28-يوليو-2023
أليخاندرا بيثارنيك ومختاراتها الشعرية

أليخاندرا بيثارنيك ومختاراتها الشعرية

ولدت أليخاندرا بيثارنيك (1936 – 1972)، واسمها الحقيقي فلورا بيثارنيك، في مدينة أبيّانيدا بمقاطعة بونيس أيرس لعائلة يهودية مهاجرة وصلت إلى الأرجنتين قبل ثلاث سنوات من ولادتها. وتعد واحدة من أهم الشاعرات الأرجنتينيات في القرن العشرين.

بدأت كتابة الشعر في وقت مبكّر، ونشرت ديوانها الأول "الأرض الأبعد" عام 1955، تلاه بعد ذلك مباشرةً "البراءة الأخيرة" (1956) و"المغامرات المفقودة" (1958). وفي عام 1960، سافرت بيثارنيك إلى العاصمة الفرنسية التي تكوّن فيها وعيها الأدبي. وبعد نحو عامين، نشرت ديوانها "شجرة ديانا"، الذي تلاه في 1965 "الأعمال والليالي"، ثم "استخراج حجر الجنون" في 1968.

ومع بداية السبعينيات، دخلت بيثارنيك في أزمة نفسية حادة دفعتها إلى إنهاء حياتها، في أيلول/ سبتمبر 1972، عن طريق جزعة زائدة من الحبوب المنومة.

القصيدة المختارة هنا مأخوذة من مختارات أعدها أحمد اليماني ورنا التونسي، وصدرت عن "دار خطوط وظلال" تحت عنوان "لا شيء يشبه القلب" عام 2022.


اليقظة

إلهي

‫ القفص صار عصفورًا

‫ وطار

‫ وقلبي مجنون

‫ لأنه يعوي على الموت

‫ ويبتسم من وراء الريح

‫ لهذياناتي

ما الذي سأفعله مع الخوف

‫ ما الذي سأفعله مع الخوف

‫ لم يعد الضوء يرقص في ابتسامتي

‫ ولم تعد الفصول تحرق حَمَاماتٍ في أفكاري

‫ يداى قد تعرّتا

‫ وذهبتا حيث الموت

يُعلِّم الموتى أن يعيشوا.

‫ إلهي

‫ الهواء يعاقب وجودي

‫ خلف الهواء ثمة وحوش

‫ تشرب من دمي

‫ إنها الكارثة

‫ إنها ساعة الفراغ غير الفارغ

إنها لحظة وضع قفل على الشفتين

‫ وسماع الهالكين يصرخون

‫ وتأمل كل اسم من أسمائي

‫ المشنوقة في العدم.

‫ إلهي

‫ عمري عشرون عامًا

‫ وعيناي كذلك عمرهما عشرون عامًا

ومع ذلك لا تقولان شيئًا.

‫ إلهي

‫ لقد استهلكت حياتي في لحظة

‫ البراءة الأخيرة انفجرت

‫ الآن لم يكن أبدًا أو لن يكون مطلَقًا

‫ أو ببساطة كان.

‫ كيف لي ألا أنتحر أمام مرآة

وأختفي لأظهر في البحر

‫ حيث يمكن أن ينتظرني قارب كبير

‫ بأضواء مشتعلة؟

‫ كيف لي ألا أقتلع شراييني

‫ وأبني بها سلمًا

‫ لأهرب إلى الناحية الأخرى من الليل.

‫ البداية منحت الميلاد للنهاية

وكل شيء سيبقى كما هو

‫ الضحكات البالية

‫ الاهتمام الأناني

‫ الأسئلة من حجر إلى آخر

‫ الإيماءات التي تحاكي الحب

‫ كل شيء سيبقى كما هو

‫ لكن ذراعيّ تصرّان على احتضان العالم

لأنه حتى الآن لم يعلمهما أحد

‫ أن الوقت قد فات.

‫ إلهي

‫ أَبعِدْ النعوش عن دمي

‫ أتذكر طفولتي عندما كنت امرأة عجوز

‫ كانت الزهور تموت في يدي

‫ لأن الرقصة الوحشية للفرح

كانت تحطم قلبها.

‫ أتذكر الأيام السوداء المشمسة

‫ عندما كنت طفلة

‫ أي، بالأمس

‫ أي، منذ قرون.

‫ إلهي

القفص صار عصفورًا

‫ والتهم آمالي

‫ إلهي

‫ القفص صار عصفورًا

‫ ما الذي سأفعله مع الخوف؟