05-مايو-2021

على متن قارب إنقاذ قرب سواحل الكناري (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

وصل إلى جزر الكناري الإسبانية حوالي 23 ألف مهاجر خلال سنة 2020، دون أن يعرقل انتشار فيروس كورونا هذا التدفق في أعداد اللاجئين والمهاجرين الذين يقطعون الحدود بين الدول. وتتألف جزر الكناري الإسبانية من ثماني جزر تتمتع بالحكم الذاتي وتقع على بعد 95 كيلومترًا من القارة الأفريقية، ويبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. تستقطب هذه الجزر المهاجرين الذين يأتون عن طريق البحر من القارة الأفريقية أو من دول الشرق الأوسط التي تشهد حروبًا وأزمات معيشية، كذلك الحال مع المهاجرين الذين يصلون إلى أراضي هذه الجزر من دول أمريكا اللاتينية.

 تفتقر جزر الكناري إلى الموارد الكافية لمعالجة طلبات اللجوء قانونيًا، إضافة إلى الظروف غير المناسبة معيشيًا وصحيًا التي تشهدها المخيمات فيها

ووفق أرقام وزارة الداخلية الإسبانية التي نشرتها وكالة رويترز، فإن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى جزر الكناري الإسبانية كان أعلى بثماني مرات في عام 2020 مقارنة بالعام 2019. وأشارت الوزارة إلى أن خسارة الأفارقة مداخيلهم جراء تعطل حركة السياحة وغيرها من الصناعات الحيوية بسبب جائحة كوفيد-19 أدى إلى ارتفاع أعداد المهاجرين إلى الجزر. وقالت المنظمة الدولية للهجرة أن مئات من المهاجرين لقوا حتفهم أثناء عبورهم المحفوف بالمخاطر من أجل الوصول إلى الجزر الإسبانية. إذ تعتبر جزر الكناري نقطة انطلاق في طريق الهجرة إلى البر الرئيسي للقارة الأوروبية.

اقرأ/ي أيضًا: حملة على السوشيال ميديا ضد قرار إجراء الامتحانات الثانوية حضوريًا في الكويت

فيما يواجه المهاجرون عقبات مختلفة على طول الطريق من أجل وصولهم إلى هذه الجزر. وقد أثار هذا الوضع الكثير من النقاشات لدى المنظمات غير الحكومية العاملة مع المهاجرين والمسؤولين الحكوميين في إسبانيا. فعلى سبيل المثال، وصلت في شهر آذار/مارس 2021 فتاة عمرها عامين برفقة والدتها وشقيقتها، وتدعى ميري نابودي من جمهورية مالي الأفريقية، غير أنها وصلت بحالة صحية حرجة وسرعان ما فارقت الحياة في المستشفى بسبب سكتة قلبية. كما تحصل حالات وفاة عديدة بين المهاجرين في عرض البحر بسبب انقلاب قواربهم وعدم التمكن من إنقاذهم.

ضمن هذا الإطار، نقل موقع غلوبال فويس أنه تم طرد 64 مهاجرًا من معسكر في جزر الكناري وتركوا في الشارع، مما زاد من عدد المهاجرين الذين هم بالفعل في هذا الوضع المحفوف بالمخاطر. وحسب إفادة المهاجرين المطرودين فقد تم التعامل معهم بهذا الشكل وتم طردهم بعد أن رفضوا مشاركة خيمة مع مجموعة أخرى لأن ذلك كان سيجعل من المستحيل عليهم اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي المطلوبة بسبب انتشار فيروس كورونا.

كما تفتقر جزر الكناري إلى الموارد الكافية لمعالجة طلبات اللجوء، التي تتطلب العديد من المحامين الذين يمكنهم مساعدة المهاجرين بشكل صحيح، وكذلك المترجمين لتسهيل العمل القانوني. ففي عام 2020 مثلًا، تم منح 5700 شخص الحماية الدولية في إسبانيا، وهو ما يمثل 5% من الطلبات المقدمة فقط. ووفقًا لتقرير صادر عن اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين، تحتل إسبانيا مرتبة أقل من فرنسا وألمانيا من حيث منح اللجوء، على الرغم من أنها الدولة التي تتلقى أكبر عدد من الطلبات. وصرحت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، أنه يوجد حاليًا نقاش على مستوى الاتحاد الأوروبي لتسوية أوضاع الهجرة واللجوء.ومن بعض الإجراءات التي يجري النظر فيها تتمثل في زيادة فرص العمل في بلدان المنشأ والعبور مثل المغرب وليبيا، لتحسين وضعها الاجتماعي والاقتصادي، والتحقيق مع المنظمات الإجرامية التي تتعامل بالاتجار بالبشر، بحسب تقرير غلوبال فويس.

وتحت عنوان "جزر الكناري: توترات مرتفعة بشأن الهجرة الأفريقية"، نشر موقع إذاعة npr تقريرًا حول أوضاع المهاجرين أشار إلى أن غالبية المهاجرين إلى الجزر الإسبانية يطمحون في أن ينتهي بهم المطاف على الأرض الإسبانية والدخول إلى أوروبا من أجل العثور على وظائف أو لم الشمل مع عائلاتهم وأقاربهم. ومن بين هؤلاء المواطن المغربي يونس رضا، 30 عامًا، الذي أمضى 3 أيام في قارب مفتوح خلال سفره بطريقة غير نظامية من أغادير في المغرب عبر المحيط الأطلسي وصولًا إلى جزر الكناري. يقول يونس "استخدمت حصتي من أرض عائلتي وبعتها من أجل دفع تكاليف السفر، وتبلغ التكلفة ما يزيد عن ألفي دولار" وأشار إلى أن المهرب خدعه وأخذ ماله وتركه عالقًا وسط الطريق. كما روى يونس أنه يائس ويطمح في الوصول إلى البر الرئيسي لإسبانيا والعثور على عمل وإرسال الأموال إلى الوطن. لكن رضا يونس وبعد مطالبته بالذهاب إلى البر الرئيسي تم طرده من معسكر اللجوء لينام على الرصيف بلا مأوى، بحسب تقرير npr.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مطالبات بإقالة وزيرة الصحة في مصر بسبب مخالفتها القانون

دول الاتحاد الأوروبي تستعد لفتح أبواب السياحة ضمن شروط محددة