26-يوليو-2016

محمد خبيصة صحفي عرض أرقامًا عن وكالة وفا فاعتقله الأمن(فيسبوك)

احتجز جهاز "الأمن الوقائي"، اليوم الثلاثاء 26 تموز/يوليو، صحافيًا فلسطينيًا، لعدة ساعات، على خلفية نشره معلومات رسمية، عبر حسابه في "فيسبوك"، عن مصروفات وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، استنادًا لبيانات رسمية لوزارة الماليّة، قبل أن يتم الإفراج عنه، رغم أنّ جهات أمنيّة كانت تحدّثت عن اتهامه بـ "نشر معلومات كاذبة وملفقة".

اعتقل الصحفي محمد خبيصة بعد ساعات من نشره معلومات عن اجمالي نفقات وكالة الأنباء وفا وهي المعلومات التي اعتبرتها الوكالة متنافية مع الحقيقة

وأكدت زوجة الصحافي محمد خبيصة، هنا خلف، في حديثها لـ"ألترا صوت" أنّ "زوجها الذي يعمل محررًا صحافيًا في موقع فلسطيني محليّ، ومراسلًا اقتصاديًا لوكالة أنباء عالميّة، اتصل بها، وأخبرها أنّه تم الإفراج عنه فعليًا من "جهاز الوقائي".

إقرأ/ي أيضًا: أمن السلطة الفلسطينية يستهدف "العربي الجديد"

احتجاز الصحافي خبيصة والإفراج عنه لاحقًا، تم وفق ما علمت "ألترا صوت" دون أيّ قرار أو سند قضائي. ورافق ذلك حملة استنكار واسعة من قبل زملائه الصحافيين، الذين اعتبروا أن اعتقاله تم على خلفيّة نشره معلومات رسميّة موثقّة، وهي متاحة للجميع أيضًا، عبر موقع وزارة الماليّة الرسميّ، مستنكرين في الوقت ذاته حملة التشهير والتشكيك التي تعرّض لها، وقادها عدد من أنصار السلطة والمقرّبين منها.

وكانت عناصر جهاز "الأمن الوقائي" قد أقدمت ليلة اليوم الثلاثاء، على اعتقال الصحافي المختصّ في الشأن الاقتصادي، محمد خبيصة، من منزله في مدينة رام الله، بعد ساعات من نشره معلومات عن اجماليّ نفقات وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، وقد بلغت (60.8 مليون شيقل) في النصف الأول من العام الجاري 2016، منها 35.7 مليون شيقل كرواتب وأجور، بينما صُنّف مبلغ 3.23 مليون شيقل كمساهمات اجتماعية (تبرعات)، وتم رصد 16.2 مليون شيقل كسلع وخدمات (نثريات ووقود وفواتير.. الخ).

وأشار خبيصة في منشوره إلى أنّ الأرقام المنشورة على موقع وزارة المالية، تشير إلى أنّ مصروفات وكالة (وفا) تراجعت بنحو 7 ملايين شيقل مقارنة مع الفترة ذاتها من 2015، معتبرًا أن نشر أرقام كهذه، يؤشر إلى وجود نوع من الشفافية.

إقرأ/ي أيضًا: اللوبي الإسرائيلي في الإعلام العربي

لكنّ ذلك لم يرق للوكالة الرسمية التي أصدرت هي الأخرى بيانًا صحافيًا قالت فيه إن البيانات التي نشرها الصحافي خبيصة، "تتنافى مع الحقيقة بشكل مطلق"، و"تشكل إساءة واضحة لهذه المؤسسة الوطنية". واعتبرت وفا أن "الموازنة الحقيقية للوكالة تبلغ ما مقداره "20.784" مليون شيقل سنويًا"، وأن "الصحفي المذكور ضاعف الرقم أكثر من 6 مرات لأهداف يجري العمل على معرفتها من خلال القضاء الفلسطيني" حسب بيان الوكالة المنشور على موقعها.

وهو الأمر الذي قوبل بتأكيد من قبل عدد من الصحافيين، أن اعتقال زميلهم جاء فعلًا على خلفية نشره تلك الأرقام الرسمية، وأن اعتقاله جاء لرفض "جهات ما" نشر تلك الأرقام.

المعلومات التي نشرها الصحفي محمد خبيصة

وبعد الإفراج عن الصحفي خبيصة، عدّلت وزارة المالية الفلسطينية الأرقام المنشورة على موقعها الإلكتروني والتي أثارت الجدل، دون أي تعقيب أو تعليق أو توضيح من الوزارة يقول بوجود خلل في الأرقام المنشورة قبلا، وأن الأرقام الجديدة تحيل إلى الميزانية المعتمدة لوكالة وفا.

إقرأ/ي أيضًا:

حرية الصحافة 2016..معركةٌ في سبيل الرسالة المهيمنة

لماذا يزعج عزمي بشارة إعلام السيسي.. إلى هذا الحد؟