لا تزال أخبار فيلم " أصحاب ولا أعز " تتصدر اهتمامات ناشطي وسائل التواصل في العالم العربي، في ظل عاصفة الجدل التي أثارها بسبب ما اعتبره جمهور واسع من البيئة المحافظة مخالفًا لقيم المجتمع، فيما دافع عنه جزء آخر، معتبرًا أن الفيلم يعكس إلى حد كبير الواقع والمجتمع، ويسلّط الضوء على المشاكل التي نواجهها في ظل الطفرة في عالم الاتصالات وتأثيرها على العلاقات العاطفية والحياة الاجتماعية.
نبذة مختصرة عن الفيلم
" أصحاب ولا أعز" هو أول فيلم عربي من إنتاج نيتفليكس، إخراج وسام سميرة، وبطولة منى زكي، إياد نصّار عادل كرم ونادين لبكي. قصته مأخوذة من الفيلم الإيطالي "غرباء بالكامل " إنتاج 2016، وتتمحور بشكل أساسي حول قيام عدد من الأصدقاء خلال إحدى السهرات، بالكشف عن محتوى كل ما يصلهم عبر هواتفهم النقالة لبعضهم البعض، ما يخلق مواقف طريفة ومحرجة، يؤدي بعضها إلى خلافات فيما بينهم.
التعليقات المهاجمة للفيلم أتت بمعظمها من مصر، وتناولت بشكل خاص المشهد الافتتاحي لمنى زكي، والذي تظهر به وهي تخلع لباسها اداخلي، بالإضافة إلى اللغة المستخدمة في الفيلم وتناولها " الجريء " لموضوع الجنس والمثلية وتعدد العلاقات وما إلى ذلك، ما دفع بعدد كبير من المعلقين إلى مطالبة موقع "إيجيبست " المعروف بـ قرصنته للأفلام والمسلسلات العالمية فور إصدارها، بحجبه الفيلم عن منصته، الأمر الذي أثار استغراب المتابعين، فالموقع المصري يعرض أعمالًا فنية تتضمن مشاهد جنسية تفوق بشكل لا يقارن المضمون الجنسي في " أصحاب ولا أعز ".
على المقلب الآخر دافع قسم كبير من المعلقين عن الفيلم، رافضين فكرة وضع ضوابط وحدود على الأعمال الفنية، وتقييد عمل المخرجين والكتاب الذي يحاولون عكس حياة المجتمع على طريقتهم وبحسب نظرتهم، في الوقت الذي يستطيع المشاهد الراشد أن يختار بعناية ما يشاهده، ولا يحق له فرض رأيه على الآخرين.
وسم #أصحاب_ولا_اعز انتشر بشكل واسع في الأيام الأخيرة، واحتل المركز الأول في عدة بلدان كمصر ولبنان، وفي أبرز التعليقات اعتبر محمد ضيا من لبنان أن الفيلم جيد جدًا بنظره، وهو ترفيهي للغاية، لكنه تعرّض لخطاب كراهية لأن الرأي العام المنغلق لا يتقبل بعد الموضوعات التي يناقشها الفيلم والموجودة في مجتمعنا، والتي لم تعد من المحرمات اليو م بحسب رأيه.
بينما انتقدت الناشطة رندة أحمد الفيلم بقوة، وتساءلت إن كان يعكس الواقع العربي فعلًا، فالأب العربي لا يسمح لابنته بممارسة الجنس، والمرأة العربية لاتتكلم مع الرجال عن ملابسها الداخلية، واعتبرت أن " الفيلم لا علاقة له بالعرب أبدًا".
الروائية المصرية الشابة ميرنا المهدي انتقدت عبر صفحتها على فيسبوك، ما أسمته المشاكل الرهيبة في التحكم لدى المتفرج المصري، فهو يشاهد فيلم من إنتاج نيتفليكس، فيه ممثلة مصرية واحدة فقط، وأغلب صنّاعه غير مصريين، وأحداثه لا تدور في مصر، والسيناريو مأخوذ من فيلم إيطالي، ومع ذلك فهو يريد للفيلم أن يكون " متفصل على ثقافته وقيمه". وأضافت : " يا حبيبي عايز تتفرج على فيلم " شبهك " افتح القناة الأولى، التلفزيون المصري قصر معاك بحاجة".
المخرج والناشط اللبناني حليم شبيعة، قال إنهم كناشطين عندما يدافعون عن الفيلم من هجمات معاداة المثلية وكراهية النساء، فإنهم في الواقع يدافعون عن الأفراد والجماعات الذين يتعرضون للتمييز في لبنان والمنطقة، واضعًا الدفاع عن فيلم " أصحاب ولا أعز " في هذا السياق.
أما المغرد المصري مؤمن عثمان، فقد أعتبر أن شركة نيتفليكس المسؤولة عن إنتاج الفيلم، لديها الرغبة في نشر الأفكار في مجتمعنا بحسب وصفه، مطالبًا المجتمع بالحفاظ على مبادئه، وعدم النظر إلى هذه الأفكار.
انتقادات لاذعة لمنى زكي من الجمهور المصري
على هامش الجدل الذي أثير حول فيلم #أصحاب_ولا_أعز، انتشر في مصر بشكل واسع وسم #منى_زكي ، وشنّ المغرّدون من خلاله هجومًا قاسيًا عليها بسبب بعض المشاهد والحوارت لها في الفيلم، معتبرين أن ما قدمته في الفيلم لا يشبه المجتمع المصري بأي شكل من الأشكال، ولم تخلُ التعليقات من النقد الشخصي الجارح وتوجيه الإهانات لزكي، وصولًا إلى ترويج إشاعات عن انفصالها عن زوجها الممثل أحمد حلمي، قبل أن تعود العائلة وتنفي الخبر، مع العلم أن حلمي نفسه لم ينجُ من التعليقات الهجومية، حيث استغل مئات الناشطين نشره صورة له على صفحته على توتير قبل أيام، لينتقدوا ظهور زوجته في الفيلم من خلال التعليقات على الصورة.
اقرأ/ي أيضًا:
مسلسل "جنّ" على نتفليكس يجنّن الأردنيين.. ما قصّته؟
نتفليكس: أحمد أمين لبطولة مسلسل "ما وراء الطبيعة"