28-مايو-2024
تعزيز برنامج إيران النووي

(Getty) إدارة بايدن تضغط على الحلفاء الأوروبيين للتراجع عن "خطط لتوبيخ إيران" على التقدم الذي أحرزته في برنامجها النووي

أظهر تقريران سريان للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الإثنين، أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقترب من درجة صنع الأسلحة بوتيرة ثابتة، بينما تعثرت المناقشات الرامية إلى تعزيز التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وجاء في أحد التقريرين المقدمين إلى الدول الأعضاء، والذي اطلعت عليه "رويترز"، "لم يتم إحراز تقدم في العام الماضي نحو تنفيذ البيان المشترك الصادر في 4 آذار/مارس 2023".

وسافر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إلى إيران هذا الشهر لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين بهدف تحسين التعاون ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران. لكن محادثات المتابعة توقفت بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية.

لدى إيران الآن ما يكفي تقريبًا من المواد المخصبة لصنع ثلاثة أسلحة نووية نظريًا

وتواجه الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجموعة من الصعوبات في إيران، بما في ذلك حقيقة أنها لم تنفذ سوى جزء صغير من الخطوات التي اعتقد رئيس الوكالة غروسي أنها التزمت بها في "بيان مشترك" بشأن التعاون العام الماضي.

وأضاف التقرير أن "المدير العام يكرر للحكومة الإيرانية الجديدة دعوته واستعداده لمواصلة الحوار رفيع المستوى والتبادلات الفنية اللاحقة التي بدأت ... في 6 و7 أيار/مايو 2024".

ومر 18 شهرًا منذ أن أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة قرارًا ضد إيران، يأمرها بالتعاون بشكل عاجل مع التحقيق الذي تجريه الوكالة منذ سنوات حول جزيئات اليورانيوم التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

وفي حين خُفض عدد المواقع منذ ذلك الحين إلى موقعين، إلا أن إيران لم توضح بعد كيفية وصول الآثار إلى هناك.

وقال التقرير "المدير العام يأسف لعدم حل قضايا الضمانات العالقة" في إشارة إلى تلك الآثار.

ويقول دبلوماسيون إن فرنسا وبريطانيا تضغطان من أجل إصدار قرار جديد في اجتماع مجلس الإدارة للوكالة الأسبوع المقبل، لـ"توبيخ" إيران، وهو ما لم تؤيده الولايات المتحدة حتى الآن. وعادة ما تغضب إيران من مثل هذه القرارات، وتتخذ خطوات تتعلق بالبرنامج النووي ردًا على ذلك.

وقال التقرير الآخر إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60%، أي ما يقرب من 90% من الدرجة المستخدمة في تصنيع الأسلحة، ارتفع بمقدار 20.6 كغم.

ويعني ذلك أن لدى إيران الآن ما يكفي تقريبًا من المواد المخصبة بنسبة نقاء تصل إلى 60%، إذا تم تخصيبها بدرجة أكبر، لصنع ثلاثة أسلحة نووية نظريًا، وفقًا لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتقول القوى الغربية إنه لا يوجد سبب مدني معقول يدعو إيران إلى التخصيب إلى هذا المستوى. فيما تشير إيران إلى أن هذه المستوى من التخصيب أهدافه سلمية.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن إدارة بايدن تضغط على الحلفاء الأوروبيين للتراجع عن "خطط لتوبيخ إيران" على التقدم الذي أحرزته في برنامجها النووي في إطار سعيها لمنع تصاعد التوترات مع طهران قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخريف، وفقًا لدبلوماسيين شاركوا في المناقشات.

وقال الدبلوماسيون إن الولايات المتحدة تعارض الجهود التي تبذلها بريطانيا وفرنسا لـ"توبيخ إيران" في مجلس الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أوائل حزيران/يونيو. وقالوا إن الولايات المتحدة ضغطت على عدد من الدول الأخرى للامتناع عن التصويت بحجب الثقة، قائلة إن هذا ما ستفعله واشنطن. وينفي المسؤولون الأمريكيون ممارسة ضغوط ضد القرار. 

وقد بدأت الخلافات في الظهور مع تعمق "مخاوف" المسؤولين الغربيين بشأن الأنشطة النووية الإيرانية. وتمتلك إيران ما يكفي من المواد الانشطارية عالية التخصيب لصنع ثلاثة أسلحة نووية، وفقًا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويقول بعض المسؤولين الأمريكيين إنهم يخشون أن تصبح إيران أكثر اضطرابًا مع تحرك البلاد نحو إجراء انتخابات لاختيار زعيم جديد بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية في وقت سابق من هذا الشهر. وتقول إدارة بايدن منذ فترة طويلة إنها تسعى إلى حل دبلوماسي بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وحذر دبلوماسيون أوروبيون من أن الفشل في اتخاذ إجراء من شأنه أن يقوض سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتولى سياسة منع انتشار الأسلحة النووية. ويقولون إن ذلك يضعف أيضًا مصداقية الضغوط الغربية على إيران. وهم يشعرون بالإحباط إزاء ما يعتبرونه جهودًا أميركية لتقويض نهجهم.

وقال مسؤول أميركي إن واشنطن "تنسق بشكل محكم" مع شركائها الأوروبيين قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل، وأضاف: "أي تكهنات بشأن القرارات سابقة لأوانها. نحن نزيد الضغوط على إيران من خلال العقوبات والعزلة الدولية".

تتحدث المصادر عن أن واشنطن تهدف إلى تجنب الصدام مع إيران قبل الانتخابات

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أصدر قرارًا يوبخ إيران آخر مرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2022. وقد حذر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون في فيينا من أنهم سيتخذون إجراءات إذا لم تكبح طهران تقدمها النووي وتعزز التعاون مع الوكالة.

وفي قلب النزاع تكمن المخاوف المستمرة في بعض الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا وبريطانيا، من أن واشنطن تفتقر إلى استراتيجية للتعامل مع التقدم النووي الإيراني. وقال دبلوماسيون أوروبيون إن إدارة بايدن تبدو غير راغبة في متابعة "جهد دبلوماسي جاد مع إيران أو اتخاذ إجراءات عقابية ضد تجاوزات طهران النووية".