28-يونيو-2018

ماريو دي بياسي/ إيطاليا

الشاطئ الصخري

ينحدر الشاطئ الصخري كهوّة في الجحيم

ثم يأتي الرمل

أفكر أن المياه الضاربة إلى الأزرق تشعر بوجودي

والصخر البرتقالي

والغيم

وتلك التي تعبر الصورة مسرعة

على الضفة القريبة.

*

 

الماء لا ينتهي

تأتي من البعيد وترتمي فوق الصخر

كعاشق

يعانقُ الصخر.. يفتّتهُ

ويأخذُ منهُ حبيبات تحتفظ بها

تأتي مياه أُخريات.. فيغرق الرمل من جديد.

*

 

كيف ابتدأ الكونُ هنا

كيف ارتفعت شطآن من مستعمرات جثث صغيرة

تراصفت لملايين السنين ونهضت عاليًا

وأنا الشقيّ أُعريها

في نظرة آنية واحدة

ثم أعودُ

أفكّر في خشب المدينة

وجسورها ونسائها وأنبيائها.

 

الآخر

يخرُجُ الآخر من معطفي الشتوي

يتمدّدُ جهة النهر.. كحاوٍ

أقولُ لهُ

عُدْ

الشمس لمّا تغب بعدُ

والصخبُ يملأ أزقة المدينة

حُراس الأماكن.. في كلّ جهة

كل شارع

كل ابتسامة.. ورغيف خُبز.

*

 

عُدْ

شوارع الليل ما زالت بعيدة

وشوقي إليكَ ما زال بعيدًا

تناديني فيُفتَحُ جُرحٌ في خاصرة المجرة

وتسقُطُ

زمردة خضراء عن جيدِ الإله.

*

 

عُد

ولنحمل أجسادنا في حقائبَ ورقيةٍ

نعبُرُ فواصل الزمن خِفافًا

نعبُرُ

ليل المدينة

ونرى النومَ والموت الصغير

الحُلمَ والموت الصغير

ونرى الزمن

في ضجيج المياه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قصيدتان إلى طفل في الخامسة

إيلاهي راهرونيا: الاستيقاظ في هيئة فراشات