18-أبريل-2018

أندرياس فانينغير/ أمريكا

بالكاد أعرف الألم

الألم الذي أتحدث عنه

دومًا

لطالما أردته غامضًا وغريبًا

وآثرت أن أظل بلا تجربة

لئلا أعرفه

حدثت نفسي مرة

لا أريد أن أترك أثرًا ملهمًا

فلتكن حياتي مارقة وتافهة

عشت بعيدة وغريبة

بلا عمل أو أصدقاء

آكل مرة في اليوم

وعندما تشتد وطأة الوحشة

على لساني

أردد بصوت خفيض

أغنية عالقة في رأسي

أمضيت أيامي مغمضة

بغرض النوم

أو الهرب

وفي كل مرة فتحت بها عيناي

قلت

من يعرف العتم أكثر مني!

ثم

وبطريقة صعبة

وشائكة

عرفت

أن الحياة التي نهرب منها

وتلك التي نريدها

هي الألم

الألم الذي لا نريده

ولا نعتاد عليه 

ذاك الذي ينبهك دومًا

عندما يلتبس عليك الأمر

أنك

ما زلت حيًا.

*

 

منذ الأزل

تجيء وتذهب

إنك تفعل ذلك

أفضل من سكِّين.

*

 

لو أن "أفواهنا جراح لها شفاه"

فلم يفتح جراحي شيئًا

أكثر من الابتسام

في وجه كل مارق

ومتعب

في وجه بائع غريب

أعطيته مالي

وقلت له: بعني ما شئت

دعنا لا نُسمِّ ذلك أبدًا

فالأسماء قيد ونبوءة

وأنا حرة

وإن كنت مذنبة!

قدمي تركض دومًا باتجاه الطرقات

وقلبي كل ثريا معلقة

في سقف البيت

لم أفوّت يومًا فرصة للاحتفاء

وإن بدت عادية

أو متوقعة

أبتاع بصلًا

ثم أشرع ببكاء حارق

لا يصدقه أحد

البارحة مثلًا

اشتريت سلة غسيل جديدة

وها هي ذي

غسالتي

منذ الصباح

دون توقفٍ

تدور.

*

 

تزرعُ قبلاتك في كل مكان

ثم تمضي

لا يمكنك تفادي الأمر

لقد

صرت ملأى بالجذور.

*

 

بَذلتُ كل ضوء في عيني

لأجل الحب

كل هدأة في قلبي

ثمنًا للألفة

من يعرفني إن تُهت؟

إن سرق قلادتي العتالون

في الجبال البعيدة!

إن هدّني التعب الذي كنت أدّعيه

في صدري

هاوية

وأخاديد كثيرة

وكل شيء هنا يثير الجراح

والصدى

بماذا يفكر الغرباء على حافة كهذه؛

سوى بالسقوط!

وبأي شيء سأستدل على الغواية

إن لم يكن

دوّي هذا الارتطام.

*

 

أحمل الطبيعة برفق

إلى رفوفي الفارغة

وإنني بالحجارة الملقاة

على جنب الطريق

وبالزهور

أزين بيتي

وأي حُفرة افتعلتها الريح

أو القسوة

في صخرة

أراها حوضًا

للزرع.

*

 

إلاك يا حزن

كل شيء آخر عرف حريته.

أهذه حياتك

ثقيلًا على القلوب

وفي الرُكب؟

*

 

كل الناس غرباء

حتى تجد ما تحدثهم به.

*

 

سينتهي العالم

بطريقة مفاجئة

في صباح أحد الأيام

بينما يستعد الجميع للاقتتال

سيتوقف كل شيء

المياه في الصنابير

الدماء في العروق

الرصاص في البنادق

الدموع في الأعين

وهكذا

في لقطة خالدة

يحدق بها غرباء

من عالم آخر

بينما تُدار أغنية

تمجد بحرقة

تلك اللحظات

لو أن شيئًا مشابهًا يحدث الآن

يوقف امرأة

تظن الطيران أمرًا ممكنًا

في نصال السكاكين

ذلك أنها وحيدة

وحزينة

ولا يمكنها التهاون في ذلك.

 

  • الجملة بين علامتي تنصيص لشاعر لا أذكر من هو

 

اقرأ/ي أيضًا:

قصيدة مريضة

فراديس الأمس المفقودة