تنطلق الألعاب البارالمبية (لذوي الاحتياجات الخاصة) في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل في 7 أيلول/سبتمبر القادم وتنتهي في 18 من نفس الشهر، وسيتم خلالها توزيع ميداليات في 526 نشاطًا في 18 رياضة مختلفة. لكن ما هي الاختلافات بين الألعاب البارالمبية والألعاب الأولمبية؟
أول ألعاب بارالمبية تمت إقامتها كانت في روما سنة 1960 بعد أسبوع من الألعاب الأولمبية الصيفية
قد يبدو الاسم متشابهًا لكن كل شيء مختلف هنا حتى الشعار. فاللجنة الأولمبية الدولية واللجنة البارالمبية الدولية هما منظمتان مختلفتان، وأول ألعاب بارالمبية تمت إقامتها كانت في روما سنة 1960 بعد أسبوع من الألعاب الأولمبية الصيفية، وهو الأمر ذاته الذي حصل في الألعاب الأولمبية في طوكيو سنة 1964. وفي سنة 1968 رفضت المكسيك (مستضيفة الألعاب الأولمبية) استضافة الألعاب البارالمبية، وباتت تقام الدورتان في دول منفصلة حتى سنة 1988 حيث أقيمتا معًا. ومنذ سنة 2001، بات يجب على الدول المضيفة تقديم ملف شامل لاستضافة الألعاب الأولمبية والبارالمبية معًا.
اقرأ/ي أيضًا: موريتانيا.. جهد تطوعي للتعريف بحقوق ذوي الإعاقة
الألعاب ذاتها مع اختلافات..
هناك ألعاب يمارسها ذوي الاحتياجات الخاصة فقط، لكن متابعي الألعاب البارالمبية سيشاهدون معظم الأنشطة التي عرفوها سابقًا، السباحة وسباق الدراجات الهوائية وألعاب القوى هي أنشطة مألوفة لكنها في البارالمبية، تقسم إلى تصنيفات ويضاف إليها أطراف صناعية وكراسٍ متحركة ومساعدون.
جماهير ألعاب مثل الرقبي بالكراسي المتحركة أو كرة الطائرة في وضعية الجلوس وكرة قدم للاعبين الذين فقدوا نظرهم، سيجدون أن القوانين مختلفة جدًا مقارنة بالرياضة التي يعرفونها. فالكرة المستخدمة في كرة القدم للاعبين فاقدي البصر تحتوي على كرات صغيرة تجعل صوتها مسموعًا، كذلك هي أقل ارتدادًا من الكرة العادية.
تُلعب كرة القدم في الألعاب البارالمبية من فريقين، يتألف كل منهما من 5 لاعبين ويساعد الملعب الخشبي على تحديد أماكن تواجد اللاعبين من حركاتهم. كذلك يرتدي اللاعبون أغطية على عيونهم، فيما حارس المرمى يكون إنسانًا قادرًا على الرؤية بالكامل، لكن لا يُسمح له بمغادرة منطقته. ويوجد خلف كل مرمى مساعد يقوم بتوجيه اللاعبين. أما أكثر ما يميز هذه اللعبة فهو استخدام اللاعبين لكلمة Voy بالإسبانية، حين يريدون التدخل على اللاعب الخصم لتنبيهه، وهو ما يُلزم الجماهير بالتزام الصمت أثناء المباريات.
اقرأ/ي أيضًا: ذوو الاحتياجات الخاصة.. الأكثر اضطهادًا في الجزائر
رياضات خاصة بالألعاب البارالمبية
تتميز رياضتان بأنهما مرتبطتان فقط بالألعاب البارالمبية: كرة الهدف والبوتشيا
تتميز رياضتان بأنهما مرتبطتان فقط بالألعاب البارالمبية: كرة الهدف والبوتشيا. تُلعب كرة الهدف بفريقين يضم كل منهما ثلاث لاعبين فقدوا بصرهم بالكامل واثنين ذوي بصر ضعيف، وتلعب في ملعب داخل مستطيل. والهدف من اللعبة هو رمي الكرة إلى شبكة الفريق الخصم التي تمتد على عرض الملعب، فيما سيحاول الآخرون التصدي لها بأجسادهم.
أما البوتشيا فهي تضم الرياضيين الذين يعانون من أصعب الحالات في الألعاب. وعلى الرغم من ممارسة الرياضة في 50 دولة إلا أنها الأقل شهرة في الألعاب البارالمبية. تُلعب البوتشيا فرديًا أو زوجيًا أو بفريق كامل والهدف منها هو رمي الكرة لتصيب هدفًا. وفي الوقت الذي بدأت اللعبة برياضيين مصابين بشلل دماغي، تم توسيعها لتشمل رياضيين ذوي احتياجات خاصة متعلقة بصعوبة الحركة.
في أي الحالات يتم استخدام مساعدين بشريين؟
واحد من أهم المساعدات للسباحين فاقدي النظر هو الناقر. وهو رجل يقف على كل جهة من نهاية حوض السباحة ويقوم بحمل حبل طويل في نهايته كرة ناعمة ومع اقتراب السباح من خط النهاية يقوم بالضرب على رأسه. ويعد ما يقوم به الناقر إنذارًا للسباح بأنه وصل إلى خط النهاية كذلك يتيح له الانطلاق من دون مخافة الاصطدام بطرفي حوض السباحة. يتم نقر السباحين وهم على بعد مترين إلى 4 أمتار من نهاية حوض السباحة، وهي تحتاج لكثير من التدريب والتنسيق.
المساعد البشري الثاني الأكثر استخدامًا هو في ألعاب القوى. فالمتسابقون الفاقدون للنظر جزئيًا أو كليًا يمكنهم المشاركة في هذه المسابقة بوجود مساعد، ويرتبط بالعداء غالبًا عن طريق حبل ويلعب دور عينيه. ويجب على العداء ومساعده أن يكونا متناسقين ويحافظا على سرعة متوازية، كذلك يشرح المساعد للاعب موقعه في السباق وترتيبه ويمنح الإرشادات حول إذا ما كان يجب أن يسرع، ومعظم المتسابقات النساء يشاركن مع مساعدين من الرجال وذلك لكون المساعد يجب أن يتمتع بالقدرة على أن يكون أسرع من اللاعب. أما القاعدة الذهبية فهي عدم تجاوز الخط قبل العداء حيث ستكلف هذه الحالة المساعد ولاعبه الإقصاء من البطولة.
اقرأ/ي أيضًا: