08-يناير-2024
غسان أبو ستة

من المقرر أن يسافر أبو ستة إلى لاهاي، هذا الأسبوع، للقاء محققي المحكمة الجنائية الدولية (Getty)

أدلى الجراح الفلسطيني غسان أبو ستة، بشهادة أمام شرطة لندن، حول الإصابات التي شاهدها في قطاع غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمستمر منذ 94 يومًا.

وتواجد الطبيب غسان أبو ستة، المتخصص في إصابات النزاع، لمدة 43 يومًا في قطاع غزة، في مستشفيات الأهلي العربي (المعمداني)، ومستشفى الشفاء، وتحدث لشرطة العاصمة البريطانية، عن الإصابات التي شاهدها في غزة، وأنواع الأسلحة المستخدمة، كجزء من الأدلة التي يتم جمعها من أجل تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب التي ارتكبت في قطاع غزة.

يتذكر غسان أبو ستة رجلاً يبلغ من العمر 40 عامًا دخل المستشفى مصابًا بشظية في رأسه، وكان بحاجة إلى إجراء فحص بالأشعة المقطعية، وإلى جراح أعصاب، لكن لم يكن لديهم واحد. مضيفًا: "أخبرنا أطفاله بذلك، وبقيوا حول عربته تلك الليلة حتى وفاته في الصباح"

ومن المقرر أن يسافر أبو ستة إلى لاهاي، هذا الأسبوع، للقاء محققي المحكمة الجنائية الدولية.

وقال أبو ستة إن شدة الحرب في غزة، كانت الأكبر من بين الصراعات العديدة التي عمل فيها، بما في ذلك الصراعات الأخرى في غزة والعراق وسوريا واليمن وجنوب لبنان.

وقال لـ"وكالة فرانس برس" خلال مقابلة في لندن الأحد، "إنه الفرق بين الفيضان والتسونامي. الحجم مختلف تمامًا. عدد هائل من الجرحى، وحجم الكارثة، وعدد الأطفال الذين قتلوا، وكثافة القصف، وحقيقة أنه في غضون أيام من بدء الحرب، كان النظام الصحي في غزة منهكًا تمامًا".

ودخل أبو ستة قطاع غزة، يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر، ضمن فريق طبي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود، ويستذكر ذلك، بالقول: "منذ البداية كانت قدرتنا أقل من عدد الجرحى الذين كان يتعين علينا علاجهم. وكان علينا على نحو متزايد اتخاذ قرارات صعبة للغاية بشأن من يجب علاجه".

ويتذكر أبو ستة رجلاً يبلغ من العمر 40 عامًا دخل المستشفى مصابًا بشظية في رأسه، وكان بحاجة إلى إجراء فحص بالأشعة المقطعية، وإلى جراح أعصاب، لكن لم يكن لديهم واحد. مضيفًا: "أخبرنا أطفاله بذلك، وبقيوا حول عربته تلك الليلة حتى وفاته في الصباح".

وأشار غسان أبو ستة، إلى أنه سرعان ما نفدت أدوية التخدير والمسكنات من المستشفيات، مما يعني أن الجراح اضطر إلى إجراء "إجراءات تنظيف مؤلمة للغاية للجروح" دون تخدير.

وأضاف: "لقد كان الاختيار، بين القيام بذلك أو مشاهدتهم وهم يستسلمون لالتهابات الجرح ويموتون بسبب الإنتان [حالة قد تهدد الحياة بسبب تدمير الجسم لأنسجته عند استجابته للعدوى]".

وأكد غسان أبو ستة، على تعامله مع جروح ناجمة عن الحروق، نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي بالفسفور الأبيض، قائلًا: "إنها إصابة مميزة للغاية. يستمر الفوسفور في الاحتراق حتى أعمق جزء من الجسم، حتى يصل إلى العظام".

وقال أبو ستة، إنه غادر غزة بعد أن أصبح "زائدًا عن الحاجة" لأن نقص الإمدادات الطبية يعني أنه لم يعد قادرًا على إجراء عملية جراحية.

وأمضى معظم وقته في بريطانيا لإطلاع السياسيين والمنظمات الإنسانية على الحاجة الملحة للمساعدات. وأضاف: "لقد كنت أحاول مساعدة مرضاي الذين تركتهم ورائي بقدر ما أستطيع من خلال أن أكون صوتهم في الخارج".

ويقول أبو ستة، إنه أخبر ضباط الشرطة البريطانية بما شهده، بما في ذلك استخدام الفسفور الأبيض والهجمات على المدنيين.

أكد غسان أبو ستة، على تعامله مع جروح ناجمة عن الحروق، نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي بالفسفور الأبيض، قائلًا: "إنها إصابة مميزة للغاية. يستمر الفوسفور في الاحتراق حتى أعمق جزء من الجسم، حتى يصل إلى العظام"

ووصف أيضًا نجاته من هجوم 17 أكتوبر/تشرين الأول على المستشفى الأهلي، الذي ارتكبت في إسرائيل مجزرة كبيرة.

وقال أبو ستة: "في نهاية المطاف، ستلحق العدالة بهؤلاء الأفراد، إن لم يكن خلال خمس سنوات، أو 10 سنوات، عندما يبلغون الثمانين من العمر، عندما يسمح ميزان القوى في العالم بتحقيق العدالة للفلسطينيين".