06-يناير-2022

تصعيد مستمر في كازخستان (رويترز)

الترا صوت – فريق التحرير

أعلنت الأمانة العامة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي عن إرسال قوات حفظ السلام الجماعية إلى كازاخستان وفقًا لقرار صادر اليوم عن مجلس الأمن الجماعي لغرض المساهمة في حماية المنشآت الحكومية والعسكرية المهمة في كازاخستان، ومساعدة ضباط إنفاذ القانون المحليين في تهدئة الوضع على أن تكون المهمة لفترة زمنية محدودة. 

أعلنت الأمانة العامة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي عن إرسال قوات حفظ السلام الجماعية إلى كازاخستان وفقًا لقرار صادر اليوم عن مجلس الأمن الجماعي 

وتضم قوات حفظ السلام وحدات عسكرية من جمهورية روسيا الاتحادية وجمهوريات بيلاروسيا وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان. وفي خطاب متلفز هو الثاني في غضون ساعات قليلة قال الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف صباح الخميس إنه طلب مساعدة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وأضاف أن عصابات إرهابية تلقت تدريبًا في الخارج استولت على مبان ومرافق بنية تحتية وأسلحة، ووضعت يدها على خمس طائرات بينها طائرات أجنبية في مطار ألما آتا. وتابع بالقول إن ما يحدث هو تقويض لسلامة البلد والأهم أنه هجوم على مواطنينا الذين يطلبون مني مساعدتهم بسرعة.

اقرأ/ي أيضًا: خارطة الاحتجاجات العالمية: الصرخات تتوسع للمطالبة بالمزيد من الحريات والحقوق

 

وكان رئيس وزراء أرمينيا والذي يشغل كذلك رئاسة منظمة معاهدة الأمن الجماعي نيكول باشينيان قد أشار إلى إن تحالفًا أمنيًا تقوده روسيا سيرسل قوات لحفظ السلام إلى كازاخستان، وكتب باشينيان عبر حسابه على فيسبوك أن عددًا من قوات حفظ السلام ستذهب إلى كازاخستان لمدة محدودة لإعادة استقرار الوضع بعد إحراق مبان حكومية والسيطرة على مطار ألما آتا الدولي.

كما نقلت وكالات أنباء روسية عن رئيس وكالة الفضاء الروسية ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع  ديمتري روجوزين قوله إنه تم تعزيز إجراءات الأمن حول منشآت رئيسية في قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان التي تستخدمها روسيا في عمليات الانطلاق إلى الفضاء.

هذا وقُتل عشرات المتظاهرين فجر اليوم الخميس برصاص الشرطة عندما كانوا يحاولون اقتحام  مبانى  حكومية  في البلاد.ونقلت وكالات أنباء إنترفاكس-كازاخستان، وتاس، ونوفوستي عن المتحدث باسم  الشرطة الكازاخستانية  قوله إن "القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبانٍ إدارية وقسم شرطة مدينة ألما آتا، بالإضافة إلى الإدارات المحلية ومراكز الشرطة".

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مراسليها أن آلاف المحتجين تجمعوا في وسط مدينة ألماتا، كما أظهرت صور نشرت على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي اقتحام مئات المتظاهرين مبنى البلدية، فيما أظهرت صور أخرى متاجر نُهبت وبعض المباني الإدارية تهاجم وتشعل حرائق فيها، وتسمع طلقات من أسلحة آلية.

 وفي مدينة أكتوبي تجمع مئات المتظاهرين في إحدى الساحات وهم يهتفون "ارحل أيها المسن"، وفي مقطع مصور نُشر على الإنترنت ظهر رجال الشرطة وهم يستخدمون مدافع المياه والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين بالقرب من مكتب رئيس البلدية.

