18-يناير-2024
الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي على منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة

صعّد جيش الاحتلال من قصفه على مناطق جنوب قطاع غزة (Getty)

لم تتوقف "إسرائيل"، على مدار أكثر من 100 يوم، عن تنفيذ مخططها الخبيث والهادف إلى تدمير الحياة في قطاع غزة بهدف دفع سكانه نحو الهجرة سواء عبر تدمير البنية التحتية، والمستشفيات، وقتل المدنيين، ومنع إدخال المساعدات، أو غيرها من الممارسات التي تعكس عزمها تحويل القطاع المنكوب إلى مكان غير صالح للعيش.

وفي اليوم الـ104 من العدوان، واصل جيش الاحتلال قصف منازل المدنيين عن سبق إصرار وتعمّد بهدف قتل أكبر عدد من المدنيين، ومضاعفة الدمار الهائل وغير المسبوق الذي تعرّض له القطاع، الذي يشهد واحدة من أكثر الحروب تدميرًا في القرن الحالي.

وصف منسق فريق الطوارئ في منظمة الصحة العالمية الوضع في مستشفيات غزة بأنه "مرعبٌ للغاية"

وصعّد جيش الاحتلال من قصفه على مناطق جنوب قطاع غزة، حيث نفّذت مدفعيته وطائراته الحربية قصفًا عنيفًا ومكثّفًا على مدينة خان يونس، وخاصةً في محيط مستشفى ناصر، حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية التي تصدّت، منذ فجر أمس الأربعاء، لعدة محاولات تقدّم إسرائيلية باتجاه المستشفى.

وفجّر جيش الاحتلال عدة منازل سكنية في المنطقة الجنوبية من خان يونس، كما واصل قصفه على منطقة بني سهيلا شرق خان يونس، فيما استُشهد ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا بينهم 8 أطفال، وأُصيب آخرون، إثر استهداف جيش الاحتلال منزلًا لعائلة "الزاملي" شرق محافظة رفح.

واستهدفت مدفعية الاحتلال وطائراته المناطق الغربية من مدينة غزة، ومخيم المغازي وسط القطاع، بالإضافة إلى عدة مناطق في المحافظة الشمالية. وأفادت وسائل إعلام محلية بوصول إصابات خطيرة إلى مستشفى كمال عدوان جراء استهداف الاحتلال تل الزعتر والمحكمة بمنطقة جباليا البلد.

ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الأربعاء، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 24.448 شهيدًا و61.504 مصابين أكثر من 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال.

وقالت الوزارة في بيان مقتضب، عبر منصة "تلغرام"، إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 16 مجزرة غزة، راح ضحيتها 163 شهيدًا و350 مصابًا، ناهيك عمن لا يزال تحت ركام المباني المدمرة، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب شدة القصف وغياب الإمكانيات.

وحذّرت الوزارة من توقف الفحص المخبري للدم (CBC) في أي لحظة نتيجة نقص المواد الخاصة به، وأشارت أيضًا إلى انتشار التهاب الكبد الوبائي من نوع Aنتيجة الاكتظاظ وتدني مستويات النظافة في أماكن النزوح.

ولليوم السابع على التوالي، لا تزال خدمات الاتصالات والإنترنت مقطوعة عن قطاع غزة من قِبل جيش الاحتلال. وسبق أن اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الثلاثاء، أن هذا الانقطاع، وهو الأطول منذ بداية الحرب، يعني: "حدوث كوارث تهدّد حياة المواطنين، ويعني أن هناك العديد من الشهداء والجرحى لن يتمكن أحد من الوصول إليهم، وبالتالي ارتفاع أعداد الضحايا بشكل مضاعف في ظل استمرار الحرب الوحشية والقصف المتواصل".

وفي سياق متصل، وصف منسق فريق الطوارئ الطبي في منظمة الصحة العالمية، شون كيسي، الوضع في مستشفيات قطاع غزة، سيما في الشمال، بأنه "مرعبٌ للغاية".

وقال كيسي، في حديث إلى الصحفيين في نيويورك، أمس الأربعاء، عقب عودته مؤخرًا من غزة التي قضى فيها ما يزيد عن خمسة أسابيع، إن النظام الصحي في القطاع يتدهور بسرعة مخيفة، في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الإنسانية، سيما في الشمال حيث انخفض مستوى وصول المساعدات.

وسلط كيسي في حديثه الضوء على الأوضاع المأساوية لمستشفيات شمال قطاع غزة، مثل مستشفى الشفاء حيث: "لا يمكنك أن تمشي داخل المستشفى دون أن تطأ قدم أو يد أحد نسبة لكثرة الناس فيه"، في حين أكد أنه رأى المرضى الذي كانوا يرقدون على المقاعد في المستشفى الأهلي ينتظرون الموت، بلا وقود ولا كهرباء ولا ماء والقليل جدً من الإمدادات الطبية.

وأكد شون كيسي أنه لم يتبق سوى 30 بالمئة من الموظفين في مستشفى ناصر، الذي يضم عددًا من المرضي يفوق سعته السريرية بحوالي 200 بالمئة، وقال واصفًا أحواله: "يرقد المرضى في كل مكان في الممرات وعلى الأرض. ذهبت إلى وحدة الحروق حيث كان هناك طبيب واحد يعتني بـ 100 مريض".

إلى ذلك، تتواصل الاشتباكات بين قوات جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في عدة محاور شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، فيما واصلت المقاومة عملياتها الميدانية ضدها، حيث أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صباح اليوم، استهداف مقاتليها قوة إسرائيلية متمركزة في أحد المنازل بقذيفة "TBG" مضادة للتحصينات، وإيقاع 5 قتلى من أفرادها شرق مدينة خان يونس. 

وكانت الكتائب قد دمرت، أمس الأربعاء، عدة دبابات وآليات عسكرية شرق في أحياء التفاح والكرامة والشيخ رضوان بمدينة غزة، ومنطقة معن جنوب شرق خان يونس. كما استهدفت عدة تجمعات لجنود الاحتلال في المناطق السابقة.