تقديم: عز الدين التميمي

يمثل أفيغدور ليبرمان، السياسي الإسرائيلي المثير للجدل ووزير الدفاع السابق في حكومة بنيامين نتنياهو، حالة نادرة داخل النخبة السياسية الإسرائيلية. ففي هذا الاصطفاف الهائل، والاستقطاب القائم أساسًا بشكل شبه حصري على المواقف من حل الدولتين، ضم الضفة الغربية، الحروب على غزة، المتدينين ودورهم المتنامي في الدولة، ودور القضاء، يأخذ الرجل الذي تسبب بإعادة الانتخابات، مواقف متباينة، لا يبدو أنها معهودة كثيرًا بالنسبة للأحزاب الأخرى في إسرائيل.

يدرك ليبرمان فيما يبدو، هشاشة هذا الاصطفاف في إسرائيل بين يسار ويمين ووسط، ويقدم خطابًا مقابلًا لا يقل هشاشة، غير متماسك أيدولوجيًا ولا مرتبط بشكل فعال مع قوة وحضور واقعيين، إنما يرتكز على عقيدة "الصدمة" الدعائية

وفي حين يصعب القول بعلمانية أي حزب سياسي، في دولة استعمار يأخذ البعد الديني والميثالوجي فيها مكانًا فارقًا في التخيل القومي وفي النقاشات العامة، وحتى في تعريفها لنفسها، فإن ليبرمان على الأقل، يمثل ذلك النفور في بعض أوساط اليمين من المتدينين الحرديم، بينما يحافظ على موقف متطرف في كل ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، ويحاول استقطاب أوساط غير متدينة من المستوطنين.  حتى بدا في الأشهر الأخيرة، وكأنه ينافس نخبة تل أبيب، على الموقف المعادي للحرديم، من داخل حكومة نتنياهو المتحالفة مع الحرديم أنفسهم.

اقرأ/ي أيضًا:  "الحل الإسرائيلي" لكارولين غليك.. دولة يمينية واحدة!

يتصل ذلك بسعيه الدؤوب إلى أن يبدو كقائد شعبي يمثل أوساط الإسرائيليين الروس، الذين يضمون نسبة غير قليلة من غير اليهود، للمفارقة، لا يتم الحديث عادة عن إقصائهم من الهوية اليهودية للدولة.

يمكن إيجاز الاستقطاب السياسي في إسرائيل في السنوات الماضية، من خلال الإشارة إلى القضايا المذكورة سلفًا، لكن ما جرت العادة عليه، أن الأصوات المناهضة للمتدينين،غالبًا ما تكون داخل أوساط "اليسار والوسط"،  الداعية للانفصال عن الفلسطينيين والرافضة لضم الضفة الغربية، قلقًا من الخطر الديموغرافي. أما بالنسبة لليبرمان، فإنه خاصة في الشهور الأخيرة، يبدو وكأنه يغرد بعيدًا عن سرب اليمين، لكن دون أن يخرج عنه تمامًا. ولعل طموح الرجل بتولي رئاسة الحكومة القادمة، جعله ينظم مناسبات في قلب تل أبيب، ويخاطب نخبًا لطالما كانت ساقطة من حسابات اليمين. حتى أن بنيامين نتنياهو، "اتهمه" بأنه يساري، في مشهد يقول كثيرًا عن الأساسات الهشة، للاستقطاب السياسي في إسرائيل.

في مقابل ذلك، كان الجنرالات، ممثل الوسط غير المحدد أو المعرف بشكل واضح، يتظاهرون ضد نتنياهو في القدس، وقرب أحياء طالما كانت محسومة لصالح نتنياهو، أو لصالح أحزاب تدعمه.

يدرك ليبرمان فيما يبدو، هشاشة هذا الاصطفاف في إسرائيل بين يسار ويمين ووسط، ويقدم خطابًا مقابلًا لا يقل هشاشة، غير متماسك أيدولوجيًا ولا مرتبط بشكل فعال مع قوة وحضور واقعيين، إنما يرتكز على عقيدة "الصدمة" الدعائية أكثر من أي شيء آخر، سواء في ملف تجنيد الحريديم أو في حفلة التحريض والتسابق الإعلامي ضد الفلسطينيين. ويعرف ربما أن الموقف من هؤلاء الفلسطينيين الذين دعا مرة إلى تجريدهم من جنسيتهم، ومنعهم من حق التصويت، ليس هو الموقف الفارق، إذ يمكنه أن يحافظ على تصوره المناصر للاستيطان، والمتطرف ضدهم، وفي نفس الوقت استقطاب أولئك المتنعمين بـ"فقاعة تل أبيب"، القلقين من المد الديني الذي يهدد "علمانيتهم"، في دولة ترى في نفسها مكانًا حصريًا لليهود.

