24-ديسمبر-2023
جانب من الدمار في غزة

يعكس الدمار الذي لحق بغزة مساعي الاحتلال لتدمير الحياة فيها (Getty)

يعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الحالي على قطاع غزة، الذي دخل يومه الـ79، على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد الأهداف التي يجري قصفها، وغالبًا ما تكون أحياء وتجمعات سكنية، ما يؤدي إلى دمار هائل ويخلّف أعدادًا كبيرة من الشهداء والجرحى.

في هذا الإطار، قال محلل عسكري بريطاني إن "إسرائيل" عملت، خلال السنوات الأخيرة، على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أراد منها قادة جيش الاحتلال تقديم توصيات حول الأهداف المحتملة بدل الاكتفاء بجمع وتحليل المعلومات فقط.

يعتمد جيش الاحتلال على تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعداد الأهداف المحتملة بهدف إلحاق أكبر قدر من الدمار في قطاع غزة

وأكد سام كراني إيفانز، محلل شؤون الدفاع والحرب البرية، لوكالة "الأناضول" أن جيش الاحتلال استخدم التقنيات الحربية القائمة على الذكاء الاصطناعي في حربه على قطاع غزة، لافتًا إلى أنه يستخدم تقنية تُسمّى "البشارة" (The Gospel) بهدف: "تسريع عملية إنشاء أهداف محتملة"، ناهيك عن تقنية أخرى أيضًا تُعرف باسم "الخيميائي" (Alchemist).

ووصف إيفانز تقنية "البشارة" بأنها مركز للمعلومات في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تطوّرها "إسرائيل"، مؤكدًا أن حوالي 90 بالمئة من المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها يتم جمعها في هذا المركز.

وتغطي التقنيات التي يستخدمها جيش الاحتلال، وفق إيفانز، مجالات واسعة تشمل المحادثات مع الأشخاص بالميدان، والإشارات الواردة من الهواتف المحمولة، وأجهزة الراديو، وصور الأقمار الصناعية.

وقال إيفانز إن النسب الكبيرة لأعداد الضحايا في غزة يعود إلى: "طريقة استخدام إسرائيل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتنفيذها توصيات هذه التقنيات". مؤكدًا في الوقت نفسه أن: "طريقة استخدام وتنفيذ توصيات وسائل الذكاء الاصطناعي تعتمد أولًا وآخرًا على قرارات العناصر البشرية".

وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، نشر موقع "972+" تحقيقًا صحفيًا مشتركًا مع موقع "لوكال كول" حول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعاد الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع جراء القصف الإسرائيلي إلى عدة عوامل، بينها التفويض الواسع للجيش الإسرائيلي لقصف أهداف غير عسكرية، والاعتماد المتزايد على أنظمة الذكاء الاصطناعي في إعداد الأهداف المحتملة، وهو ما أدى إلى واحدة من أكثر الحملات العسكرية الإسرائيلية دمويةً بحق الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948.

وأكد التحقيق أن استخدام جيش الاحتلال لنظام يُسمّى "الحبسورا" (Habsora) الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويستطيع إعداد الأهداف تلقائيًا، ساهم في بناء "مصنع للاغتيالات الجماعية"، وأدى كذلك إلى دمار هائل وغير مسبوق يعكس مساعي الاحتلال الإسرائيلي لتدمير الحياة وقدرة الناس على البقاء في قطاع غزة.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد وثّق تدمير قوات الاحتلال 55 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و258 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي، أي أن هناك 313 ألف وحدة سكنية مدمّرة وغير صالحة للسكن.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل منذ 79 يومًا، إلى أكثر من 20.057 شهيدًا و53.320 مصابًا معظمهم من الأطفال والنساء، وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.