18-يناير-2024
مسؤولون باكستانيون يتفقدون مكان وقوف الانفجارات في مدينة كويتا (CNN)

(CNN) مسؤولون باكستانيون يتفقدون مكان وقوف الانفجارات في مدينة كويتا

بعد العدوان على غزة، وتصعيد المناوشات في جنوب لبنان، ودخول الحوثيين على الخط باستهداف السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إليها في باب المندب والبحر الأحمر، ورد الولايات المتحدة بإنشاء تحالف بحري لمواجهة الحوثي، قامت على إثره بقصف أهدافًا داخل الأراضي اليمنية؛ تشتعل المنطقة مجددًا بعد قصف إيراني طال شمال العراق، قالت إنه استهدف مقرات للموساد، كما قصفت ما قالت إنه مقرات لجماعة "جيش العدل" المسلحة في الأراضي الباكستانية، باستخدام صواريخ ومسيّرات في الهجوم، أدى إلى تدمير مقرين لجيش العدل البلوشي الإيراني المعارض داخل الأراضي الباكستانية، لترد باكستان بقصف في إقليم سستان وبلوشستان الإيراني. وأكدت الخارجية الباكستانية أن الضربات كانت دفاعًا عن أمن باكستان ومصلحتها الوطنية.

وتقع محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، وقد شهدت اضطرابات كبيرة خلال التظاهرات التي اجتاحت إيران في أيلول/سبتمبر 2022، احتجاجًا على وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، أثناء احتجازها من قِبل شرطة "الأخلاق". واستمرت الاضطرابات حتى مطلع 2023. وتحوّل الكثير من التظاهرات إلى اشتباكات دامية سقط فيها عشرات الضحايا.

وحذر خبراء من أن التوترات الحاصلة في جميع أنحاء المنطقة، بمشاركة جهات فاعلة بدوافع مختلفة، يمكن أن تخرج بسرعة عن نطاق السيطرة.

واصل الحوثيون تعطيل حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر، على الرغم من العمل العسكري من الولايات المتحدة وحلفائها

 

وقال خبير الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلترمان، لصحيفة "الواشنطن بوست": إن "مختلف الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط تلعب لعبة خطيرة للغاية"، وأضاف: "أي سوء حساب، أو سوء فهم، أو أي إضراب عرضي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد كبير".

وشهد هذا الشهر اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. ويأتي هذا الاغتيال وسط تكهنات منذ فترة طويلة باحتمال دخول حزب الله إلى جانب حركة حماس في الحرب ضد "إسرائيل".

وقالت الزميلة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ريم متاز: إن "من المرجح أن يواجه حزب الله ضغوطًا من مؤيديه للرد، ولكن عليه أيضًا أن يأخذ في عين الاعتبار الوضع الاقتصادي غير المستقر في لبنان"، وأضافت: "لا يمكن لجزء كبير من السكان اللبنانيين أن يقبلوا خوض حربًا أخرى، بالنظر إلى ما يمرون به بالفعل الآن".

وفي العراق، تم اغتيال قائد كبير في مليشيا عراقية بغارة أمريكية وسط العاصمة العراقية بغداد. وكان الهدف نائب قائد العمليات في منطقة بغداد لميليشيا حركة النجباء، مشتاق طالب الصعيدي، وكانت المجموعة مسؤولة عن العديد من الهجمات على القوات الأمريكية في العراق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهي جزء من موجة أوسع من الهجمات الأخيرة التي تهدف إلى إجبار القوات الأمريكية على إنهاء وجودها في العراق.

وتقف حركة النجباء وراء أكثر من 100 هجوم على القوات الأمريكية في العراق، وفقًا للتهم الأمريكية، مما يمثل تصعيدًا كبيرًا أدى إلى جولات انتقامية.

وحركة النجباء هي جزء من تحالف من الجماعات المدعومة من إيران والمعروفة باسم قوات الحشد الشعبي، التي عملت مع الجيش العراقي لهزيمة الدولة الإسلامية "داعش" عام 2014.

أواخر كانون الأول/ديسمبر، تم استهداف عضو كبير في فيلق الحرس الثوري الإيراني في دمشق، وذكرت وسائل إعلام إيرانية حكومية أن سيد رازي موسوي قد قتل بغارة في حي السيدة زينب في دمشق. ووصف موسوي بأنه مقرب من قاسم سليماني، وقالت مديرة برنامج حل النزاعات والمسار الثاني للحوارات في معهد الشرق الأوسط، راندا سليم: إن "مقتل موسوي كان ضربة موجعه أكثر من استهداف العاروري بالنسبة لحزب الله وإيران".

وتعهد المسؤولون الإيرانيون بالانتقام لمقتل موسوي، وهدد سفير إيران في سوريا، حسين أكبري: إن "إسرائيل ستدفع ثمن هذه الجريمة في الوقت والزمان المناسبين".

وفي البحر الأحمر، واصل الحوثيون تعطيل حركة الشحن التجاري على الرغم من التحذير من العمل العسكري من الولايات المتحدة وحلفائها.

وشنوا العديد من الهجمات على السفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر. ودفعت الهجمات المنتظمة على الطريق التجاري الرئيسي بعض شركات الشحن الكبرى إلى تجنب مضيق باب المندب.

ولمواجهة هذا الاضطراب الاقتصادي، شكلت الولايات المتحدة وعدد من الدول حلفًا متعددة الجنسيات أطلق عليه اسم "عملية حارس الازدهار". وشنت هجمات على قوارب الحوثيين، وأغرقت ثلاثة قوارب في عملية واحدة.

حتى الآن لم تقم "إسرائيل" بشن هجوم مباشر على إيران، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين اقترحوا القيام بذلك إذا ما اتسع نطاق الصراع

كما شن التحالف هجمات داخل الأراضي اليمنية، قالوا إنها استهدفت مواقع لجماعة الحوثي. وحذر الحوثيون من أن "العدوان الأمريكي لن يمر دون عقاب".

وكان الحوثيون أيضًا قد أطلقوا صواريخ بعيدة المدى على "إسرائيل" بعد بداية العدوان على غزة، مؤكدين أنهم سيستمرون في استهداف دولة الاحتلال حتى يتوقف العدوان.

في إيران، أدى هجوم بالقنابل على ضريح إلى سقوط 94 شخصًا في الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس. وتبنت الدولة الإسلامية "داعش" الهجوم.

وحتى الآن لم تقم "إسرائيل" بشن هجوم مباشر على إيران، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين اقترحوا القيام بذلك إذا اتسع نطاق الصراع. ومع ذلك، يقول المحللون إنه من غير المرجح أن تتراجع إيران عن دعمها لحماس والحلفاء الإقليميين الآخرين.

أواخر الشهر الماضي، أخبر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، لجنة برلمانية: أن "إسرائيل تدافع عن نفسها في حرب متعددة الساحات".