22-يناير-2018

نيكولا مادجيروف

ولد نيكولا مادجيروف عام 1973 في مقدونيا. ترجمت أشعاره إلى العديد من اللغات ونشرت في أنطولوجيات شعرية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. وقد حاز العديد من الجوائز الأدبية الرفيعة، من ضمنها جائزة هوبرت بوردا للشعر الأوروبي عن مجموعته الشعرية (Relocated Stone)، وهي جائزة مخصصة للشعراء الذين ولدوا في أوروبا الشرقية. وفيما يلي ترجمة لأربعة من قصائده عن اللغة الإنجليزية. 


 

حين تتجاوزنا الظلال

سنلتقي يومًا ما،

كقارب من ورق

وبطيخات كانت تتبرد

في النهر.

سيرافقنا قلق العالم.

بصفحات أيدينا سنكسف الشمس

وسنلتقي ونعود معًا حاملين الفوانيس.

 

يومًا ما، لن تغير الريح

وجهتها.

وسيتخلى شجر البتولا عن أوراقه

فتسقط فوق أحذيتنا عند عتبة البيت.

وستلاحق الذئاب براءتنا.

وستترك الفراشات أثرها

على خدودنا.

 

يومًا ما، ستقصّ امرأة عجوز

حكاياتنا في غرفة الانتظار

كل صباح.

حتى ما أقوله أنا قد قاله سواي:

نحن في انتظار الريح

مثل علمين على شريط حدودي.

 

يومًا ما، كل ظل

سيتجاوزنا دون أن نراه.

 

♦♦♦♦

 

قبل أن نولد

كانت الشوارع من أسفلت

قبل أن نولد

وكل النجوم قد أخذت مكانها.

كانت أوراق الشجر تبلى

على حافة الرصيف،

والفضة تبهت على بشرة العاملين،

وعظام الأولاد تنمو

في هدأة النوم الطويل.

 

كانت أوروبا قطعة واحدة

قبل أن نولد

وكان شعر سيدة يتطاير

بخفة فوق البحر.

 

♦♦♦♦

 

ساعة الكتابة

تكتب. عن الأشياء التي وجدت من قبل.

يقولون إنك جامح في خيالك. 

تصمت. كشبكات صيد التي غاصت في الأرض. كملاك يعرف ما الذي سيجلبه الليل.

وتسافر. ثم تنسى، كي يتسنى لك الإياب.

تكتب ولا تريد أن تتذكر

لا الحجر، ولا البحر، ولا المؤمنين الذين ينامون وأياديهم قد تفرقت. 

 

♦♦♦♦

 

ميلاد الكمال

هلا أخبرني أحد بأمر

رسائل البحار في أجسادنا،

عن نسائم الأمس

في كابينات الهاتف،

عن الرحلات المؤجّلة بسبب

تدنّي الرؤية، رغم

كل ملائكة الغيب على التقويمات،

والبخور الذي تزكو رائحته حين تختفي أبخرته- هلا أخبرني أحد بأمر هذه الأشياء؟

أعتقد أنه بميلاد الكمال

تتشقق القوالب والحقائق

كقشر البيض.

لآهات الوداع السريع

وحدها أن تمزق خيوط العنكبوت

ووحده كمال البلاد المتخيلة

من سيؤجل الهجرة السرية

للأرواح.

وماذا عساي أفعل بجسد يعوزه الكمال:  

أذهب وأعود، أذهب وأعود

كصندل بلاستيكي يحط به الموج

على الشاطئ.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

أبواق خرساء

لم يقتلني شيء كما فعلت الحياة