لليمن طابع لهجيّ متنوع يختلف من منطقة إلى أخرى في إطار المحافظة الواحدة، من خلال الموسيقى الصوتية والألفاظ، وحِدة الصوت وقوته، فللتضاريس الطبيعية من سهول وجبال ووديان تأثير على بنية الجسم وطريقة الحديث بالإضافة إلى المهن والأعمال المختلفة.

تعتبر العربية هي اللغة الرسمية لليمن، لكنها ليست بوجهها المعياري الرسمي، فالمستخدم منها هي اللهجات المحلية المختلفة التي تزيد عن 300 لهجة، تختلف في ألفاظها وتسميتها للأشياء، وطريقة نطقها للكلمات المشتركة أيضًا، اختلافًا كليًا ونسبيًا.

بالإضافة إلى اللهجات اليمنية، توجد أربع لغات أخرى هي المهرية وهي لغة أبناء محافظة المهرة شرقي اليمن، والسقطرية وهي لسان أبناء جزيرة سقطرى الواقعة في المحيط الهندي، بالإضافة إلى العبرانية لغة اليهود وأيضًا لغة الكشي، وهي لغات تواجه الانقراض لعدم وجود الاهتمام الحكومي ودراسات خاصة بها.

ومن أبرزاللهجات اليمنية التعزية، والعدنية، وأيضًا الخبانية، واليافعية والحضرمية، بالإضافة إلى اللهجة الصنعانية والعدينية، واللهجة الإبية والبدوية والتهامية.

من المسلم به أن اللغة العربية هي أصل كل اللهجات في الوطن العربي، وتأتي الاختلافات بسبب البعد الجغرافي والاختلاف البيئي، وأيضًا المهني، وظواهر أخرى أنتجت ما يطلق عليها بـ"اللهجات الدارجة".

وسنأخذ في هذا المقال أربع لهجات يمنية هي اللهجات الصنعانية والحضرمية والتعزية والعدنية، وسنتناول أبرز الكلمات التي تميزها.


1- الصنعانية

تعتبر اللهجة الصنعانية واحدة من أشهر اللهجات المحلية لكون صنعاء هي عاصمة البلاد، وهي لغة مدينة ومديريات محافظة صنعاء، وتتباين هذه اللهجة في الأرياف والمدينة، لكنها تبرز أكثر في لسان القبائل المجاورة للمدينة، فهناك الكلمات العديدة والمختلفة.

ففي أول زيارة لي إلى مدينة صنعاء قبل أربعة أعوام، نودي عليّ من قبل شخص: "يا ولد جيب الدوائر(المفاتيح) فِيسَعْ (بسرعة)"، بمعنى أعطني المفاتيح بسرعة، لم أعِ ما يريد حتى أوضح لي أنه يريد مفاتيح الباب، على وجه السرعة، ولم تكن عندي المفاتيح فقال "تِشَنْكَعْ"، أي "تسلق" من فوق الجدار وافتح الباب.

تعتبر مدينة صنعاء غنية بلهجتها التي تتلائم مع الإنسان الصنعاني ذي الأحبال الصوتية الشديدة، منها "حِيْنهُو"، بمعنى "حينما هو"، وأيضا "مَعَادْبِشْ" بمعنى كمل الشيء أو خلص.

وتعني كلمة "لأجل" بالصنعانية، "على مِيْد" و"على سَبْ"، وهناك المئات من الألفاظ المختلفة، كما تنطق القاف جيم في بعض لهجة صنعاء.

2- الحضرمية

يختفي حرب الياء من بعض الكلمات في لهجة حضرموت، وهي المحافظة الجنوبية الواقعة على ساحل البحر العربي، فكلمة رجال، تنطق "رَيَّالْ"، وتعتبر حضرموت من أثرى المحافظات اليمنية بالمفردات الخاصة بها، والتي تميز المحافظة التي يعمل الكثير من سكانها في مهنة الصيد.

ومن هذه الكلمات "بَرْمُحَكْ"والتي تعني التهديد بالضرب، و"يَالخَامَ"، أي أن رائحتك معفنة، ومعنى آخر أن المخاطب من طبقة قبلية متدنية، وهي مشتقة من "اللخَمْ"، أي السمك المجفف، وأما معنى كلمة سطح المنزل، بالحضرمي فهي "الرِيْم"، كما تعني كلمة ذهب بـ"دَحَق"، بالإضافة إلى أنهم يطلقون على السيارة اسم "مُوتَر".

3-اللهجة التعزية

"شَاشْقِي وشَنْدِي لك مُو شَنْكِرَك"، يتداول اليمنيون هذه الجملة على نطاق واسع، من باب الدعابة على أبناء محافظة تعز، والتي تعني "سَأعمل وأرد لك مالك ولن أنكر ما أعطيتني"، حيث تستبدل (س-سوف)، بحرف الشين، وهناك العديد من المفردات الأخرى التي تميز لهجة محافظة تعز التي عدت عاصمة للثقافة اليمنية، منها "مَا حَصَّلْتُوشْ"، والتي تعني لم أجده، فبالإضافة إلى ما النافية قبل الكلمة تضاف الشين أيضًا، مثل "ماهَلَّوش"، أي غير موجود و"ماجَاشْ"، بمعنى لم يأتِ بعد.

4- العدنية

احتضنت مدينة عدن سكان من أجناس مختلفة، فمركزها الاستراتيجي على بحر العرب وتحكمها بباب المندب أحد أهم المضائق المائية في العالم، جعلها موطن للمهاجرين والتجار، ناهيك عن بقاء الاحتلال البريطاني فيها قرابة قرن ونصف، ما ولّد فيها تنوعًا لهجيًا وثقافيًا تتفرد به عن باقي مناطق اليمن.

تقلب الثاء تاءًا في لهجة عدن، فكلمة ثاني، تنطق "تَانِي"، وكلمة ثبات "تَبْاتْ"، و"يِجَعْلّك السَّاحِقْ والمَّاحِقْ والبَّلاءِ المُتَلاحٍقْ"، وهي الدعوة المشهورة عن عدن والتي تعنى التمني بالزوال.

ومن أشهر الألفاظ العدنية "هَبْلُه" بمعنى أعطيه، وأيضا "كُبَّه" وهي اسم الكُرة، وكلمة "حَافَة" التي تعني حارة، وكلمة "مُبَوِن" تطلق على الشخص الذي يملك المال، و"شَمَاتْ"، تطلق على الشيء السيئ، وأيضًا "أَنْدَّكُوه" وهي اسم إشارة بمعنى ذلك هو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

برج بابل "اللّغات" العربية

أهمّ 10 لغات في العالم حسب عدد المتحدثين بها