08-أكتوبر-2015

يريد فنربخشه أن يلمع أوروبيًا (ايان ماكنيكول/Getty)

شهد الموسم الجديد في تركيا نقلةً نوعية. لا بد من الاعتراف بذلك. لقد هاجر إليها لاعبون تميزوا واحترفوا في الدوريات الكبرى عمومًا، والدوري الإنجليزي الممتاز خصوصًا. قبل أسابيع، الدوري التركي الذي يتمتع بجماهيرية محلية، تصدر عناوين صحف الرياضة العالمية إثر هبوط الطائر الروبن هود "فان بيرسي" في مدينة اسطنبول، وتحديدًا بين طيور الكناري "فريق فنربخشة" الذي يتشارك مع غلطة سراي وبشيكتاش جماهير المدينة الآسيو _ أوروبية. التحضيرات كبيرة، والدوري حتى الآن، على قدر التوقعات.

الجمهور التركي، المعروف بعشقه لكرة القدم، ترك أثرًا إيجابيًا لدى اللاعب، الذي لم يمتنع عن التعبير عن السعادة العارمة التي شعر بها إثر استقبال الجماهير غير المسبوق له. وصفقة فان بيرسي لم تكن الأولى للنادي في هذا الصيف، فنربخشه حاليًا يعد من أهم الفرق على مستوى الزاد البشري. فقد سبق له أن تعاقد مع لاعبين آخرين من البريمرليج في الميركاتو الحالي، ومن أبرز هذه الصفقات، تعاقده مع زميل الروبن هود في مسرح الأحلام "ناني" الجناح البرتغالي الذي قضى موسمه الأخير معارًا ، في البرتغال، وكذلك حارس الأرسنال الكولومبي أوسبينا الذي تألق في النصف الثاني من البريمرليج في الموسم المنصرم، فضلًا عن أدائه المميز في الكوبا أميركا مع منتخب بلاده. وقد حاول فنربخشه التعاقد مع مدرب دورتموند الألماني، الكبير يورجن كلوب، في بداية الموسم، لكن المعلومات تؤكد أن الألماني بات قريبًا جدًا من ليفربول الإنجليزي.

كان أتاتورك من مشجعي فريق فنربخشة الذي تأخر ظهوره بسبب منع العثمانيين لكرة القدم

وهذه التحديثات ليست للجمهور التركي فحسب. الفريق يسعى أن يكون أوروبيًا، وهو في ذلك يتلاءم مع الجو التركي العام، الذي يساير أوروبا ويحاول الانتماء إليها ثقافيًا، ثم رياضيًا. وفي ظل هذه المرحلة التحضيرية المعتمدة على القوة الشرائية للنادي ــ نسبةً للدوري التركي ــ واستقطاب النجوم، اكتسب النادي شهرة مضافة، لاسيما أن اسمه اقترن بأسماء لاعبين لعبوا للأندية الأكثر عراقة في الدوري الأقدم بالتاريخ، أرسنال ومانشستر يونايتد. إلا أن هذا التصدر المفاجئ لاسم النادي في الصحف العالمية لا يعني أبدًا أن فريق فنربخشة هو فريق لا يملك تاريخًا، وأنه يعتمد على الاقتران بلاعبي مانشستر يونايتد ليصنع لنفسه اسمًا وتاريخًا.

إقرأ/ي أيضًا:  "النجم الأحمر" الصربي.. الفريق "الشيوعي" الأخير

ونادي فنربخشة نادٍ عريق، تأسس رسميًا عام 1907، بعد ثمان سنوات من الوجود غير المعلن (بسبب منع الحكومة العثمانية لهذا النوع من الرياضة في ذلك الوقت)، وهو يعد ثالث أقدم الأندية التركية، بعد بشيكتاش 1903، وغلطة سراي 1905. وكثيرًا ما يختلف المحللون حول أكثر الفرق شعبيةً في تركيا، أهو فنربخشة أم غلطة سراي، ولكن الأمر هنا له نكهة خاصة، فكلا الفريقين يتمتع بشعبيته في طبقة ما، حيث يستحوذ غلطة سراي على طبقة الأرستقراطيين، ويترك لفنربخشة جماهير الطبقات الكادحة. ومن الجدير بالذكر، أن أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في اكتساب النادي لشعبيته العالية، أن مؤسس الجمهورية التركية، كمال أتاتورك، كان من مشجعي الفريق.

فاز فنربخشه بلقب الدوري التركي 17 مرة في تاريخه

 واستطاع نادي فنربخشة عبر تاريخه أن يحقق العديد من الإنجازات المحلية والدولية عبر تاريخه، حيث يتشارك مع فريق غلطة سراي بتصدر عدد مرات الحصول على لقب الدوري 17 مرة لكل فريق. وأما على الصعيد الدولي فلم يحصد نادي فنربخشة الكثير فليس في حوزته سوى كأس يتيمة، وهي كأس البلقان 1966-1967، بالإضافة لوصوله لربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1963-1964، وربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2007-2008 .

وإذا تأملنا هذه الإحصاءات، والصفقات التي أنجزها النادي في الميركاتو الصيفي، بالإضافة لمشاريع الصفقات التي لم يغلقها بعد، (وأبرزها محاولة منافسة غلطة سراي لاستعارة لاعب برشلونة حديث العهد، التركي أراد توران وهي محاولة باءت بالفشل) فإن نية النادي بالبحث عن إنجازات دولية وقارية تبدو واضحة. ولكن هنا لابد لنا من طرح التساؤل التالي:

هل تحقيق فنربخشة للألقاب والإنجازات الأوروبية لا يتم سوى بأقدام لاعبي مانشستر يونايتد والأرسنال؟

إن فكرة التعاقد مع النجوم ظنًا من إدارة الفريق أنهم هم وحدهم القادرون على صناعة الفارق ليست جديدة. ولقد قام الفريق باتباع هذه السياسة منذ بداية الألفية الثالثة. والقصة بدأت بوصول غلطة سراي للدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، وهنا لجأت إدارة فنربخشة للتعاقد مع نجوم دوليين، ومن أبرزهم النجم البرازيلي روبيرتو كارلوس، و الهولندي كويت. فاتسم سعي النادي التركي للإنجازات الدولية منذ بدايته بمنافسة النوادي المحلية!

ولاشك أن منافس فنربخشة الأبرز "غلطة سراي" لا يفكر بعقلية مختلفة، فلقد حصل أخيرًا بدوره من نادي أرسنال الإنجليزيعلى عقد المهاجم الألماني لوكاس بودولوسكي. لكن الأخير انتهى منذ فترة طويلة!

إقرأ/ي أيضًا:  فرق الأندلس التاريخية من هويلفا إلى ملقا