غودو على طاولة الاحتمالات

عاد خجولًا قتلته الفطنّة

زرادشت

يعرف أن غودو يفقه أن الانتظارَ:

"تمرين اليائسين" على مشقة الأمل!

كان فظًا غليظ القلب؛

فانفضضنا من حوله،

مسكين ابن آدم

قال حكيم وهو يبيع

حكمته!

انتظرنا غودو وزرادشت،

انتظرنا من غابوا لحكمة،

ومن غابوا لخوف،

انتظرنا الوطن

ـ الرف الذي علمنا الصبر ـ

الرف الذي قصرّته الأيدي

وغضته العيون!

ولم يأتِ

تُرى أيضيف الوهم عمرًا

للآملين؟!

أينصف المرء نفسه

كلما لاح ضوء قليل أو بعيد؟

عند الانتظار تموت النبوءات

وتُصادر الأحداس

غودو لم يأتِ، زرادشت لم يأتِ،

ترُى ما الذي يريده الإنسان

من الانتظار؟!

 

الأحلام انفلات الذات ويقظة الروح

كان لوحة، ذلك الإنسان،

بعد أن قتلته الشائعات،

عاد لإطاره، عادت الخرق،

تلمع وجهه كلّما مسّه تراب!

في ظل الغبار، والشائعات،

والأحداث والتواريخ،

اليقين لا يحفظ ماء وجهه،

ولا يبقي لأصدائه أثرًا

لم يصل، تأخر قليلًا؛

فضّل أن يمشي ببطء؛

متّكئًا على أحلامه؛

الأحلام: وصف دقيق

لما لم تنله اليقظة!

لم يصل، تأخّر كثيرًا،

ذلك الإنسان الذي يتّخذ أوهامه

بوصلة لطرائق الحياة!

لم يصل، تأخر كثيرًا،

الإنسان الذي تسحب أقدامه

خطوات الآخرين،

يعيش ظلًا تبيحه الأقدام،

أو ظلًا مرتهنًا بعمرِ النهار.

فقط، حدق بما حولك؛

تعرف أن الأحزانَ أطول عمرًا،

وأرسخ جذرًا من الأفراح.

 

الفرحُ: الكائن الذي يفضح

تسوس الأسنان،

 

الشيء الذي يُعطي الملامح

دقّة في الوضوح،

 

الصبي الذي يولد مصادفة،

ويموت مصادفة.

 

الفرح: ذلك الشيء الذي لا يشيخ أبدًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ادفعْ ثمن الهواء

لا تزال النهاية متردّدةً في المجيء