28-فبراير-2024
انخفاض معدل المواليد في كوريا الجنوبية

يُعتبر معدل المواليد في كوريا الجنوبية خلال 2023 الأدنى في العالم (رويترز)

رغم إنفاق الحكومة مليارات الدولارات لتشجيع الأُسر على إنجاب المزيد من الأطفال، سجّلت كوريا الجنوبية انخفاضًا قياسيًا جديدًا، وصادمًا، في معدل المواليد خلال عام 2023.

وأظهرت بيانات هيئة الإحصاء الكورية، التابعة للحكومة، اليوم الأربعاء، أن متوسط عدد الأطفال المتوقع أن تنجبهم المرأة الكورية الجنوبية خلال حياتها قد انخفض إلى 0.72 مقارنةً بـ0.78 في عام 2022.

وقال ليم يونج إيل، رئيس قسم التعداد السكاني في هيئة الإحصاء الكورية، في حديثه إلى الصحفيين: "بلغ عدد المواليد الجدد في عام 2023 230 ألفًا، وهو أقل بمقدار 19200 عن العام السابق، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 7.7%". 

ويُعتبر هذا المعدل أقل بكثير من متوسط 2.1 طفل الذي تحتاج إليه البلاد للحفاظ على عدد سكانها الحالي البالغ 51 مليون نسمة.

تتخذ الحكومة الكورية إجراءات استثنائية لوقف انهيار معدلات الخصوبة في البلاد التي سجّلت العام الفائت أدنى معدل ولادات في العالم

ويفاقم انخفاض معدل الخصوبة، وهو الأدنى في العالم، من الأزمة الديمغرافية التي تواجهها كوريا الجنوبية التي كشفت بيانات هيئة الإحصاء أن عدد سكانها قد تقلّص للسنة الرابعة على التوالي، وذلك على الرغم من الأموال التي أُنفقت لزيادة عددهم. 

واتخذت الحكومات الكورية المتعاقبة، منذ نحو عقدين، من عكس اتجاه انخفاض المواليد أولوية وطنية في ظل الانهيار المستمر لمعدلات الخصوبة، الذي يهدِّد بـ"الانقراض الوطني" بحسب مسؤولين كوريين.

وأقرّت الحكومات لأجل معالجة هذه الأزمة سلسلة إجراءات استثنائية بلغت تكلفتها 270 مليار دولار أُنفقت، منذ 2006، في مجالات مختلفة تتعلق جميعها بدعم الأُسر وتشجيعها على إنجاب المزيد من الأطفال. 

رغم ذلك، فشلت تلك الإجراءات في تحقيق الهدف منها، إذ يرى الكوريون أن ارتفاع تكاليف تربية الأطفال إلى جانب أسعار العقارات ونقص الوظائف ذات الأجير الجيد، ونظام التعليم الصارم في البلاد، تمثّل عقبات أمام تكوين أسر أكبر، بل وحتى أسرة صغيرة. 

ولم تؤد هذه الإجراءات أيضًا إلى رفع معدلات الزواج التي لا تزال منخفضة للغاية، وتشهد تراجعًا مستمرًا بسبب تكاليف المعيشة المرتفعة للغاية. 

وبالإضافة إلى ما سبق، تلعب صعوبة توفيق المرأة الكورية بين وظائفهن وأعمالهن المنزلية، بما في ذلك رعاية الأطفال، سببًا آخر لعزوفهن إما عن الزواج أو الإنجاب. 

وتعهدت الأحزاب السياسية الرئيسية في كوريا الجنوبية، قُبيل الانتخابات المقررة في نيسان/أبريل القادم، بتوفير المزيد من الإسكان العام والقروض الميسرة في محاولة لوقف انخفاض عدد السكان، والسيطرة على انهيار معدلات الخصوبة. 

وفي حال استمرار انخفاض معدل الخصوبة، فمن المتوقع أن ينخفض عدد سكان خامس أكبر اقتصاد في آسيا إلى النصف تقريبًا، أي حوالي 26 مليون نسمة، بحلول عام 2100 وفقًا لـ"معهد القياسات الصحية والتقييم" بجامعة واشنطن في سياتل.

وليست كوريا الجنوبية وحدها التي تعاني من شيخوخة السكان في المنطقة، إذ سجّلت اليابان بدورها قبل أيام، وللعام الثامن على التوالي، انخفاضًا قياسيًا في عدد الولادات خلال عام 2023. 

وبحسب وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، فقد بلغ عدد الأطفال الذين ولدوا في اليابان خلال العام الفائت 758.631 طفلًا، وهو انخفاض بنسبة 5.1% عن العام السابق،ويمثّل أقل عدد من الولادات منذ تجميع الإحصائيات لأول مرة في عام 1899.

كما انخفض عدد حالات الزواج بنسبة 5.9% ليصل إلى 489.281 زوجًا، أي أقل من نصف مليون للمرة الأولى منذ 90 عامًا، ويُعد ذلك أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض معدل المواليد في البلاد التي تُعتبر الأكثر شيخوخة في العالم.