واندلعت شرارة الاحتجاجات في منطقة مانغيستاو الواقعة غرب البلاد، بعد ارتفاع سعر الغاز المسال فجأة بنسبة 100%، وطالب المحتجون أن يبقى عند سعره محملين الحكومة المركزية المسؤولية عن تلك الزيادات. وانتقلت بسرعة الاحتجاجات إلى مناطق أخرى من الجمهورية بما فيها العاصمة الحالية نور سلطان والسابقة ألما آتا، واتسع نطاقها ضد الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذي لا يزال يحتفظ بسلطات واسعة في البلاد على الرغم استقالته عام 2019 بعدما حكم البلاد ما يقرب من ثلاثة عقود. ويقول معارضوه إنه يملك قوة واسعة النطاق باعتباره القوة السياسية الرئيسية في العاصمة نور سلطان التي سميت تيمنًا به، ويُعتقد أن عائلته تسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد الأكبر حجمًا في آسيا الوسطى.

ويشغل نزارباييف الذي لم يظهر للعلن أو يدلِ بتصريحات منذ بدء الاحتجاجات منصب رئاسة المجلس القومي في البلاد والذي أعلن حالة الطوارئ في البلاد. وفي محاولة لتهدئة الشارع أقال الرئيس قاسم جومارت توكاييف سلفه نزارباييف من منصب رئيس مجلس الأمن القومي أمس وتولى مسؤولية المجلس، كما عين رئيسًا جديدًا لجهاز أمن الدولة، وأقال أحد أقارب نزارباييف من ثاني أعلى منصب في الجهاز، كما أقال جومارت الحكومة قائلًا إن "مجلس الوزراء مسؤول بشكل خاص لأنه خلق الوضع الذي أثار الاحتجاج".

وفي ردود الفعل الدولية على الأحداث في كازاخستان دعت وزارة الخارجية الأمريكية السلطات والمتظاهرين لإيجاد حل سلمي لحالة الطوارئ في البلاد، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الوضع في كازاخستان التي تعد شريكًا وثيقًا لنا، كما أدان أعمال العنف وتدمير الممتلكات. ودعا المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وأضاف "نطالب الجميع في كازاخستان باحترام وحماية المؤسسات الدستورية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام، بما في ذلك عودة خدمة الإنترنت".

من جانبها قالت السفارة الأمريكية في كازاخستان أنها تراقب عن كثب الوضع في البلاد، وتدين أعمال العنف وتدمير الممتلكات، ودعت السفارة السلطات والمتظاهرين إلى ضبط النفس واحترام المؤسسات وضرورة التوصل إلى حل سلمي وطالبت بعودة الإنترنت.

كما أدانت الخارجية البريطانية اعمال العنف في كازاخستان وقالت إنها تنسق مع حلفائها بشأن الخطوات اللاحقة. بالمقابل قالت وزارة الخارجية الروسية إن ما جرى في كازاخستان هو محاولة مدعومة خارجيًا لتقويض أمن الدولة بالقوة، وأكدت الوزارة "أننا سنتشاور مع كازاخستان وحلفائهم بشأن اتخاذ خطوات إضافية لدعم مكافحة الإرهاب".

بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عقب اتصاله مع نظيره التركي تشاووش أوغلو  دعم  كل من روسيا وتركيا جهود القيادة في كازاخستان لاستعادة النظام. وكانت صحف روسية قد أشارت لما قالت إنهم أيادي خارجية في الأحداث الجارية بكازخستان في إشارة للولايات المتحدة الأمريكية.

 أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عقب اتصاله مع نظيره التركي تشاووش أوغلو  دعم  كل من روسيا وتركيا جهود القيادة في كازاخستان لاستعادة النظام

من جانبه هاجم السياسي الروسي المعارض ولاعب الشطرنج الشهير سيرجي كاسباروف في تغريدة على تويتر بيانات الدبلوماسية الأمريكية والغربية الداعية للتهدئة، وقال كاسباروف "هل يولي بايدن وقادة الاتحاد الأوروبي اهتمامًا مع تبلور غزو جديد على غرار الغزو السوفياتي للمجر؟ أم أنهم سوف يستمرون في الثرثرة بشأن حل مغامرات بوتين العسكرية دبلوماسيًا؟ ماكرون، شولتز، بوتين يدعمون الدكتاتوريات في جميع أنحاء العالم، من يدافع عن الشعب؟".