06-ديسمبر-2021

وصف البابا المتوسط بأنه مقبرة بلا شواهد قبور (Getty)

قال البابا فرانسيس إن "المتوسط يتحول إلى بحر ميت وحضارتنا تغرق". وجاء تصريح البابا الذي دعا فيه إلى "وضع حدّ لغرق الحضارة" خلال خطاب ألقاه أمام حشد من اللاجئين والمهاجرين في مخيّم لهم في مافروفوني يعيش فيه حوالي 2300 شخص طالب لجوء في  ظروف صعبة، بجزيرة ليسبوس اليونانية التي تعد محطة رئيسية للمهاجرين وأصبحت تمثل في ذات الوقت رمزًا لمحنة اللاجئين.

قال البابا فرانسيس إن "المتوسط يتحول إلى بحر ميت وحضارتنا تغرق". وجاء تصريح البابا الذي دعا فيه إلى "وضع حدّ لغرق الحضارة" خلال خطاب ألقاه أمام حشد من اللاجئين والمهاجرين

يُذكر أن مخيم مافروفوني أقيم على عجل منذ عام تقريبًا، بعدما التهمت النيران ودمرت مخيم موريا الذي كان الأكبر في أوروبا آنذاك.

البابا فرنسيس ندّد في كلمته باستغلال المهاجرين واللاجئين في الدعاية السياسية الأوروبية، قائلًا إنه "من السهل استثارة الرأي العام ببث الخوف من الآخرين"، معتبرًا أن من يرفضون المهاجرين "يتخاذلون عن الحديث بنفس الحماسة عن استغلال الفقراء والحروب وصناعة السلاح".

اقرأ/ي أيضًا: حريق مخيم موريا يسلط الضوء على نهج أوروبا المتشدد في قضية اللاجئين

وفي خطاب ألقاه السبت الماضي أمام مسؤلين يونانيين، وصف البابا فرانسيس المهاجرين بأنهم "أطراف مغامرة حديثة رهيبة"، معتبرًا أن أوروبا "تواصل المماطلة" في مواجهة تدفق المهاجرين و"تمزّقها الأنانية القومية" بدلاً من أن تكون "محركًا للتضامن" في مسألة الهجرة.

وأبدى البابا فرانسيس الأحد أسفه أمام اللاجئين والمهاجرين لأن "شيئًا لم يتغير فيما يتعلق بقضية الهجرة" منذ زيارته السابقة قبل خمس سنوات في  نيسان/إبرريل 2016، قائلا "إن البحر المتوسط، الذي شهد  غرق الآلاف في محاولة العبور من شمال أفريقيا إلى أوروبا، ما يزال مقبرة مروعة بلا شواهد قبور". وأضاف قائلًا أمام الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو، ونائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس ووزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراشي: "لا ندع بحرنا يتحوّل إلى بحر ميت، ولا ندع مكان اللقاء هذا يصبح مسرحًا للمواجهات! لا ندع بحر الذكريات هذا يتحوّل إلى بحر النسيان. من فضلكم، لنوقف غرق الحضارة هذا".

وتهدف زيارة البابا فرانسيس الحالية إلى ليسبوس، حسب ما هو معلن إلى "الدعوة إلى دمج أفضل للاجئين في أوروبا" التي تواجه صعوبة بحسب تصريحات للبابا نفسه، في "إبداء تضامن مع المهاجرين واللاجئين عمومًا". ونشرت الحكومة اليونانية حوالي 900 شرطي في جزيرة ليسبوس التي رُفعت فيها لافتات "التنديد بعمليات ترحيل مهاجرين إلى تركيا اتهمت السلطات اليونانية بتنفيذها".

وكان تقرير سابق نشرته مجلة ديرشبيغل الألمانية بالشراكة مع عدة مؤسسات حقوقية وإعلامية بينها صحيفة ليبراسيوه الفرنسية، قد أزاح  الستار عن عمليات العنف والصد المنظمة التي يتعرض لها اللاجئون عند الحدود الأوروبية ولا سيما الحدود بين كرواتيا والبوسنة والهرسك واليونان، حيث جمع التقرير عشرات الشهادات والمقاطع والصور التي تكشف تعرّض اللاجئين للعنف الشديد الذي يتضمّن الضرب العنيف وإجبار اللاجئين على العودة إلى بحر إيجه، في قوارب مطاطية دون محرّكات، وهي كلّها أساليب غير قانونية وتنتهك كلاً من قانون الاتحاد الأوروبي واتفاقية جنيف للاجئين، التي تنصّ على أن اللاجئين "بمجرد وصولهم إلى الأراضي الأوروبية، يجب منحهم الفرصة لتقديم طلب اللجوء". كما كشف التحقيق وبالأدلة هوية الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات المرتكبة ضد اللاجئيين، التي يقوم بها عناصر مقنّعون على الحدود الأوروبية، يتبعون حسب التقرير لشرطة التدخل الكرواتية وخفر السواحل اليوناني. ما يعني، حسب القائمين على التقرير، صدور أوامر العنف المسلط على اللاجئين من طرف جهات رسمية في تلك الدول، ووفقًا لقرارات من مسؤولين رفيعي المستوى في جهاز الداخلية الكرواتي واليوناني.