استغل القائمون على "جائزة آسيا جبار للرواية" في دورتها الأولى، انعقاد الدورة العشرين لمعرض الكتاب بالجزائر العاصمة (انتهى في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر) للإعلان عن الأسماء الثلاثة التي رأت لجنة التحكيم، أنها جديرة بالتتويج، وهم عبد الوهاب عيساوي عن روايته "سيّيرا دي مويرتي " باللغة العربية، ورشيد بوخروب عن روايته "ثيسليت بوغانيم" باللغة الأمازيغية، وأمين آيت الهادي عن روايته "الرجل القادم من عالم آخر " باللغة الفرنسية.
تأتي جائزة آسيا جبار كالتفاتة إلى جيل جديد يوصف بأنه جيل اليتم
لجنة التحكيم التي رأسها الروائي مرزاق بقطاش، كشفت عن ثلاثة معايير اعتمدتها في تقييم الأعمال التي وصلتها هي: سلاسة اللغة، والبناء المبتكر والاقتراب من المواضيع التي شكلت هاجسًا لآسيا جبار في متونها ومسارها الإبداعي.
وتأتي جائزة آسيا جبار (1936 - 2015)، تكريمًا لكاتبة جزائرية كانت من مؤسسي الرواية الجزائرية، والتفاتة إلى جيل جديد يوصف بأنه جيل اليتم، بحكم قلة المنابر التي تحتفي بإبداعاته، ومنها الجوائز التي يكاد المشهد الجزائري أن يخلو منها، وما هو موجود يفتقر إلى المصداقية الأدبية.
الجائزة التي تشترك وزارتا الإعلام والثقافة في تنظيمها، بتنفيذ من الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، باتت أكبر جائزة أدبية، من الناحية المادية، خمسون ألف دولار، في ظل جوائز هزيلة في هذا الباب، ومنها جائزة رئيس الجمهورية لإبداعات الشباب، إذ لا يتعدى مبلغ رتبتها الأولى خمسة آلاف دولار، وهو ما أثار موجة من الاستنكار لدى الكتاب الشباب. كتاب جزائريون، دعوا الجهة المنظمة للجائزة، إلى عدم الوقوع في نفس الأخطاء التي وقعت فيها جائزة الرئيس، ومنها التخلي عن المتوجين، بمجرد انتهاء حفل التوزيع، مقترحين جملة من الأفكار، في مقدمتها العمل على ترجمة الروايات الفائزة، من وإلى اللغات الثلاث المعتمدة.
وتميزت الرواية المكتوبة باللغة العربية لعبد الوهاب عيساوي، بكونها اقتحمت زمنًا وأحداثًا، لم تلتفت إليها المدونة السردية الجزائرية من قبل، تتعلق بالحرب الأهلية الإسبانية، ورصدت بلغة أنيقة، ما ترتب عن تلك الحرب من تصدعات في النفسيات والذهنيات، في الفضاء الجزائري، من خلال معتقل فرنسي في مدينة الجلفة.
وبرر عيساوي لـ "الترا صوت" اقتحامه هذه المرحلة، بكونه يميل إلى الاشتغال على ذاكرة المنطقة التي ينتمي إليها، مستثمرًا العديد من المراجع والمتون الإبداعية الغربية التي تناولت التجربة، ومنها ما كتبه الشاعر الإسباني الذي سجن في الجلفة ماكس أوب.
اقرأ/ي أيضًا: