02-سبتمبر-2019

رينيه ماغريت/ بلجيكا

1

‏كبرتُ

وظلّ قلبي طفلًا

وكلما صعدتُ حافلةً

نظرتُ من النافذة

لأرى يدَ أمي

تلوحُ لي من بعيد

كي أَكُفَّ عن البكاء.

 

2

‏بالأمس قُلتُ لكِ

تصبحين على وقتٍ أقلّ كآبة

-فأنتِ لا تستحقين كُلَ هذا الحُزن

لم أنتبه

من فرطِ سواد الليل

أنكِ استيقظتِ باكرًا

لتُعيدين زهرةَ الأوركيد إلى مكانها في الشُرفة

وتسمحين للشمس بالدخول بخجل

من نافذة الغرفة.

 

3

‏أتدرينَ يا جورجيا

لقد عددتُ مشكلاتي بالأمس

واكتشفت أنها كثيرة

ولا تستحق كل ذلك العناء

لكن الغريب في الأمر

أنني لم أنتبه لأسبابها

كنتُ أعمى للغاية

أنام جائعًا

أفكر

وأخلق سيناريوهات باطلة

أخذت الحزن إلى كل مكان

حتى أنني أخذته على محمل الجد.

 

4

‏مُزدحم

بالغرباء

بالإشارات الحمراء

بالكلام الذي لا يعبّر عن أي شيء

تضيق البلاد بي

أهرب للبيت القديم

البيت الذي علمني السكيّنة

ولقّمني الحكمة

بصبرٍ دفين

أتركُ فوضى الشعور

في الخارج

وأدخل البيت

لأبدأ بالحنين.

 

5

‏هذا اسمي

حملتهُ عن جدي

ولم أعرف أنهُ ثقيل لهذه الدرجة

وزعّ جدي صفاتهُ على كل العائلة بالتساوي

إلا أنا

أورثني الشِعر والوحدة.

 

‏في الآونة الأخيرة

لم أعد مباليًا بشيء

أترك الأشياء كما هي

لا أرد على الرسائل

ولا على المكالمات الفائتة

صندوق الرسائل ممتلئ

بكلامٍ كثير

كدعوات لحضور حفلات زواج

لأصدقاء لم أراهم من أيام الإعدادية

لا أعرف ماذا يحدث

حتى أني نسيت نفسي بالأمس

وحيدًا

أجلسُ على درج البناية

وأفكر بالأمر.

 

6

‏وكم مرة

كتبتُ لكِ رسائل ومسحتُها

كما لو كانَ كلامي رصاص طائش

وأنا كاتبٌ مأجور

سيدفَعُ لهُ ثمنُ الندم.

 

7

‏أعرف جيدًا

كيف يمكنُ لامرأة فطنة

أن تلمحَ قصيدةً في خيالِ شاعر.

 

8

‏نؤثثُ أعمارنا

كما يفعلُ الشعراءُ باللغة

يوضبونَ قصائدهم

ويحلمونَ بالأبد

يقلّبون لُغاتهم

وأحلامهمُ البسيطة

ويُشعلونَ دهشةً مُخبأة

في زحامِ الأسئلة

كما يفعلونَ بآلامهم

ينسونها على أوراقهم

ويرحلون

ليتركوا أثرًا خفيف الوزن

يُداعبُ خيالَ الغُرباء.

 

9

‏لستُ مهتمًا

بغير الكتابة

الكتابة التي لا تُعبّر عن أي شيء

كالألم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

النحاسيون وصانعات الجربيلو

تحذيرات أمنية