21-أكتوبر-2016

رجل الأعمال الأمني المفصول من حركة فتح والعامل لدى الأجهزة الإماراتية محمد دحلان عبر شاشة قناته، الغد العربي

بعد سنواتٍ من المحاولات المستميتة لحجز مكان يذكر في قوائم الفضائيات العربية، يبدو أن فضائية الغد العربي الممولة إماراتيًا وبإشراف رجل الأعمال "الأمني" المفصول من حركة فتح محمد دحلان، لم تجد إلا الحملات الإعلانية المستفزة كوسيلة لإثارة الانتباه.

سنوات من التعثر والأزمات، بدءا من طرد القناة ومالكها من رام الله حين بدأت مشروعًا داخل فلسطين، وصولاً للأزمات المالية التي أوصلت القناة للعمل في مصر حيث كلفة الطواقم أقل، بعد محاولات لتثبيتها في لندن وغيرها من المراكز الإعلامية الدولية.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يتحدث دحلان؟

وطوال تلك الفترات الممتدة لما يزيد عن سبع سنوات، ظلت القناة مغمورة بعيدة عن متابعة المشاهد العربي، وغير قادرة على اختراق أي مساحة إن من حيث الجمهور أو الموضوعات المطروحة عبر أجندتها وبرمجة بثها.

لا توفر قناة الغد العربي فرصة لحشر نفسها في أضيق مساحات البروباغندا والإعلام الدعائي بحثًا عن متابعين لشاشتها

ويبدو أن هذا الحال هو ما وصل بالقائمين على القناة لإطلاق حملة إعلانية في مصر قوامها الاستفزاز المباشر، فخلال الأيام الماضية فوجئ المصريون بلوحات إعلانية ضخمة تحمل صورًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مشهد تسلطيّ، تمت إزالتها لاحقًا، وأمس انتشرت صور أخرى لخامنئي يتلقط صورة سيلفي وخلفه معالم خليجية.

الغد العربي

وكما هو متوقع في ظل التوتر المصري السعودي وخطوات نظام السيسي بالتقارب نحو إيران وروسيا في هذه المرحلة الحرجة من المواجهة بين المحاور والتيارات في المنطقة، صارت إعلانات الفضائية محل جدل على وسائل التواصل الاجتماعي بتعددها. وانشغل كثيرون في التعاطي مع الأمر بالطريقة التي تفضلها القناة، أي تحليل الدلالات والإشارات السياسية وتبدل المواقف المصرية إزاء السعودية. دون إيلاء انتباه إلى الهدف الإعلاني من الحملة المستفزة، وهو تداول اسم القناة التي تشهد ركودًا لا يبدو أنها قادرة على تجاوزه.

وإن كانت الحملة قد أحدثت مقدارًا من الجلبة، إلا أنها تشير بوضوح إلى حلقة جديدة من تعثر القناة، وهو ما يبدو بمثابة قدر سيلازمها، فاضطرارها للعمل في مصر بسبب الضوائق المادية، يمنعها من أن تكون قناة عربية تخاطب المنطقة ككل كما يحاول القائمون عليها، هذا بالإضافة إلى الصراع الإعلامي في مصر حتى في أوساط وسائل الإعلام المحسوبة على الجهات نفسها، وهذا ما دفع بالقناة إلى زاوية ضيقة، فلا هي قناة مصرية قادرة على مخاطبة الجمهور المصري وشد انتباهه ولا هي قناة عربية قادرة على تجاوز مصريّة طواقمها وانشغالاتها، وفي ظل حال كهذه لم يتبق إلا الحملات الإعلانية المستفزة المي قد تثير ضجة ولكن دون مشاهدين، وعلى الأغلب تنقلب عكسيًّا على القناة، فاستفزاز المصريين واستغلال الحالة الحرجة التي بلغوها لمحاولة لفت انتباه، لا يمكن فهمه إلا أن القناة تنظر إلى أزمات المصريين كمادة إعلامية ليس أكثر.

اقرأ/ي أيضًا: 

الإمارات.. عداء متصاعد للربيع العربي

هل تورطت الإمارات في الانقلاب التركي؟ لنسأل دحلان