بات تحويل الروايات إلى أفلام آخذًا في التلاشي في العالم العربي، لصالح إنتاج أعمال سينمائية تغلب عليها الخفة والنزعة التجارية، في حين أن الإنتاجات العالمية لا تزال تستثمر في العلاقة بين الروايات والشاشة الفضية. مع ذلك لا بد من اقتراح بعض الروايات العربية التي من الممكن أن تصبح أفلامًا جميلة.


1. "واحة الغروب" لـ بهاء طاهر

ربما يختلف البعض في ما إذا كانت هذه الرواية هي أفضل أعمال الكاتب بهاء طاهر أم لا، لكن واحة الغروب بالتأكيد من أفضل الروايات العربية، وشخصيًا أرى فيها فيلمًا عظيمًا يتحدث عن النفس البشرية التي استطاع صاحب "خالتي صفية والدير" التعمق فيها بأسلوب شيّق، خصوصًا أن البيئة التي تدور فيها الأحداث لم تعالجها السينما كثيرًا. 

"واحة الغروب" لبهاء طاهر هي رواية عن ضابط البوليس محمود عبد الظاهر، الذي يتم نقله لواحة سيوة نظرًا لتعاطفه مع الأفكار الثورية، فتبدأ الحكاية الشيقة التي نتعرف فيها على أهل الواحة، وعلى شخصيات كثيرة مختلفة يبدع النص في رسمها.

 

2. "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" لـ خالد خليفة

عندما قرأت هذه الرواية تصورتها فيلمًا من إخراج أليخاندرو إيناريتو، نظرًا للقصص المتفرقة الموجودة فيها، وللنظرة السوداوية التي تدمغها، وللدراما المصنوعة بحرفية وجمال شديدين.

ماذا يحدث في ظل الأنظمة الفاشية العسكرية؟ تنعدم هوية الفرد ويبقى بلا رأي أو أحلام أو آمال، ليصبح فارغًا من الداخل بلا أي هدف، ويصبح الموت شيئًا عاديًا تمامًا، ولا يبقى للفرد إلا أن يسعى وراء الغرائز الحيوانية بشكل فج وصريح. هذا ما تقدمه رواية "لا سكاكين في هذه المدينة"، التي تتحدث عن سوريا بشكل خاص، ولكنها بشكل عام عن تفكك المجتمعات العربية وتدميرها بواسطة بعض الأغبياء الذين حكموها.

أسلوب خالد خليفة مُبهر. يتنقل بين الشخصيات والأزمنة في سلاسة تامة، بالرغم من تشابك القصص والحكايات، وقد نجح خالد خليفة في رسم الشخصيات وجعلها مستقلة بذاتها. عيب الرواية الوحيد هو إغراقها في الكآبة، إلى درجة أن تصيب قارئها بالإحباط الشديد. 

 

3. "شوق الدرويش" لــ حمور زيادة

تدور أحداث رواية "شوق الدراويش" في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في السودان. هي ليست رواية فقط، بل تأريخ لتلك الفترة التي شهدت قسوة المحتل، وهي أيضًا عن الحرب والحب و تخبطنا في الحياة. الرواية جميلة في موضوعها وأسلوبها، وتصلح لتكون ملحمة سينمائية.

تقول الرواية: "الحزن ككل شيء يذبل. يبدو في فورانه جامحًا لا نهاية له. يعربد في النفس ويصيب كل الحياة بالمرارة. لكنه يخفت رويدًا رويدًا حتى لا يبقى منه إلا دبيب خافت في الجوف".

 

4. "نساء الكرنتينا" لـ نائل الطوخي

"نساء الكرنتينا" للروائي نائل الطوخي والتي صدرت عام 2014 هي واحدة من أكثر الروايات الساخرة. سخرية من كل شيء، مع بعض السريالية. سخرية من الفلسفة والعدمية، ومن غاية الإنسان في الحياة وحبه للظهور. إنها باختصار سخرية من كل شيء تقريبًا. وعلى الرغم من اختلاف البعض في تقييمه لرواية نائل الطوخي، إلا أنني أجد فيها فيلم كوميديا سوداء أشبه بأفلام رأفت الميهي الساخرة، مع لمسة فلسفية بسيطة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

5 روائيين يجيبون عن سؤال: كيف تكتب الرواية؟

4 روائيين مصريين نقلت أعمالهم إلى الشاشات