هكذا، فإن ليبرمان لا يلعب على حبال عديدة وحسب، ولكن يعيد ترتيبها، ويضع النخبة الإسرائيلية أمام موقف شائك. وهذا ما يوضحه المقال المترجم أدناه، من صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية.  


أجادت إسرائيل، عبر تاريخها، لعبة بعثرة أوراقها السياسية وإعادة ترتيبها من جديد (وهو ما يبدو أنها مقبلة عليه في الانتخابات التشريعية المزمع عقدها الشهر القادم) ولكن يظهر أن المعطيات السياسية الحالية قد تكرّمت على أفيغدور ليبرمان بموقعٍ سانحٍ.

عُرِفَ السياسي ذو الـ61 عامًا فيما مضى من عقود بأنه ضلعٌ ثابتٌ في عقد اليمين الإسرائيلي وأحد حلفاء رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو. ليبرمان، الذي أتى إسرائيل من الاتحاد السوفيتي السابق، هو ممن اصطلح على تسميتهم، في السياق الإسرائيلي، بالصقور والقوميين المتطرّفين، ولعل هذه صورةً كان هو نفسه من حرص على تغذيتها.

ولكن شهدت دورة الانتخابات الحالية، وهي الثانية في ظرف ستة أشهر، نقلةً في تقديم ليبرمان لنفسه، فأصبح يقدّم نفسه على أنه يحامي عن ذود إسرائيل العلمانية، الحصن المنيع الذي يوقف مدّ الحرديم، التكتل الذي هيمن ممثّلوه طويلًا على جملة القضايا الدينية وسياسات الدولة في إسرائيل.

ساعد هذا الموقف حزب إسرائيل بيتنا، الذي يترأسّه ليبرمان، على استقطاب شرائح شعبية من خارج قاعدته الانتخابية التقليدية، التي تتألّف من اليهود الذين يتحدّثون الروسية، كان من بينهم الوسطيون بل وحتى كتلٌ يسارية.

وإن كان من الممكن التسليم باستفتاءات الرأي، فسينزع ليبرمان عباءة "منصّب الملك" بعد فتح صناديق الاقتراع، وهو ما سيعطيه الصلاحية بمنح، أو حرمان، نتنياهو فترة رئاسيةً أخرى.

قال ليبرمان إنه يعارض تشكيل تحالف محصورٍ في الكتل اليمينية والدينية، وهو ما يميل إليه نتنياهو (وما كان يميل إليه ليبرمان في الماضي). فقد تبادل كلٌّ منهما التصريحات فيما بات أشرس عداوةٍ شهدتها الانتخابات مع دنو موعد التصويت يوم 17 أيلول/سبتمبر المقبل.

ولكن يرى محلّلون، على ذمة الكاتب، أن ليبرمان يُمنّي نفسه بأن يصبح هو رئيسًا للوزراء وقد وجد لنفسه رسالةً سياسيةً تستطيع تقريبه من هذا الهدف. فقد توجّه ليبرمان إلى جمعٍ من الإسرائيليين العلمانيين في أحد ضواحي تل أبيب خلال حدثٍ انتخابيٍّ بهذه الكلمات: "نحن نقف ضد الإكراه الديني. نحن نؤمن بفكرة أن تعيش وتدع غيرك يعيش".

بدأ هذا التحول في موقف ليبرمان عقب الانتخابات الأخيرة التي عُقِدَت في شهر نيسان/أبريل حينما رفض ليبرمان الانضمام إلى ائتلاف نتنياهو بالرغم من الغالبية المريحة التي حصدتها الأحزاب اليمينية والدينية. وقد اعترض ليبرمان في ذاك الوقت على إفراط نتنياهو في مداراة أحزاب الحرديم السياسية التي طالبت بإعفاء الشباب الأرثوذوكسي المتديّن من الخدمة العسكرية القسرية بذريعة حضور جلسات التدارس الديني، وقد استرعت هذه القضية تحديدًا انتباهًا واسعًا في بلدٍ ينصّ على الخدمة الإجبارية لمن بلغوا سن الرشد. تلا ذلك إعلان نتنياهو حله للبرلمان الجديد في أيار/مايو، خوفًا من نجاح مشرّعٍ آخر في تشكيل ائتلاف بعد فشله في الحصول على الغالبية في البرلمان، وطلب عقد انتخاباتٍ جديدة.

ومنذ ذلك الحين شنّ ليبرمان حملة انتقادات شعواء على تحالف نتنياهو مع أحزاب الحرديم الذين أشار إليهم رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريحٍ مشهور بأنهم شركاؤه "الطبيعيون". وحذّرت دعايات حملة ليبرمان أن إسرائيل تسير على خطى التحول إلى دولةٍ دينية، متهمًا نتنياهو بأنه يقدّم مزايا لليهود الأرثدوكس المتشدّدين بدلًا من إنفاق المال على برامج الرفاهية الاجتماعية وتحسين خدمات النقل والبنية التحتية والرعاية الصحية.

