23-يوليو-2021

احتجاجات متواصلة في إيران (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

اندلعت في خوزستان جنوب غربي إيران احتجاجات شعبية واسعة، بسبب شح المياه الصالحة للشرب، وأدّت الاحتجات إلى سقوط قتلى وجرحى، وذلك على إثر لجوء قوات الأمن في المنطقة إلى استخدام العنف الشديد لتفريق المتظاهرين.

اندلعت في خوزستان جنوب غربي إيران احتجاجات شعبية واسعة، بسبب شح المياه الصالحة للشرب، وأدّت الاحتجات إلى سقوط قتلى وجرحى

فمنذ نحو أسبوع تقريبًا، تشهد مناطق مختلفة من المحافظة تجمعات احتجاجية ليلية، رأت صحيفة "آرمان ملّي" الإصلاحية أن دوافعها كانت تتهيأ "منذ أعوام"، بسبب ما تعانيه المحافظة من تهميش ونقص حاد في خدمات المياه والكهرباء، وصلت بعض الأحيان إلى انعدامهما، الأمر الذي بات مصدر تهديد لحياة المواطنين، معتبرة أن أهالي خوزستان الآن لا يريدون سوى "المياه"، مضيفة أن "هذا كل ما في الأمر".

اقرأ/ي أيضًا: خريطة الاحتجاجات حول العالم.. انتفاضات شعبية واسعة في 6 دول

وانتشر حسب صحيفة "اعتماد" الإصلاحية هاشتاغ "#أنا_عطشان" باللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فمحافظة خوزستان تعتبر من المناطق القليلة في إيران التي تقطنها أقلية كبيرة من العرب، فبلدة شادغان لوحدها التي قتل فيها أحد  المتظاهرين يقطنها 5 ملايين عربي، وقد علّقت صحيفة اعتماد على انتشار وسم "#أنا_عطشان" بالقول إن المحتجين وجماهير المحافظة "ليس لديهم مياه، ولا كهرباء، ولا حتى هواء، أو حياة، بالرغم من أن النفط يجري (في الأرض) من تحتهم"، وذلك في إشارة إلى كون محافظة خوزستان تعدّ إحدى أبرز مناطق إنتاج النفط في إيران وإحدى أغنى محافظات البلاد بالثروة النفطية.

الاحتجاجات في خوزستان انتشرت كالنار بسرعة في جميع البلدات والمدن التابعة للمحافظة، وشهدت تلك الاحتجاجات إحراق بعض المتظاهرين إطارات سيارات بالشوارع. وفضلًا عن الشعارات والهتافات المطالبة بتوفير  وتزويد المنطقة بالمياه عبر إكمال المشاريع التي من المفترض أن تصلها بشبكة الماء الوطنية، رُفعت أيضًا شعارات وهتافات سياسية ضد المسؤولين على المستوى المحلي والوطني، بل طالت الهتافات أيضًا رأس السلطة في إيران مرشد الجمهورية على خامنئي عبر هتاف "الموت لخامنئي"، الذي ظهر في عدة مقاطع مرئية نقلتها كاميرات المحتجين، وذلك بالرغم من التدابير الأمنية المشددة التي فرضتها قوات الأمن. كما كان لافتًا للانتباه مستوى استخدام القوة الذي لجأت إليه الشرطة للتصدي للمحتجين، وبرّرت السلطات الإيرانية اللجوء إلى القوة المفرطة ضد المتظاهرين بأعمال الشغب التي أثاروها، قبل أن تعدل عن تلك الرواية بعد سقوط قتلى باتهام جهات مجهولة مسلحة باستهداف المحتجين في المدينة بالرصاص؛ لتأزيم الوضع وجر الاحتجاجات إلى أعمال عنف دموي.

وجدت احتجاجات خوزستان صداها في العاصمة الإيرانية طهران التي خرج فيها مئات المتظاهرين مساندين للمحتجين ومطالبهم بتوفير المياه،  وذلك بعدما دعا نشطاء إلى النزول تضامنًا مع أهالي المنطقة، ولم تغب عن احتجاجات طهران أيضًا الهتافات السياسية الناقدة للنظام والداعمة لحراك خوزستان، الذي يتوقع مراقبون استمراره وتطوره إلى حراك عام في منطقة الأحواز التي طالما شكت التهميش.

ردود فعل المسؤولين الإيرانيين على احتجاجات خوزستان

أمام مشهد الاحتجاجات والاحتقان الشعبي الذي بلغ مستويات مرتفعة، دعا المرشد الإيراني علي خامنئي الحكومة "لحل مشاكل محافظة خوزستان"، ومن خلال حسابه على تويتر أكد خامنئي "ضرورة تسوية مشاكل المحافظة الصعبة بشكل فوري ونهائي"، مطالبًا الحكومة "بمتابعة مشاكل خوزستان وحلها".

أما الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، الذي يتسلم منصبه الشهر القادم، فسارع إلى عقد اجتماع خاص مع سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الأدميرال علي شمخاني، المنحدر من أصول عربية من محافظة خوزستان، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن رئيسي قوله خلال الاجتماع مع شمخاني: "لا نحب عدم الحديث مع الناس وعدم لعب دور معهم إطلاقًا، وتعتبر قضية مياه الشرب وتربية المواشي أولوية مهمة، ويجب تعويض الضرر اللاحق بالناس بشكل مناسب".

كما طالب رئيسي بالإسراع بحل المشكلة قبل اتساع رقعة الاحتجاجات في عموم إيران، قائلًا: "لا يجب أن ننتظر الحكومة الجديدة لتبدأ لأننا جميعًا على دراية بقضايا ومشاكل خوزستان"، مضيفًا: "لدينا عدة مقاطعات في البلاد تحتاج إلى معالجة خاصة".

بدوره تفاعل الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني مع الأحداث بالقول إنه "من حق المواطنين الاحتجاج على أزمة نقص المياه"، لكنه ندد بمن أسماهم "مثيري الشغب". وأضاف روحاني أن "المواطنين في خوزستان يتمتعون بالذكاء، وقاوموا ودافعوا عن البلاد خلال الحرب الإيرانية العراقية، ويواجهون صعوبات كثيرة".

طالب رئيسي بالإسراع بحل المشكلة قبل اتساع رقعة الاحتجاجات في عموم إيران، قائلًا: "لا يجب أن ننتظر الحكومة الجديدة لتبدأ لأننا جميعًا على دراية بقضايا ومشاكل خوزستان"

يشار إلى أن الاحتجاجات في خوزستان ما تزال مستمرة، ولم تتراجع وتيرتها بالرغم من العنف الشديد الذي جوبهت به من طرف الأمن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

احتجاجات إيران.. موجة غضب لا تستثني أحدًا حتى خامنئي!

كيف ساعدت واشنطن النظام الإيراني على التحكم بالإنترنت؟