07-ديسمبر-2020

(Getty) آلة كاتبة

قرّرتُ البارحة كتابة سيناريو،

ذاك الذي لم يكتبه أحد..

قلتُ لكِ أن قِصص الأفلام كلّها متشابهة؛

فلماذا نُتعب أعيُننا في تكرارها؟!

ونرهق الذّاكرة بصوّر متراكمة،

ألنجِد رُبّما قصّة لم تُكتب؟!

في هذه اللحظة وأنا أكتب لكِ،

هنالك الملايين من القصص تُكتبُ، وتُرمى، وقصصٌ تظلُّ مبتورة، وقصص تُركنُ إلى حين، و و..

الكُلّ يبحث..

أتعرفين ما ينقُصنا حقًّا،

ليس المخيّلة الشاسعة، والتركيز..

إنّ أجمل الأشياء التي تأتي هكذا في لحظة هذيان،

حين لا ننتظرها ولا نُفكّر فيها..

وحدها تَطرُق باب العقل وتقول لكِ اكتبيني..

حتّى الأفكار أيضًا لديها رغبة، مثلنا تمامًا..

كانت أُمنيتي أن أقْتَنِي "داكتيلو"

لا يهُمُّ وإن كانت قديمة،

فَصَوتُ أزرارها يُشعرني بالنّشوة..

مثل مداعبة جسدِك بأناملي،

تلك الجغرافيا العظيمة، فيها مناطق لم تُكتشف،

كلّهم نائمون..

إلّا هذا العقل المُثقل بالضّجيج صديقُ اللّيل..

كَذِئبٍ يحرسُ الأوهام..

وأنتِ غير موجودة،

قلتُ لكِ أنّني سوف أكتب وها أنا أحاول..

قهوةٌ سمراء، مُرّة، وأم كلثوم تحتلّ هذا الراديو، "غلبني الشّوق.."

حتّى الجثّة التي تَكتبُ الآن غلَبَها الشّوق،

اليوم كُنت جالسا في المقهى،

عندما لمحتُكِ من خلف نافذة سيّارتك الفارهة السّوداء،

مثل سواد هذا السبيل بيننا، فالعدم يحتلّه لا أكثر..

شعرك القصير، تمسكينه وكأنّكِ تقبضين على قلبي..

لكنّ الابتسامات ضائعة، وأنا أبحث لكِ عنها منذ مدّةٍ..

طُفتُ كلّ الأرجاء،

سألتُ بائع الملامح، لم يَرَها،

سألتُ تلك الفتاة التي تعبر الشّارع، حتّى هي أيضًا لم ترها

صديقي أيضًا خذلني هذه المرّة،

لكنّني لا أحب الرجوع خائبًا..

أأهديكِ قُبلة؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

فلوريان غانتنر: تجربة دمشق

التحديق في الجدار