16-سبتمبر-2015

صانع الألعاب لاعب محوري في كرة السلة الأمريكية (جوناثن نيوتن/واشنطن بوست/Getty)

قبل نهاية المباراة، من سيقوم بإتخاذ القرار على أرض الملعب لجلب الفوز للفريق؟ من سيحول التراجع إلى تقدم إن الفريق تعثر في بداية المباراة؟ هل من لاعب يؤثر على مجريات المباراة بغض النظر عن النقاط التي سيسجلها لصالحه؟ من هو اللاعب الذي يلعب من دون نقاط أو نقاط قليلة و يأتي بالفوز لفريقه؟ إنه صانع الالعاب.

 بطل الكرة البرتقالية الذي يحاول أن يهيمن على استحواذ الكرة قدر الامكان. رمية ثلاثية أو تمريرة حاسمة أو الحصول على خطأ ذكي، وأحيانًا منع الهجمات المرتدة. صانع الألعاب أو playmaker  هو الرقم الصعب في الملعب، بإمكانه انشاء مراكز أخرى بالملعب، والاتصال بأفراد الفريق على طول وعرض الملعب. ما يميز صانع الألعاب عن لاعبين جيدين هو مميزات كثيرة منها اتخاذ القرار الحاسم في الظروف الصعبة والوقت الضيق.

هنا، أفضل صانعي اللعب المحتملين لموسم 2015-2016 في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين:

1- Stephen Curry ستيف كاري

يتصدر ستيف كاري قائمة اللاعبين الأكثر حضورًا على RPM. RPM، التي هي اختصار لكلمة  REAL PLUS MINUS. و هذا المعيار استحدث هذه السنة وقد أطلقته قناة ESPN  لقياس مدى تأثير اللاعب على مجريات اللعبة واستخدام الاستحواذ سواء كان هجوميًا أو دفاعيًا. تصدره للمرتبة الأولى في هذا المعيار يجعل منه لاعبًا مؤثرًا في قرارات الفريق في الأوقات الحاسمة. يعرف جميع النقاد والمحلليلين أن هذا اللاعب يفتقر إلى الطابع الدفاعي، لأن أي مهاجم سريع يستطيع أن يتخطى ستيف كاري بسهولة تامة. لكنه يساعد الفريق دفاعيًا في العودة و التمركز سريعًا ليؤخر الهجمة. يحتل المركز الرابع الموسم الماضي من حيث سرقة أو قطع الطابات. شُبه كثيرا بستيف ناش (أفضل لاعب مرتين موسم 2005 و2006) نظرًا لذكائه داخل الملعب. لكن هذه السنة تفوق ستيف كاري على ناش. يمتلك كاري 64.7 في المئة نسبة رميات دقيقة و هذا ما يجعله من أفضل رامي الكرة في تاريخ NBA.

2- ليبرون جيمسLebron James

لو أعد هذا المقال السنة الفائتة لكان "الكينغ" جيمس أفضل صانع العاب. بعد نيله لقب أفضل لاعب مرتين متتاليتين والبطولة مع ميامي هيت موسمي 2012 و 2013 والوصول مع فريقه إلى النهائي مرة أخرى، عامي 2014 و 2015 يعد جيمس من أفضل صانعي العاب في العشر سنين الماضية. تبوأ المركز الثاني من حيث صناعة الألعاب لأن مستواه الدفاعي قد انحدر في الثلاث سنوات الأخيرة. بعد تخطيه سن الثلاثين فقد باتت ارقامه الهجومية تتدنى في أيامه مع كليفلاند كافليارز مقارنة مع أرقامه في ميامي هيت. ترتيبه ضمن معيار ال RPM  يأتي الثالث.

3- انطوني دافيس Anthony Davis

يحتل المركز االرابع في RPM  لكن هذا المؤشر ليس كافيًا لجعله صانع ألعاب جيد. تدني أرقامه تعود نظرًا لصغر عمره في ملاعب الان بي اي و إلى إدارة الفريق والمدرب بحيث يفتقر إلى الخبرة و الدعم. أداؤه الدفاعي مرعب في مواجهة الهجمات وهو على خطوة واحدة ليكون من أفضل أربع لاعبين تأثيرًا على مجريات المباراة إلى جانب جوردن، والت تشامبيرلين، وليبرون جايمس. والتأثير في المباراة ليس فقط تسجيل النقاط، بامكان أي لاعب تسجيل 40 نقطة و ما فوق لكن ماذا لو خسر فريقه؟ دايفس من اكثر اللاعبين تسجيلًا للنقاط الذكية أو المؤثرة في عدة مباريات.

4- جايمس هاردن James Harden

ينسب هذا اللاعب كفائته وسرعة تنفيذه للهجمات وخطورته في النصف الدائرةإلى لحيته الطويلة power of the beard . يحتل المركز الثالث في RPM ويتسلل في الدفاع كاللص لقطع وسرقة  الطابات وهذا ما يجعل منه لاعب ذكي في قلب الهجمة ويعزز من قدرته على استغلال المرتدات، إضافة إلى أن خسارته لعدة لمسات ورميات في نهاية الموسم جعلت أرقامه تتدنى. ما يميز هذا اللاعب هو مبادرته السريعة في بناء الهجمة وتفعيل مركز لاعب الارتكاز الذي يلعبه دوايت هاورد. ما يعيق تقدمه ويجعله صانع ألعاب في المرتبة الأولى هو عدم قدرته على اختراق الدفاعات وصنع الفارق في المبارايات الحاسمة أمام فرق تغلق المساحات كما حصل في المواجهة أمام فرق من نوع أوكلاهوما وبورتلاند مثلًا.

5- راسيل وستبروك Russel Westbrook

من أكثر اللاعبين اثارة للجدل في الإعلام بسبب طريقة لعبه المفرطة في الاندفاع للفريق. يضيع رميات كثيرة. إصابة كيفن ديورانت سلطت الاضواء عليه وجعلته من أكثر اللاعبين تألقًا قبل نهاية الموسم. فعاليته بانت في البلاي اوف واضحة، وقد قد حمل فريقه إلى الأدوار الحاسمة، بالرغم من غياب لاعبين مهمين. يحتل المركز السادس من ناحية ال RPM  و ذلك بسبب  ضعفه الدفاعي الظاهر في ترك المهاجم وعدم مراقبة خارج الدائرة. تضيعيه للعديد من الرميات خارج القوس او داخله يجعله يحتل هذا المركز لكنه لاعب قادر على المنافسة في الموسم المقبل. يذكر أنه كان وصيف أفضل لاعب في موسم 2014-2015.

6- كريس بول Chris Paul 

على الرغم من أنه يقترب من الثلاثين إلا أن عطاء هذا اللاعب خزان لا ينضب. يحتل المركز السابع في ال RPM  الا انه زاد من دقته في تصويب الثلاثيات الموسم الماضي. كريس بول يفتقد إلى الدقة في تسجيل الرميات الحرة بسبب تضييعه للكثير منها، لكنه يبقى واحدًا من افضل صانعي اللعب، رغم أنه وجوده في هذا المركز ملتبس، لأنه يفتقد إلى شخصية المسيطر في جميع المباريات. قد نراه في السنتين المقبلتين لامعًا، لكننا بالتأكيد سنشهد على افول نجم سطع منذ أكثر من عشر سنوات.

7- دوماركوس كازينس Demarcus Cousins

قد يتفاجأ الكثيرون من المتابعين بوجود هذا اللاعب في هذه القائمة، خاصةً أنه لاعب ارتكاز ويحتل المركز التاسع في قائمة ال RPM. هذا اللاعب لديه طابع دفاعي بحت  نظرًا لانهيار فريقه المتكرر عند غيابه عن أرض الملعب. وكما يقول المثل أن أفضل هجوم يكمن في دفاع متماسك ورصين. ضعفه في تسجيل الرميات يجعله في هذا الترتيب البعيد.

8- بلايك غريفن  Blake Griffin

سوء حظ هذا اللاعب قلل من أهميته في الدوري الأمريكي، إصابته البليغة ابعدته عن ناديه كما عن منتخبه الوطني وعند عودته لم يعد يسجًل بطريقة الدنك المتفجر الذي يشتهر به. صار أكثر تشتًا و ضياعًا في الملعب لكن الأداء الدفاعي وقدرته على تسجيل النقاط التي تحتاج إلى القوة البدنية والالتحام أمام ضيق المساحات تجعله صانع ألعاب في أوقات حرجة. إن عاد إلى مستواه المعهود، فقد يكون لامعًا بحق.

9- مارك غازول Marc Gasol

الماتادور الإسباني يعتبر من أفضل المدافعين في الدوري الامريكي ويعتبر مرساة فريقه وسنده الكبير عند بناء وصد الهجمات. يحتل المركز 31 في RPM لكن عطاءه للفريق كان حاسمًا في الكثير من المباريات.

10- داميان ليلارد Damian Lillard

هذا اللاعب الملقب بالكونت ليلارد يشبه ستيف كاري في طريقة لعبه لكنه ليس بنفس الجدارة أو التأثير. يحتل المركز 28 في RPM  لكن طابعه الدفاعي بطيء وضعيف. في حال استطاع هذا اللاعب تطوير مجهوده الدفاعي وإنهاء الهجمة عند السلة، عندها سيرتفع إلى أعلى القائمة.


لاعبون "خارج القائمة"

إلى ذلك، ثمة لاعبين كثيرين جديرين بالذكر  بامكانهم تغيير القائمة دائمًا. نحن نتحدث عن الـ NBA. أبرز هؤلاء هو لا ماركوس الدريدح والذي انتقل أخيرًا إلى سان انتونيو سبيرز آتيًا من بورتلاند. خطورة هذا اللاعب في التحرك تعطيه ميزة في اللعب من دون كرة، لكنه يفتقد إلى القدرات الهجومية. ويمكن ذكر جيمي باتلر لاعب شيكاغو بولز الذي يتميز برميات من منتصف القوس، وإن كان مهاجمًا بقدرات متوسطة، على عكس جان وول لاعب واشنطن ويزاردز، المميز فعلًا، والدفاعي بامتياز، كونه يستطيع رؤية الملعب بطريقة ذكية، لكن افتقاره للرميات الثلاثية بعد التحكم بالطابة يقلل من فعاليته في المباريات المهمة.

وإلى جانب هؤلاء، هناك كواهي ليونارد لاعب سان انتونيو سبيرز الذي لمع اسمه في نهائي البلاي أوف موسم 2014 وحاز على لقب أفضل لاعب في النهائي وقد خفت بريقه الموسم الماضي، حاله حال  كايري ايرفينغ لاعب كليفلاند كافاليرز، الذي استبعد عن هذه القائمة بسبب اصابته المتكررة السنة الفائتة و بسبب ضعفه البليغ في الدفاع. وطبعًا هناك لاعبين خرجوا سريعًا من صناعىة الالعاب لكن يستحق ذكرهم لما قدموه من السنوات الماضية، وهم كارميلو انتوني، كريس بوش، ديريك نوفيتسكي، كوبي براينت و بول جورج.