها حتى يُنتخب.

الأفكار يمكن التسويق لها، والأشخاص أيضًا وكذلك المنظمات غير الربحية يجب عليها أن تتبنى مفهوم التسويق

يجب عليك أن تعرف السؤال التالي قبل أن تقرأه، فلو أن التسويق هو إشباع الاحتياجات فالسؤال يجب أن يكون هو:

ما هي الاحتياجات؟

سنقوم الآن بالتفرقة بين ثلاثة مصطلحات في غاية الأهمية: الاحتياجات والرغبات والطلب (Needs,Wants,Demand):

الاحتياجات مثل الحاجة إلى الأكل والشرب والأمان والتواصل والحب. أما الرغبات فهي الطريقة التي سوف أشبع بها احتياجي. والطلب هو الرغبة مع القوة الشرائية.

لا تقلق المثال التالي سيوضح الأمور أكثر:

محمد لديه احتياج وشعور بالجوع need، وسوف يذهب لشراء دجاج وأرز want، ولديه القدرة المالية لشراء الدجاج demand. قد يوجد شخص آخر لديه نفس الاحتياج والشعور بالجوع ولكن لديه رغبة مختلفة ويريد أن يشبع الاحتياج عن طريق السمك.

هل التسويق يخلق الاحتياج؟

يقول الكثيرون نعم والدليل على ذلك هو أن التسويق استطاع أن يخلق الاحتياج إلى الجوالات مثلًا. والحقيقة أن هذا ليس خلقًا لاحتياج، لأننا جميعًا لدينا الاحتياج إلى التواصل، والجوالات هي وسيلة فقط لتلبية هذا الاحتياج وليست هدف في حد ذاته.

اقرأ لدينا أيضًا: كيف تتوقفين عن التسويق غير المحسوب؟

لماذا هذه التعريفات وما أهميتها في الواقع العملي؟

يوجد في التسويق مرض خطير يسمى بـMarketing myopia، أي قصر النظر التسويقي ومن أسباب هذا المرض هو عدم التفرقة بين الاحتياجات والرغبات. تخيل أنك ترى أن احتياج الناس هو الهاتف المنزلي وفقط ولكن بعد فترة اتضح أنهم بحاجة إلى شيء آخر! أنهم يريدون الجوالات، أنت لم تر المستقبل ولم ترَ احتياج الناس الرئيسي. الشركات التي فهمت أن احتياج الناس هو التواصل استطاعوا أن يفكروا ويبدعوا ويصلوا إلى اختراع الجوالات.

هل هدف التسويق هو الربح، أو إرضاء العملاء حتى لو جاء على حساب الربح؟

نعم الإجابة قد تكون صادمة ولكن يجب أن تعرفها جيدًا، أن هدف أي مؤسسة ربحية هو الربح بالطبع! إرضاء العملاء هو أنسب طريقة لتحقيق ذلك. ليس هناك رومانسية في هذا الموضوع، وليس هناك جشع أو شيء خاطئ، من حق صاحب الشركة أن يربح، الخطأ كل الخطأ في تقديم منتج عديم القيمة بالنسبة للعميل.

هل التسويق علم نظري أم عملي؟

من حق صاحب الشركة أن يربح، الخطأ كل الخطأ في تقديم منتج عديم القيمة بالنسبة للعميل

يختلط على الكثيرين الأمر فيظنون أن علماء التسويق يبذلون الجهد في وضع علم التسويق بنظرتهم وأفكارهم والحقيقة أن ما يحدث هو تقريبًا العكس. ما يحدث هو أنهم يرون ماذا تفعل الشركات وماذا تغير في السوق، كيف نجحت هذه الشركة؟ ولماذا فشلت الأخرى؟ ومن ثم يبدؤون في تحليل الأمور ليصلوا بذلك إلى نظرياتهم وأفكارهم. فعلم التسويق هو علم عملي من الدرجة الأولى.

هل هذا عصر التسويق الإلكتروني وانتهاء التقليدي؟

لنضع الأمور في محلها الصحيح، التسويق عبارة عن مفهوم وفكرته قائمة على إرضاء احتياجات الناس بطريقة ربحية. أما التسويق الإلكتروني فهو نوع من أنواع الترويج فقط. لا شك أن الترويج عن طريق الوسائل الإلكترونية في ازدهار وتقوم عليه شركات كبيرة، وفي حملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2008 كانت الوسائل الإلكترونية من أهم عوامل الترويج له ومن أهم أسباب نجاح حملته في الترشح. ولكن يجب الأخذ في الحسبان العميل المستهدف، هل العميل المستهدف لشركتي يتواجد على مواقع السوشيال ميديا أم هو لا يرى إلا التلفاز؟ فهناك كثير من الشركات تقوم بحملات ترويجية على مختلف القنوات سواء الإلكترونية أو ما يطلق عليها الآن التقليدية وهذا ما يسمى بالمزيج الترويجي Promotion mix، القاعدة المختصرة لتعرف أين يذهب عميلك واذهب وراءه.

خلاصة

- التسويق ليس فقط للمنتجات أو الخدمات ولكن تقريبًا لكل شيء.

- التسويق لا يخلق الاحتياجات.

- احتياجات الناس موجودة منذ القدم ولن تتغير ما يتغير فقط هو طريقة إشباعها.

- التسويق علم قائم على التجارب العملية للأشخاص والشركات.

- التسويق الإلكتروني هو جزء مهم من العملية الترويجية وليس علمًا منفصلًا عن التسويق.

*في المقال القادم ستكون بداية طريقنا لمعرفة عناصر الخطة التسويقية. تابعونا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ابتكار طلاء أظافر بنكهة دجاج kfc!
5 إعلانات رمضانية تتصدر الجدل في "السوشيال ميديا"