26-فبراير-2018

إسماعيل الرفاعي/ سوريا

أستيقظ باكرًا

أفكر أن ما ينتظرني كثير

توزيع الهواء بين الكائنات

وتنظيم مرور آمن للشمس في رحلتها الأزلية

*

 

الأعشاب على الضفتين ما زالت تحت وقع المفاجأة

برزت برؤوس صغيرة تحت قشرة الجليد وانتظرت

تمازح الطبيعة

تمتحن الطبيعة علها غيرت رأيًا

وساد شتاء آخر.

*

 

لا طير تحلق عاليًا في سماوات الصباح

هدوء كذاك الذي

في اليوم السابع

للخلق

الأشياء جميعها موجودة وغائبة

مرسومة بفظاظة فوق نرجسية الوجود

معلقة لا تمتلك إلى الدوران طريقًا.

*

 

سأعود أنام

النوم. هروب لذيذ من الأنا

هروب جديد من الوجود

يكفي أن أغمض عيني لأكون الآخر

الآخر الأكثر جمالًا

الأقل نفاقًا.. ووحشية.

*

 

يأتي الموتُ خفيفًا

أليفًا

كَحدٍّ يفصل بين السهل.. وبين صحاري الله

أفكر أني لم أولد بعد

لم أُكتب في سِفرِ القتلى رقمًا فرديًا.. ليلة أمس

لم تنشر لي صورٌ.. بأحشاء مثقوبة

لم أصح بعدُ من غيبوبة الموت.. نبيًا

يصلُ الله.. على جُنح غمامة.

*

 

أصحو الآنَ من موتٍ إلى موتٍ جديد

عيني اليسرى ثقبتها رصاصة تحت الحاجب المشوّه

تمامًا تحت الحاجب

وذراعي اليمنى فصلت عني

عند المرفق

وفمي ملؤه الدمُ.

*

 

يا سيدي القاتل.. الحارس بوابات الله في الظُلمة

امنحني موتًا هادئًا

لا تعبث بي وأنا جثة

تتصيدها الطير فوق أرصفة البلدة القديمة

جرحي ما زال حيًّا

ما زال دمي على الرصيف ينبض

ويدي تؤلمني كما كانت قديمًا

قديمًا حين كنت أمسك قلمًا وأكتب:

عاش الوطن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الشّبابيكُ بلا وجوه

طريقة فاتنة لقول الحرب