هارولد بينتر (1930-2008) هو مسرحيّ، مخرج، ممثّل، سيناريست، وشاعر بريطانيّ. يُعدّ واحدًا من أهمّ مسرحيّي القرن العشرين، حاز على جائزة نوبل للآداب عام 2005. تتماشى روح مسرحيّاته مع روح مسرح العبث. عُرف أسلوب هارولد بينتر بالبنتريسك، وهو الأسلوب المنسوب إلى اسمه والذي يتميّز بكثرة الوقفات أو السّكتات عند الشخصيّات وإشاعة روح الخوف والتهديد في المسرحيّات. اشتُهر هارولد بينتر بمسرحيّته "حفلة يد الميلاد"، أولى مسرحيّاته المعروضة عام 1958. في عام 1970،  قرّر هارولد بينتر إخراج مسرحيّة الكاتب الايرلنديّ جيمس جويس الموسومة بـ"المنافي"، وعرضها على مسرح ميرمايد الشهير في لندن، وهو العرض الذي أكسب المسرحيّة شهرة اعترافًا نقديًا وجماهيريًا بعد إخفاقها من قبل.

أصيب هارولد بينتر بمرض سرطان الكيد ورحل عن العالم عن عمر يناهز 78 عامًا في تاريخ 24 كانون الأول عام 2008.


خلايا سرطانيّة

"الخلايا السّرطانيّة هي تلك الخلايا التي نسيت كيف تموت"

  • ممرضة، مستشفى رويال مارسدن

 

نَسيَت كيفَ  تَموت

فامتدّ عمرُها الفتّاك.

 

أنا وَوَرَمي نتعاركُ بشدّةٍ.

فلنأمل نهاية موتٍ مزدوج.

 

ما أعوزني لرؤية وَرَمي ميّتًا

ورم يَنسى كيف يَموت

بل يخطّط قتلي عوضًا عن ذلك.

 

لكنّني أتذكّر كيف أموت

ولو أنّ شهودي صاروا موتى.

لكنّني أتذكّر ما قالوه

عن الأورام التي جعلتهم

عُميًا وبُكمًا كما كانوا

قبل أن يولد ذاك المرض

الّذي طوّع الوَرم.

 

الخلايا السوداء ستجفّ وتموت

أو ستغنّي بفرح وتفعل فعلها.

ستتكاثر بهدوء ليل نهار،

وأنتم لن تعرفوا أبدًا، وهي لن تقول.

 

إلى زوجَتي

متُّ والآن أنا حيّ

أخذتِ بيَدي

 

متُّ بعماء

أخذتِ بيَدي

 

راقبتِني وأنا أحتضر

ووجدتِ حياتي

 

كنتِ حياتي

عندما كنتُ ميّتًا

 

كنتِ حياتي

لذا أنا حيّ.

 

شَبَق

ثمّةَ صوتٌ مُعتم

ينبتُ فوق الهضبة

تتحوّل أنتَ عن النّور

الّذي يُضيءُ الحائط الأسود.

 

تتدافعُ الظّلال السّوداء

عبر الهضبةِ الورديّة

تعبسُ وهي تتصبّب عرقًا

تدقّ الجرسَ الأسود.

 

ترشفُ النور الرّطب

الفائض في الخليّة

وتشمّ شبَق الشَّبقيّ

وهو يهزّ ذيله





لأنّ شبق الشّبقيّ

يرمي صوتًا معتمًا على الحائط

وشبق الشّبقيّ

- رغبته السّوداء العذبة -

لا تزال تداعبك.

 



لِقاء

في هدأة الليل،

 

الموتى منذ زمن بعيد ينظرون باتّجاه

الموتى المبتدئين

يسيرون باتجاههم

 

نبضات قلب ناعمة

فيما الموتى يتعانقون

أولئك الموتى منذ زمن بعيد

والموتى المبتدئون

يسيرون باتجاههم.

 

يبكون ويتبادلون القُبل

وهم يلتقون من جديد

للمرّة الأولى والأخيرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مشاريع مؤجلة للموت

الشّبابيكُ بلا وجوه