تختصّ مجالس الحاخامات الأرثوذكسية المتشدّدة في إسرائيل اليوم بسلطةٍ متنفذّة على السياسات التي تمسّ الحياة الشخصية لشريحةٍ واسعةٍ من الإسرائيليين، بما في ذلك الزواج والطلاق وأحكام اعتناق اليهودية وأحكام الطعام والخدمات العامة في أيام السبت. وهو ما يثير سخط الإسرائيليين العلمانيين، ومنهم مئات آلاف اليهود الذين يتحدّثون الروسية والذين لا يعتبرهم مجمع الحاخامات من أبناء الديانة اليهودية.

صحيحٌ أن ليبرمان قد ترفّع عن مهاجمة نتنياهو من باب تهم الفساد التي تحوم فوقه، ولعل ذلك يرجع إلى أن ليبرمان نفسه قد تورّط في حالات اكتساب غير مشروع قبل بضعة سنوات، إلا أن هذا لم يمنع ليبرمان من استغلال الأرضية الهشة التي يقف عليها نتنياهو بقوله إنه سيدعم أي مشرّعٍ يستطيع تشكيل تحالفٍ علمانيٍّ واسع يكون نواة الحكومة القادمة. وقد رأى البعض في تصريحات ليبرمان هذه دعوةً إلى حزب الأزرق والأبيض، أبرز أحزاب المعارضة، إضافةً إلى بعض السياسيين الذين تمرّدوا من داخل حزب الليكود، الذي يرأسه نتنياهو، والذين يتحيّنون الفرصة لسحب البساط من تحته.

ويبدو أن رسالة ليبرمان قد آتت ثمارها. فطبقًا لنتائج استفتاءٍ أجرته القناة الإسرائيلية 13 بتاريخ 15 آب/أغسطس، سيذهب 11 مقعدًا برلمانيًا، من أصل 120، لحزب ليبرمان، مقارنةً بخمسة مقاعد في انتخابات أبريل/نيسان الأخيرة، فيما سيحصد تكتل نتنياهو، الذي يتألّف من أحزاب يمينيةٍ ودينية، ـ56 مقعدًا، أي دون نسبة الأغلبية المطلوبة (61 مقعدًا)، وأما أحزاب اليسار الوسطية (لم تم حساب الأحزاب العربية) فستحصل على 53 مقعدًا.

يقول داني أيالون، عضو البرلمان السابق من حزب ليبرمان: "يعوّل "ليبرمان" على أمرين: الخطاب المعادي لنتنياهو والخطاب المعادي للحرديم. يتمتّع ليبرمان بقدرةٍ فريدةٍ على حشد الرأي العام في أي وقتٍ يشاء. وهذا ما مكّنه من إعادة تقديم نفسه مع كل جولةٍ انتخابية".

وبدوره هاجم نتنياهو ليبرمان بوصفه بأنه "يساري" وقام بتنظيم عددٍ من الفعاليات البارزة لاستمالة المنتخبين المتحدّثين باللغة الروسية. زعيم حزب يهدوت هتوراة الأرثوذكسي المتشدّد ووزير الصحة، يعكوف ليتزمان، هو الآخر اتهم ليبرمان بأنه يحرّض على اليهود المتديّنين وعلى التوراة.

ولكن فصول علاقة الإثنين لم تكن متعثّرةً على هذا النحو دائمًا، بل في الواقع كان ليبرمان، الذي يعود أصله إلى ما أصبح الآن يعرف الآن ببلاد مولدوفا، حامي ظهر نتنياهو وقت صعود رئيس الوزراء الحالي إلى مصاف السلطة في التسعينات. وتوصّل إلى اتفاقٍ مع الليكود لتأسيس حزبٍ مستقلٍ عرف لاحقًا باسم إسرائيل بيتنا استطاع الوصول إلى قاعدة انتخابية من اليهود المتحدّثين بالروسية يُقدّر حجمها بمليون منتخب. وفي انتخابات عام 2013، تحالف الليكود وحزب إسرائيل بيتنا معًا وكانت النتائج دون التطلعات، وفي النهاية ذهب كل منهما في سبيله.

يُعرَف ليبرمان بمواقفه المثيرة للجدل. فقد شرع قبل عقد بخطابٍ لنزع الجنسية من المواطنين العرب الذين يرى أنهم لا يوالون دولة إسرائيل، كما أنه هدّد باغتيال قادةٍ من حماس وقصف مصر.

