17-أبريل-2018

ريمونتادا روما على حساب برشلونة، كانت مفاجئة هذا الموسم من دوري أبطال أوروبا (Getty)

انتشر في السنوات الأخيرة مصطلح "ريمونتادا" بين جماهير كرة القدم في المنطقة العربية. والكلمة إسبانية بالأساس، وتعني العودة أو الرجوع. وتستخدم للإشارة إلى المباريات التي ينجح فيها الفريق المتأخر في النتائج بفارق كبير، في قلب الطاولة والرجوع في المبارات، وقتل أحلام الفريق المنافس في التأهل إلى دورٍ قادم، أو في حصد نقاط المباراة.

"الريمونتادا" كلمة إسبانية بالأساس، وتعني العودة أو الرجوع، وتستخدم كرويًا للإشارة إلى حالات الفوز غير المتوقعة للفرق المتأخرة

وقد شهدت المسابقات الأوروبية في الأسبوع الأخير، حالتي ريمونتادا من الطراز الرفيع، خطفتا أنفاس المتابعين، حيث نجح فريق روما في قلب تأخره ضد برشلونة في الكامب نو بنتيجة "4-1" وهي النتيجة الي بدت أنها وضعت برشلونة في المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا، ليفوز في مباراة الأولمبيكو بثلاثية باهرة، ويخرج العملاق الكاتالوني وسط صدمة أنصاره ومتابعي الكرة بشكل عام.

اقرأ/ي أيضًا: الأخطاء التحكيمية.. سمة دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة

فيما شهدت مباراة لاتسيو الإيطالي ضد ريد بول سالزبورغ النمساوي، إحدى مفاجآت البطولة، سيناريو مجنون، حيث فاز لاتسيو ذهابًا "4-1"، وتقدم في مباراة الإياب بهدف مقابل لا شيء في الدقيقة 55، فبات لزامًا على النمساويين تسجيل أربعة أهداف كاملة، وقد نجحوا فعلًا في الأمر وسجلوا في الدقيقة 56 هدف التعادل، ثن سجلوا ثلاثة أهداف في ست دقائق فقط، في الدقائق 72 و74 و76، وتأهلوا!

من جهته نجح يوفنتوس الإيطالي في تسجيل ثلاثة أهداف في البرنابيو ليعادل النتيجة، بعدما كان قد خسر على أرضه بالنتيجة نفسها، لكن الريمونتادا لم تتحقق هذه المرة، حيث حصل ريال مدريد على ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة، ثار حولها الكثير من الجدل والنقاش، نجح رونالدو في تسجيلها مهديًا فريقه بطاقة التأهل، وحارمًا يوفنتوس من رجوع أسطوري في النتيجة. المفارقة أن المشترك في المباريات الثلاثة كان تواجد فريق إيطالي فيها.

وفيما يلي نستعرض أبرز حالات الريمونتادا التي حصلت في السنوات الأخيرة في مسابقة دوري أبطال أوروبا:

1. برشلونة ضد باريس سان جرمان في ثمن نهائي 2017

نجح باريس سان جيرمان في الفوز على برشلونة برباعية نظيفة في مباراة الذهاب في باريس، واعتقد الباريسيون أن الوقت قد حان أخيرًا للثأر من برشلونة، الذي كان قد أخرجهم مرتين في السنوات الأخيرة (2012 و2015)، في حين كان على برشلونة الفوز بخماسية نظيفة على الأقل في حال أراد التأهل

في مباراة الذهاب تقدم برشلونة بهدف مبكر لسواريز، وهدف آخر سجله كورزاوا في مرماه خلال الشوط الأول، بينما أضاف ميسي هدفًا ثالثًا من ضربة جزاء مع انطلاقة الشوط الثاني، ليبدو أن آمال برشلونة انتعشت من جديد.

لكن كافاني سجل هدفًا قاتلًا في الدقيقة 62، نزل كالصاعقة على الجمهور المتواجد في الكامب نو. بدا أن المباراة حُسمت، وعندما أهدر كافاني فرصة سهلة بعدها بدقائق، لم يكن يعلم على الأرجح أنه سيبكي، ومعه الجمهور الباريسي، ندمًا عليها بعد المباراة.

في الدقائق الأخيرة انفجر لاعبو برشلونة وعلى رأسهم نيمار، وسجلوا ثلاثة أهداف لا تصدق في الدقائق 88 و91 و95، وسط ذهول جمهور كرة القدم حول العالم.

