10-أكتوبر-2023
طوفان الأقصى

تواصل القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع بلا انقطاع مخلفًا مئات الشهداء (Getty)

تتواصل مفاعيل عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسلطينية بقيادة "كتائب القسام" فجر السبت المنصرم، فيما يواصل جيش الاحتلال شن غارات انتقامية عشوائية مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، مع إغلاق كامل للقطاع. 

وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 687 شهيدًا، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن عدد القتلى الإسرائيليين في المواجهة مع الفصائل الفلسطينية وصل إلى 900 إضافة إلى 2616 جريحًا. 

واعتبارًا من صباح اليوم الثلاثاء، واصلت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على القطاع حيث تصاعدت سحب الدخان الأسود والأحمر من عديد المناطق، وأفاد مراسل موقع "الترافلسطين" بأن القصف لم يكد يتوّقف على مدى 24 ساعة الماضية. 

"حصار شامل" 

يعيش سكّان القطاع في حالة صعبة جراء قطع التيار الكهربائي الذي ترافق مع قطع إمدادات المياه، كما تم منع إدخال الوقود، وهو ما يهدد بتعطل عمل محطة الكهرباء التي تغذي نحو 40% من احتياجات المواطنين داخل غزة، وينذر بأزمة إنسانية عميقة. 

جاء ذلك إثر قرار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الإثنين، فرض "حصار شامل" على غزة، قائلًا: "لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود (سيصل للقطاع)"، وفق ما نقلته القناة "13" العبرية، بعد أن وصف في ذات الكلمة الفلسطينيين بأنهم "حيوانات بشرية"، وهو ما يشي بنية الاحتلال تصعيدًا انتقاميًا بهدف الفتك بأكبر عدد من الضحايا. 

من جهته قال وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس "إنه تم قطع جميع أنابيب إمداد المياه إلى قطاع غزة، وأنه "تم قطع الكهرباء وإمدادات الوقود عن القطاع".

كما وتغلق إسرائيل منذ السبت، كافة المعابر من وإلى قطاع غزة.

لا تفاوض تحت القصف 

من جهتها أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها ترفض الدخول في تفاوض على قضية الأسرى "تحت النار وفي ظل المعركة".

وقال المتحدث العسكري باسم "القسام" أبو عبيدة في كلمة متلفزة بثتها قناة الأقصى التابعة لحركة "حماس": "إن قضية الأسرى ملف إستراتيجي له مساره المعروف"، مضيفًا أن "لهذا الملف أثمانه التي ستدفعها إسرائيل لا محالة".

وأكد أن الحركة "لن تدخل في تفاوض على قضية الأسرى تحت النار وفي ظل المعركة"، معتبرًا أن "الضغط الإسرائيلي لن يفلح في هذا المجال (تبادل الأسرى)"، داعيًا إسرائيل إلى "توفير جهدها والاستعداد لدفع الثمن" على حد قوله.

استشهاد 5 صحفيين 

استشهد خمسة صحفيين، وأصيب سادس، وفُقدت آثار صحفيين آخرين، منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وإطلاق الاحتلال حرب "السيوف الحديدية" ردًا عليها.

والشهداء هم: محمد الصالحي، مصور وكالة "السلطة الرابعة"، وارتقى يوم السبت، وإبراهيم لافي، مصور وكالة "عين ميديا"، وارتقى يوم السبت، وأسعد عبد الناصر شملخ، وارتقى يوم الأحد، وسعيد الطويل رئيس تحرير موقع الخامسة للأنباء، واستشهد فجر الثلاثاء، ومحمد صبح، مصور وكالة خبر، واستشهد فجر الثلاثاء.

كما أصيب الصحفي هشام النواجحة، فجر يوم الثلاثاء، ومازال يرقد في المستشفى بحالة خطيرة حتى الآن.

جيش الاحتلال: استعدنا السيطرة على جميع غلاف غزة

أعلن جيش الاحتلال، أن قواته سيطرت على جميع المستوطنات في غلاف غزة، التي كانت قد فقدت السيطرة عليها في إطار عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب القسام يوم السبت الماضي.

وقال جيش الاحتلال، إن الاشتباكات في "غلاف غزة" انتهت، وآخر اشتباك كان مع مقاتل نجح في التسلل إلى مستوطنة "كفار عزه" وتم قتله، مدعيًا أنه قواته قتلت 401 مقاتل ينتمون لكتائب القسام في الاشتباكات التي شهدتها الأيام الماضية.

ونشر جيش الاحتلال أسماء 38 جنديًا وضابطًا قتلوا في الاشتباكات مع كتائب القسام، ليرتفع عدد قتلى الجيش في الاشتباكات مع كتائب القسام (وفق الإعلان الرسمي الإسرائيلي) إلى 122 جنديًا وضابطًا، بينهم ضباط كبار، هم: ، الذي قتل في عملية تسلل نفذتها سرايا القدس من جنوب لبنان إلى شمال فلسطين.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال إن الهجمات منذ انطلاق حرب "السيوف الحديدية" قبل أيام "ليست إلا البداية ولن نقف عند هذا الحد، وكل مكان تستخدمه حماس سيتحول إلى خراب، هذا يحدث الآن، وسيحدث بشكل مضاعف في الأيام القادمة".

كتائب القسام: إذا استمر قصف المدنيين بلا إنذار مسبق سنعدم الرهائن

هددت كتائب القسام مساء الإثنين، بالبدء في قتل المدنيين الإسرائيليين الأسرى لديها، إذا ما استمرّ الاحتلال الإسرائيلي بقصف الآمنين في قطاع غزة.

وقال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام إنّ المقاومة قررت وضع حدّ للإجرام الصهيونيّ الفاشي ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف في كلمة مصورة، تحت عنوان "إعلان مهم وتحذير"،  أن "العدو لا يفهم الأخلاق والإنسانية"، لذلك "قررنا أن نضع حدًا لما يجري، ومن هذه الساعة كل استهداف لأبناء شعبنا الآمنين سنقابله بإعدام رهينة من المدنيين الإسرائيليين".

وأشار أبو عبيدة إلى أنهم تجرّعوا الألم مع كل استهداف احتلالي للمدنيين وقصف منازلهم فوق رؤوسهم، ولفت إلى أن "العدو لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق، وسنخاطبه باللغة التي يفهمها، ونحن نحمّل العدو أمام العالم مسؤولية هذا القرار، والكرة في ملعبه".

وجاءت كلمة الناطق باسم الكتائب، بعد ليلة ويوم لم يتوقف فيهما طيران الاحتلال الحربي الإسرائيلي عن القصف المتواصل لمنازل المدنيين دون سابق إنذار، ما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء من عائلات بأكملها، وإصابة المئات، حيث استهدف طيران الاحتلال أحياء سكنية بأكملها، كما قصف سوقًا مكتظًا وسط مخيم جباليا أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين.