22-ديسمبر-2015

من فيلم تمبكتو لمخرجه الموريتاني عبد الرحمن سيساكو

انطلقت يومَ الجمعة الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر، فعاليات "أيام الفيلم العربي المتوّج" في مدينة قسنطينة الجزائرية، وذلك في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" لهذه السنة، وتستضيف المدينة على امتداد أسبوع كامل مجموعة من الأنشطة والندوات والعروض السينمائية لأحد عشر فيلمًا عربيًا، حصلت على جوائز متنوعة في مهرجانات ومحافل سينمائية عربية ودولية.

يجتمع في قسنطينة أحد عشر فيلمًا عربيًا حصلت على جوائز متنوعة في مهرجانات ومحافل سينمائية

أول الأفلام المبرمجة هو فيلم "بتوقيت القاهرة" للمخرج أمير رمسيس، ويحكي الفيلم ثلاث حكايات تحدث جميعها على مدار يوم واحد في مدينة القاهرة: حكاية الممثلة المعتزلة التي تزور صديقها الممثل في منزله، وحكاية سلمى ووائل اللذين ينفردان بنفسيهما للمرة الأولى داخل شقة أحد الأصدقاء، والثالثة حكاية يحيى "نور الشريف" المصاب بالزهايمر. الفيلم يعالج التناقضات التي تواجه شخصيات الحكايات بسبب انتماءاتها الفكرية والدينية والاجتماعية المختلفة. 

الفيلم الثاني هو "المهاجران" للمخرج السوري محمد عبد العزيز، وهو عبارة عن رؤية سينمائية لعرض مسرحي حمل نفس الاسم، ومقتبس عن نص لِسلافومير مروجيك، ويحكي قصة مهاجرين اثنين، أحدهما يبحث عن الحرية والآخر عامل بسيط، يجتمعان في ليلة رأس السنة في إحدى الدول الأوروبية، لتتضح من خلال أحاديثهما الظروف التي اضطرت كل واحد منهما للهجرة بسبب الأوضاع في بلاده. 

الفيلم المثير للجدل "تمبكتو" لمخرجه الموريتاني عبد الرحمن سيساكو حاضر أيضًا، ويحكي الفيلم قصة كِيدَان الذي يواجه بعض الجماعات الجهادية المتطرفة التي استطاعت أن تحكم مدينة تمبكتو التاريخية في مالي. 

"موج 98" هو عنوان الفيلم القصير للمخرج اللبناني إيلي داغر، وهو فيلم كرتوني مدته خمسة عشر دقيقة. يحكي الفيلم قصة طالب لبناني يعاني في محيطه الاجتماعي في مدينة بيروت، ويقوده شيء غريب يراه من شرفته إلى أن يكتشف جزءًا مميزًا من المدينة، يُشارُ إلى أن الفيلم حصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي لعام 2014.

المخرجة التونسية ليلى بوزيد حاضرة من خلال فيلمها الأخير "على حلة عيني"، وهو الفيلم الذي يحكي قصة تونس بضعةَ أشهر قبل ثورة الياسمين، من خلال شخصية فرح التي تجتاز امتحان البكالوريا، وتدخل في صراع مع عائلتها عندما تختار الغناء مع مجموعة روك ملتزمة. 

 يروي فيلم "البئر" وقائع محاصرة جنود الاستعمار الفرنسي لسكان قرية نائية في جنوب الجزائر إبان حرب التحرير

من المغرب يحضر فيلم "جوق العميين" للمخرج محمد مفتكر، والذي لعب بُطولتَهُ الممثل الراحل محمد بسطاوي برفقة محمد الشوبي ويونس ميكري وآخرين. يحكي الفيلم عما يعرف في المغرب بسنوات الرصاص، أي مرحلة السبعينيات التي تميزت باحتقان سياسي وقمع شديد للمعارضة، وذلك من خلال قصة فرقة موسيقية شعبية، يدّعي رجالُها العَمى من أجل حضور حفلات النساء.

من مصر أيضًا يُعرَضُ فيلم "الفيل الأزرق" للمخرج مروان حامد، ويُذكر أن سيناريو الفيلم مأخوذ من رواية بنفس العنوان للكاتب أحمد مراد، ويحكي قصة الدكتور يحيى الذي يعود بعد خمس سنوات من العزلة الاختيارية إلى العمل في مستشفى العباسية للصحة النفسية، ويُكلّف بتشخيص حالة صديق قديم، ليجد نفسه في مواجهة ماضيه الذي جاهدَ طويلًا لينساه.

"تحتَ رمال بابل" للمخرج العراقي محمد جبارة الدراجي، يُعرَضُ كذلك في قاعة آل خليفة في المدينة، وهو عبارة عن مقدمة متأخرة للفيلم الأول لنفس المخرج بعنوان "ابن بابل". يعالج الفيلم سينمائيًا مسيرة الابن المعاكسة لرحلة أمه في "ابن بابل"، ويقدمه في حالة مأساوية منسحبًا من المعارك التي وقعت بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت، ليجد نفسه معتقلًا من قبل وحدة الانضباط العسكري، وبعدها في الاعتقال بتهمة المشاركة في الانتفاضة ضد النظام.

من تونس أيضا، اختار المنظمون فيلم "الزيارة" للمخرج نوفل صاحب الطابع. والفيلم يحكي قصة يوسف الذي عاش في طفولته مأساة عائلية جعلته يتيمًا، ويعاني من فقدان الذاكرة. يتعرف يوسف صدفة على فتاة جذابة وغامضة أمام منزل غير مألوف، فيساعده هذا اللقاء على استرجاع ذاكرته والغوص في ماضٍ منسي، ويكتشف أثناء عمله منزلًا خرِبًا في المدينة العتيقة بعد أن أوصل الفتاة إلى هذا البيت. يتعرف يوسف أثناء بحثه الذي جعله يتردد دائمًا على ذلك المنزل دون أن يدخله على شيخ طريقة من الطرق الصوفية، مقيم في هذا الحي منذ الأزل، والذي يصرح ليوسف أن البيت مهجور منذ ثلاثين سنة ومسكون من طرف الجن.

فيلم "ذيب" لمخرجه ناجي أبو نوار المزداد، في بريطانيا عام 1981 يعرض قصة الفتى ذيب، الذي يعيش مع قبيلته في شبه الجزيرة العربية في زاوية منسية من الإمبراطورية العثمانية. بعد وفاة والدهما شيخ القبيلة، تقع مسؤولية تعليم ذيب على عاتق أخيه حسين. لكن الفتى مهتم بالمشاكسات الصبيانية أكثر مما يحاول شقيقه أن يُلَقِّنَه إياه. يرافق الأخ الأكبر حسين ضابطًا في الجيش البريطاني ودليله اللذين جاءا لزيارة القبيلة في مهمة غامضة، ليوصلهما إلى بئر على طريق الحج القديم. يلحق ذيب بالمجموعة خوفًا من فقدان أخيه فيُقبل على رحلة محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء العربية القاسية.

فيلم "البئر" للمخرج الجزائري لطفي بوشوشي، الحائز على أربعة جوائز في مهرجان الإسكندرية السينمائي، يروي وقائع محاصرة جنود الاستعمار الفرنسي لسكان قرية نائية في جنوب الجزائر إبان حرب التحرير. ويطرح الفيلم معاناة سكان هذه القرية التي يتشكل معظمها من الأطفال والنساء، في الحصول على الماء لهم ولحيواناتهم، بعد أن طوقتهم قوات الاستعمار، واستحال عليهم استغلال البئر الوحيدة التي ألقيت بها جثث الجنود.

اقرأ/ي أيضًا:

أفلام سورية قصيرة في باريس

فيلم القداس الأسود.. للجريمة جذور