إلا أن ليبرمان يسعى الآن، في إعادة توجيه خطابه من الانقسام حول الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى المعركة المرة التي تخوضها إسرائيل على ساحة الدين والدولة، وإلى استمالة إسرائيليي الوسط واليسار، إضافةً إلى التكتل اليميني العلماني.

وتتسق آراء جايل تالشير، محاضر العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، مع هذه التقديرات: "ليبرمان أقرب بكثير إلى اليسار والوسط من الشركاء الطبيعين في حكومة نتنياهو. وقد استطاع، من هذه الزاوية، تغيير المحور الأيديولوجي الذي يوجّه معركة الانتخابات الإسرائيلية".

فضحت هذه التحركات أيضًا صدعًا في اليمين الإسرائيلي، فبالرغم من التوجه القومي الطاغي، يوجد عددٌ كبيرٌ من الناخبين اليمينيين الذين لا يتفقون مع الأصولية اليهودية التي تتسم بها الأحزاب في تحالف نتنياهو.

وحتى بالرغم من كراهيته للفلسطينيين، ينأى ليبرمان بنفسه عن الآراء الصهيونية. فلما بدا وكأن إسرائيل كانت قريبةً من الوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في منتصف التسعينات، أدلى ليبرمان بتصريحاتٍ مثيرةٍ للجدل نادى بها بإعادة رسم حدود الضفة الغربية وإعادة المدن العربية التي استحوذت عليها إسرائيل إلى دولةٍ فلسطينية وضم المستوطنات الإسرائيلية. ويعكس موقف ليبرمان ذاك نظرةً عالميةٌ يعود أصلها إلى جذوره السوفيتية.

ويعلّق تانان ساكس، مدير مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنجز: "تغلب العلمانية على السواد الأعظم من اليهود القادمين من الاتحاد السوفيتي السابق. ويُولي ليبرمان أهميةً عظمى للولاء للدولة. وعلى هذا ولمّا كان الحرديم لا يخدمون في جيش الدولة، فهم ليسوا مواطنين صالحين، ويريدون فرض تأثيرهم على أسلوب حياة المهاجرين".

"ينحدر أصل ليبرمان من أوروبا الوسطى، وجميع من جاؤوا من هذا الجزء من العالم ينظرون إلى ما أعقب الحرب العالمية الثانية من تداعيات. فتجربته توحي له بأن الإثنيات المختلفة لا يكون لها التعايش معًا".

تبقى الضغائن التاريخية أيضًا مما يُؤجّج حملة ليبرمان بعد سنوات قضاها في ظل رئيس الوزراء، كما يرى بعض الخبراء. ويُضيف ساكس أن ليبرمان يجيد فن سياسة حافة الهاوية، ويستمتع برؤية القلق ينطبع على وجه نتنياهو.

"إنه المتفرّد بذاته في المشهد السياسي الإسرائيلي". ويُردف ساكس: "إنه السياسي الذي يتألّق في غمرة الفوضى السياسية، وهو أفضل من يلعب على الوترين". ولكن يرى الكثير من المراقبين، في المقابل، أن موقف ليبرمان قد يلين، ويرضى في النهاية بالانضمام إلى التحالف الذي يضمّ الأرثوذكسيين المتشدّدين، متى ما قرّبه ذلك من هدفه بالحصول على منصب رئيس الوزراء.

اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل كدولة لناس كثيرين ليسوا مواطنيها

فموقف ليبرمان، كما يبيّن زملاؤه السابقون والخبراء، بعيدٌ عن مناهضة الإكليريكية. فقد دعم ليبرمان العام الفائت مرشّحٍ لمنصب عمدة القدس كان يحظى بدعم الأرثوذكسيين المتشدّدين بدلًا من المرشّح العلماني. وقد كان له مكانٌ محفوظٌ لسنواتٍ طويلة في حكوماتٍ يمينية جنبًا إلى جنب مع الأحزاب الأرثوذكسية المتشدّدة.

يُعرَف ليبرمان بمواقفه المثيرة للجدل. فقد شرع قبل عقد بخطابٍ لنزع الجنسية من المواطنين العرب الذين يرى أنهم لا يوالون دولة إسرائيل، كما أنه هدّد باغتيال قادةٍ من حماس وقصف مصر

ويُضيف أيالون عضو البرلمان السابق: "إنه يريد أن يكون الجميع دبًّا روسيًا في شراستهم، ولكن الكثيرون يرونه حرباء. فهو يراهن على ذاكرة الشارع القصيرة. يشوبه الغموض، وكل شيءٍ ممكنٌ عنده".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تقدير موقف: أين سيتجه ترامب بالقضية الفلسطينية؟

قانون الدولة اليهودية.. لماذا الآن؟