07-مارس-2018

مصطفى يعقوب/ سوريا

  • إلى أطفالِ الغوطةِ الشرقيّةِ

 

الأيادي التي تركتْني بنصفِ ضحكةٍ

 تزيدُ الليلةَ مِنَ الأوكسجينِ المذابِ

على حرقةِ قلبي

 الليلُ هنا قابلٌ للاشتعالِ

 إذًا تعالَ نواسي الأمواتَ

 أطفالُ هذهِ القريةِ الخضراءِ

 انكمشتْ بشرتُهُمْ باكرًا

 ذابتْ ملامحُهُمْ قبلَ صِياحِ المآذنِ

 أخبرْني..

كمْ ثمنَ الهواءِ قربَ برجِ بابلَ؟

 إنَّني مرميّةٌ على قمصانِ أبي

أبكي عبءَ التاريخِ

ما الذي أفعلُهُ لأجلكَ

أيُّها الجنديُّ الذي فقدتَ بوصلتَكَ؟

يومَ فكّرتَ بجبيني

أسيرُ معكَ ضدَّ الريحِ

حاملةً بيديَّ قلبًا

أُشبِهُ "وادي السلام"

أفكّرُ باصطكاكِ رُكبةِ أمّي..

هلْ لها أنْ تُصلّيَ الوحشةَ واقفةً؟!

تعالَ معي إلى بوّابةِ إلهِ

البربرِ "آتونَ"

بفمٍ ممتلئٍ بالأرقامِ

وطفلةٌ هنا..

تقفُ فوقَ هذا البئرِ الفائرِ مِنَ الدموعِ

ترسُمُ بأصابعِها المتيبّسةِ ألوانًا جديدةً

لقوسِ قزحَ

ليسَ هناكَ امرأةٌ صَدَّقوا نبوءَتَها

التي ظهرتْ بعدَ منتصفِ الليلِ

على جفونِها المتورّمةِ

ذئابُ هذا الوادي يدفنونَ الملائكةَ

بثيابِ النومِ

يهيلونَ الثلجَ علينا تكريمًا لعدساتِ الكاميراتِ 

قبلَ أنْ نتعفَنَ

أيُّها الربُّ..

أخبرْني، بماذا تفكّرُ؟

إنَّني لا أملكُ بيتاً لكنَّني أملكُ فماً يستقبلُكَ

أينَ تختبئُ؟

هذهِ الكائناتُ تبتلعُ أوراقي

لا أثرَ لي..

علِّقْ على عُنُقي قلادتَكَ

لنُدفَنَ سويّةً باسمٍ واحدٍ

نحنُ سافرْنا إلى السماءِ ولا أحدَ هنا

يجترحُ معجزةً صغيرةً

لصباحِ يومِ غدٍ!

 

اقرأ/ي أيضًا:

نارُ الحربِ دمُ السلام

شكاوى اللغة إلى ساكنيها