قررت شركة آبل الأمريكية مؤخرًا إلزام الموظفين بالعودة إلى العمل من المكاتب، ثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل، وذلك بعد فترة من تراجع التهديد الذي فرضته جائحة كوفيد-19 وغيّر طبيعة العمل لملايين الموظفين حول العالم. 

سعت شركة آبل إلى إقناع الموظفين بالعودة التدريجية إلى العمل من المكاتب، وذلك لمحاولة فهم الدور الذي يمكن أن يكون لذلك في تعزيز إنتاجية الموظفين وإبداعهم

وسعت شركة آبل إلى إقناع الموظفين بالعودة التدريجية إلى العمل من المكاتب، وذلك لمحاولة فهم الدور الذي يمكن أن يكون لذلك في تعزيز إنتاجية الموظفين وإبداعهم. وقد حاولت الشركة تطبيق هذه السياسة في حزيران/يونيو 2021، إلا أن مخططاتها اصطدمت ببدء موجة جديدة خطيرة لتفشي المرض في الولايات المتحدة. 

وفي مذكرة أرسلها الرئيس التنفيذي لشركة آبل إلى الموظفين، شدد تيم كوك على أهمية "التعاون الشخصي" في ثقافة الشركة، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بالعمل من المكتب لثلاثة أيام في الأسبوع، على أن يكون الثلاثاء والخميس من بينها. 

إلا أن القرار يواجه معارضة من مجموعة كبيرة من موظفي الشركة، البالغ عددهم 37 ألف موظف في كاليفورنيا فقط، والذي يطالبون باستمرار العمل بنظام حضور مرن إلى الشركة، بعيدًا عن قيود الالتزام بالدوام المكتبي التقليدي.

فقد شكّل عدد من موظفي الشركة تحالفًا أطلقوا عليه اسم "آبل معًا" (Apple Together)، أطلقوا عبره عريضة للتوقيع عليها تطالب الشركة بالحفاظ على أريحية اختيار مكان العمل، على أن يبقى التنسيق قائمًا بين الموظفين والمدير المباشر بحسب الحاجة للحضور إلى المكاتب. 

ووفقًا للفاينانشيال تايمز، فإن المجموعة قالت إن قرار الإدارة العليا بشأن العمل من المكاتب "لا يحترم "الأسباب المقنعة العديد التي تجعل بعض الموظفين "أكثر سعادة وإنتاجية" عند العمل خارج الترتيبات التقليدية الخاصة بالعمل من مقر الشركة. 

فرضت جائحة كورونا تغييرًا جذريًا على طبيعة العمل في العديد من الشركات حول العالم 

يذكر أن العديد من الشركات قد بدأت بالعودة إلى نظام العمل من المكاتب، مثل شركة "تيسلا" التي حذر رئيسها التنفيذي من عدم الالتزام بالعمل بالمكاتب لمدى 40 ساعة في الأسبوع، وهدد بفصل كل من لا يلتزم بهذه السياسة. في المقابل، قررت شركات أخرى، من بينها "ميتا"، الاستمرار بالعمل عن بعد لمن يرغب في ذلك من الموظفين، إضافة إلى شركة تويتر، والتي يتمتع موظفوها بحرية اختيار مكان العمل.