شهد العالم ريمونتادا في ثمن نهائي 2017 بين برشلونة وسان جيرمان، عندما حقق برشلونة ريمونتادا مفاجئة، كانت سببًا في انتقام سان جيرمان على طريقته بصفقة نيمار

انتهت المباراة ولم يتوقف الحديث عنها لفترة طويلة، خاصة مع اعتبار الفريق الفرنسي أن الحكم ظلمهم واحتسب ركلة جزاء وهمية لسواريز. 

اقرأ/ي أيضًا: ماذا قال أبرز مدربي ولاعبي العالم عن صفقة نيمار؟

ولّدت المباراة حساسية ونفور بين الفريقين، لينتقم الفريق الفرنسي على طريقته من برشلونة، عندما كسر عقد نيمار وأحضره إلى باريس، كما أغلق كل الأبواب في وجه الفريق الكاتالوني في محاولاته الحثيثة للتعاقد مع الإيطالي ماركو فيراتي.

2. ليفربول ضد بوروسيا دورتموند في ربع نهائي 2016

واجه يورغن كلوب مدرب ليفربول الجديد، فريقه السابق بوروسيا دورتموند، بقيادة توماس توخيل، للمرة الأولى منذ خروجه من قلعة الفيستفالين. انتهت مباراة الذهاب في ألمانيا بالتعادل بهدف لمثله.

وفي مبارات الإياب دخل بوروسيا دورتموند بكل قوة، وتقدم بهدفين مبكرين في الدقائق العشر الأولى. ثم جاء هدف أوريغي مطلع الشوط الثاني، أعطى جماهير الأنفيلد بعض الأمل، إلا أن هدف ماركو رويس في الدقيقة 57 أصاب الإنجليز في مقتل.

احتاج ليفربول لثلاثة أهداف للخروج من عنق الزجاجة. ولم يخيب رجال يورغون كلوب آمال مدربهم، وقدموا نصف ساعة أخيرة ملحمية، قلبوا فيها كل الموازين، فسجّلوا ثلاثة أهداف في الدقائق 66 و77 و91، وسط فرحة جنونية في الأنفيلد لجماهير الريدز.

3. ديبورتيفو لا كورونيا ضد ميلان في ربع نهائي 2004

في 2004 كان فريق ميلان الإيطالي في قمة مستواه، وكان يحمل لقب بطولة 2003 بعد الفوز على يوفنتوس في نهائي 2003. استقبل ميلان في مباراة الذهاب ديبورتيفو لا كورونيا الإسباني في السان سيرو، وفاز عليه (4-1)، وضمن لنفسه، نظريًا، مقعدًا في نصف نهائي المسابقة. 

إلا أن لاعبي ديبورتيفو كان لهم رأي آخر في مباراة الإياب، ونجحوا في تسجيل أربعة أهداف كاملة في مباراة الإياب، أدهشت جميع المتابعين، وقادتهم إلى المربع الذهبي، في موسم اعتبر موسم المفاجآت بامتياز في المسابقة، فاز خلاله بورتو بقيادة مورينيو بالبطولة، على موناكو الفرنسي في المباراة النهائية بثلاثة أهداف نظيفة.

4. ليفربول ضد ميلان في نهائي 2005

إذا كانت الفرق الثلاثة التي ذكرناها في الأعلى، والتي صنعت ريمونتادا وعادت في النتيجة، لم تتمكن لاحقًا من الفوز في البطولة، وانتهت رحلتها في الأدوار اللاحقة، فإن ليفربول الإنجليزي نجح في نهائي إسطنبول الشهير، من قلب تأخره أمام ميلان (3-0) في الشوط الأول، ليسجل ثلاثة أهداف كاملة في الشوط الثاني، ليفوز بعدها بالركلات الترجيحية، في واحدة من أشهر المباريات النهائية، والتي لا زالت راسخة في الأذهان.

في 2005، حقق ليفربول ريمونتادا مصيرية على حساب ميلان، فاز بها في نهائي دور أبطال أوروبا بإسطنبول

وقد انتظر ميلان سنتين كاملتين لينتقم من ليفربول بالذات في نهائي 2007، وليخفف قليلًا من وطأة ليلة إسطنبول التي أرّقت عشاقه حول العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 10 أهداف "دبل كيك" تنافس تسديدة رونالدو على لقب الأجمل في التاريخ

5 حقائق يجب أن تعرفها عن دوري أبطال أوروبا