31-مايو-2016

إسلام سليماني هو أجمل حلم تحقق وبدأ يكبر أمام عيون الجزائريين (وليان فيناي/Getty)

نشرت إحدى الصفحات الرياضية المعروفة في الجزائر صورة لهداف المنتخب الجزائري ولاعب نادي سبورتينغ لشبونة إسلام سليماني وهو في رحلة صيد بأحد جزر المالديف الساحرة، فكتب أحد المتابعين معلقًا: "هنيئًا لك، من أزقة العاصمة إلى جزر المالديف"، هذا التعليق بكل بساطته يختزل قصة "الفتى الذهبي" الجديد للكرة الجزائرية، ورحلته نحو العالمية، رحلة بدأها من الصفر، قصة جميلة لطموح شاب انتهز أول فرصة منحت له، وصار محبوب الجزائريين في رمشة عين. تلك الصورة وكأنها أعادت الفتى ذا 27 ربيعًا، إلى أيام طفولته في مدينة عين النيان، غرب العاصمة، حينها كان يقضي مع غالبية أقرانه يومهم بين صخور ميناء"الجميلة" يصطادون السمك، تلك كانت هوايته المفضلة، تحقق حلم الفتى وصار صيادًا للأهداف في ظرف وجيز، قد يصيد سمكة غالية الثمن تتهافت عليها أندية أوروبا.

إسلام سليماني هو أجمل حلم تحقق وبدأ يكبر أمام عيون الجزائريين في السنوات الأخيرة في وطن صارت انتصارات الكرة المصدر الوحيد للبهجة فيه

اقرأ/ي أيضًا: أسوأ 5 انتقالات مع نهاية الموسم الأوروبي

انتهى الدوري البرتغالي، وحل نادي سبورتينغ وصيفًا للبطل بنفيكا، وتصدر سليماني لائحة هدافي النادي، وهو ما احتفى به ناديه بمنشور طريف على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، حيث كتب: "هناك 3 أشياء ثابتة في الحياة نولد، ونموت، وسليماني يسجل"، "السوبرماني"، كما يلقبه عشاق الفريق هناك تربع أيضًا على عرش هدافي إفريقيا في القارة العجوز، إنجاز لم يسبقه إليه أي لاعب جزائري من قبل، في ظرف وجيز فرض "صاحب الرأس الذهبية" نفسه كاسم ينتظر منه الكثير في سماء الكرة الجزائرية، خاصة بعد أن أصبح محل أطماع العديد من كبرى الأندية في أوروبا.

قبل خمس سنوات من الآن، لم يكن أحد يعرف اسم هذا اللاعب، كان لاعبًا عاديًا ينشط في نادي شباب بلوزداد بالدوري الجزائري، الذي استقدمه من نادي الشراقة، أحد الأندية المغمورة في ضواحي العاصمة الجزائرية، بداية الحلم الجميل كانت بفضل المحارب البوسني "وحيد حاليلوزيتش"، الذي كان مدربًا وطنيًا آنذاك، والذي رأى فيه سمات الهداف والقناص الذي كان يبحث عنه، وقام بمنحه الفرصة تدريجيًا، إلى أن صار لاعبًا أساسيًا وعنصرًا محوريًا في رسوماته التكتيكية بالرغم من أن المنتخب كان يزخر بعديد اللاعبين القادمين من أندية أوروبا فلقد كان من المعتاد في أعراف المنتخب أن تمنح الفرصة للاعبين المحترفين المتكونين في أوروبا وفي فرنسا خاصة.

اقرأ/ي أيضًا: 5 لاعبين سيغادرون يونايتد فور التوقيع مع مورينيو

إسلام قلب المعادلة وفرض نفسه، وافتتح عدّاد أهدافه مع المنتخب، بل وصار هدافه الأول وخامس هدافيه التاريخيين، بروز اللاعب مع المنتخب فتح الأبواب واسعة لابن "عين البنيان" ليمضي أول عقوده الاحترافية مع كبير البرتغال، ويصبح بعد ثلاث سنوات أحد أحسن لاعبيه وتصبح صوره تحتل الصفحات الأولى لأكبر الجرائد الرياضية في بلد "سيليساو أوروبا".

حلم جميل آخر عاشه الجزائريون وكان إسلام أحد صناعه، ملحمة كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، وتخطي المنتخب لهاجس الدور الأول للمرة الأولى في التاريخ، حينها لاحظ الجميع التطور المذهل في مستوى اللاعب وطريقة تفكيره أيضًا، لقد أصبح "لاعبًا محترفًا"، وذلك حلم الكثير من اللاعبين الموهوبين في الجزائر الذين يرون من خلاله أنه لا يزال بمقدرة اللاعب المحلي فرض نفسه في المنتخب وفي أعتى الأندية الأوروبية شريطة أن تمنح له الفرصة كاملة، ويجد بيئة تتبناه وتعمل على تطوير إمكانياته. إسلام سليماني باختصار هو أجمل حلم تحقق وبدأ يكبر أمام عيون الجزائريين في السنوات الأخيرة في وطن صارت انتصارات الكرة وإنجازات المنتخب المصدر الوحيد للبهجة.

اقرأ/ي أيضًا:

إبراهيموفيتش..الصفقة المثالية لمانشستر يونايتد

المنشطات.. عودة إلى الحرب الباردة