18-أبريل-2024
غارة جوية على النصيرات وسط قطاع غزة

(epa) خلّف جيش الاحتلال دمارًا هائلًا في النصيرات وسط القطاع

لليوم الـ195، تواصل "إسرائيل" عدوانها على قطاع غزة وسط استمرار تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار وعقد صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين دولة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وحشد جيش الاحتلال على حدود القطاع استعدادًا لاجتياح رفح وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

وارتكب جيش الاحتلال، الليلة الماضية، مجزرة جديدة ومروّعة في مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، بقصفه غرفة سكنية في أرض زراعية بالمنطقة الشرقية لمدينة رفح.

وأسفر القصف عن استشهاد عائلة نازحة من مدينة غزة إلى رفح مكوّنة من 8 أشخاص: أب وأطفاله الـ5، ووالدته، وزوجة أخيه، وجميعهم من عائلة "عياد".

وقالت مديرية الدفاع المدني في غزة، في بيان مقتضب عبر "فيسبوك"، إن طواقهما تمكنت: "من انتشال عدد من الشهداء ونقل عدد من المصابين، بعد استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لغرفة سكنية داخل أرض زراعية بمنطقة حي السلام شرق محافظة رفح الليلة".

استُشهد 8 أشخاص من عائلة واحدة جراء قصف إسرائيلي استهدف غرفة سكنية شرق مدينة رفح

وشنّت طائرات الاحتلال غارة استهدفت أرضًا زراعية فارغة قرب بوابة صلاح الدين على الحدود الفلسطينية المصرية في رفح، حيث قصفت أيضًا منزلًا يعود لعائلة "شعث" في مخيم يبنا وسط المدينة.

وفي سياق متصل، أفادت تقارير صحفية إسرائيلية بأن جيش الاحتلال نشر المزيد من المدافع وناقلات الجنود في محيط قطاع غزة استعدادًا للهجوم على مدينة رفح.

وقالت صحيفة "معاريف الإسرائيلية"، أمس الأربعاء، إنه تم وضع قوات جيش الاحتلال في حالة تأهب، وتمت الموافقة على العملية العسكرية في رفح من قِبل هيئة الأركان ووزير الأمن يوآف غالانت.

وفي وسط القطاع، استهدفت طائرات الاحتلال منطقة المغراقة في شمال النصيرات، واستُشهد فلسطيني برصاص قناص إسرائيلي في مدينة دير البلح.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة قد أعلن، ليلة أمس الأربعاء، أن جيش الاحتلال ارتكب جريمة ضد الإنسانية في مناطق المغراقة والزهراء والمخيم الجديد شمال النصيرات.

وقال المكتب، في بيان عبر "تلغرام"، إن جيش الاحتلال ارتكب: "جريمة ضد الإنسانية والقانون الدولي في مناطق المغراقة والزهراء والمخيم الجديد شمال النصيرات (وسط قطاع غزة) راح ضحيتها 520 شهيدًا وجريحًا ومفقودًا وأكثر من 13.000 وحدة سكنية خلال أسبوع واحد".

وأضاف أن ذلك يأتي: "في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، وتباركها وتنخرط فيها الإدارة الأمريكية، وفشل في وقفها المجتمع الدولي".

وأوضح: "لقد ارتقى خلال عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي 75 شهيدًا و348 جريحًا ممن وصلوا إلى المستشفيات خلال أسبوع، بينما أُعلن عن فقدان 100 مواطن في المناطق المذكورة ولم يتم الوصول إليهم حتى الآن، خاصةً في منطقة المغراقة".

ودمّر الاحتلال، بحسب المكتب، 14 برجًا وعمارة سكنية وعشرات المنازل التي تعود للمواطنين المدنيين الذين شرّدهم الاحتلال من أبراجهم وعماراتهم السكنية ومنازلهم: "تحت تهديد قصف الطائرات وقذائف الدبابات، وتهديد حياتهم بالموت والقتل".

وقالت مديرية الدفاع المدني في غزة إن طواقهما انتشلت جثامين عدد من الشهداء: "بعد انسحاب قوات الاحتلال من شمال النصيرات وسط قطاع غزة، ومازال هناك العديد من الشهداء تحت الركام والأنقاض لم يتم إخراجهم بعد".

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 33.899 شهيدًا و76.664 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء.

وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي، أمس الأربعاء، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 6 مجازر بحق عائلات القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 56 شهيدًا و89 مصابًا.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

قوات الاحتلال تنسحب من بيت حانون والنصيرات

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة الدمار الكبير الذي خلّفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في عمليته العسكرية التي نفذها في النصيرات، وسط قطاع غزة، خلال الأيام السبعة الماضية.

وأفادت وكالة "الأناضول"، الأربعاء، بأن جيش الاحتلال: "نسف مربعات سكنية في أرض المفتي شمال مخيم النصيرات، ودمر برجًا سكنيًا ومنازل عدة للمواطنين في المخيم الجديد ومحيطه، وطالب السكان بالإخلاء الفوري للمخيم قبل انسحاب قواته بشكل كامل منه مخلفاً دمارًا هائلًا".

وتزامن انسحاب قوات الاحتلال من النصيرات مع انسحابها من بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة، بعد توغل دام أكثر من 36 ساعة، حاصر خلالها مراكز إيواء النازحين واعتقل عددًا منهم، كما خلّف دمارًا وخرابًا واسعين في المنطقة.

مجاعة وشيكة من صنع البشر

إنسانيًا، لا يزال أهالي قطاع غزة يواجهون ظروفًا معيشية صعبة في ظل استمرار قوات الاحتلال عرقلة إدخال المساعدات إلى القطاع وتوزيعها، رغم الادعاءات بزيادة دخولها.

وفي إحاطة قدّمها أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، إنهم لا يستطيعون: "إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة رغم قرارات محكمة العدل الدولي بزيادة إدخالها".

وأضاف لازاريني أن "الأونروا" تتعرض: "لضغوط هائلة وتواجه حملة خبيثة لإخراجها من الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مؤكدًا أن "إسرائيل" تسعى: "إلى إنهاء عمل وكالتنا، ورفضت طلبات متكررة لنا لإيصال مساعدات إلى شمال غزة".

وفي حديثه عن الأوضاع الإنسانية في شمال غزة، حيث "المجاعة الوشيكة التي هي من صنع البشر"، قال لازاريني: "في الشمال، بدأ الرضع والأطفال الصغار يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف. وعبر الحدود ينتظر الغذاء والماء النظيف. ولكن الأونروا لا يُسمح لها بتوصيل هذه المساعدات وإنقاذ الأرواح".

وأشار إلى أن: "مساحة عمل أونروا في غزة تتقلص بعد فرض إسرائيل قيودا على عملها"، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن العديد من الدول لا تزال تعلق "تمويل الوكالة، وهذا يقوض استقرارنا المالي".