24-يناير-2018

هيلدا حياري/ الأردن

في غيابكِ

كل صباحْ

حين أقفُ أمام المرآة

أصرخُ مرددًا:

أحبكِ

أنا أحبكِ

أحبُ تفاصيلك الصغيرة.

 

هكذا:

أدرب نفسي على الطريقة المناسبة

كي أقول لكِ

هذا الاعتراف.

 *

 

بحلول الصباح

أقف أمام المرآة مجدّدًا

بزيِّ أخي الميت

قبل سنوات

بانتظارِ

أن أموت أنا أيضًا

قبل أن يحلَّ الظلام.

*

 

كل صباح

أرفعُ صوت الموسيقى عاليًا

كي لا أسمع بكاء أمكِ

حين أفتح نافذةَ غرفتي

المطلةَ على بيتكِ.

*

 

قطفتُ لكِ كل الورود

حتى التي زرعتُها على قبرِ أخي

*

 

في شارع بيتكِ المظلم

أكذب على نفسي

وأنا أمارس نسيانكِ.

*

 

تعتذرين الآن

لكن نهديكِ

سيمطران غدًا

فوق وردة لم أزرعها

*

 

كم كان هذا المساء باردًا

لا.. لا

كان أبردَ من قلبكِ بقليل

عندما خرجتُ من الحانة.

*

 

تبكي أمي على غيابي

وأنت تعودين وحدكِ

*

 

في غرفة التحقيق

وفي فرع الأمن السياسي

لو تعرفين

كم بكيتُ على حذائي الأبيض

ولم أتذكر فستانكِ الأبيض

الذي مزقته بيديَ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نيكولا مادجيروف: لن تغير الريح وجهتها

الشمل التأم