أطلقت مجموعة من الإذاعات السورية، التي أُسست بعد اندلاع الثورة السورية، واتخذ معظمها من مدينة "غازي عنتاب" جنوب تركيا، وتبعد مسافة 96 كم شمال مدينة "حلب" السورية، مركزًا لها، برنامجًا إذاعيًا موحدًا يحمل مسمى "موجات سورية"، يتم من خلاله توحيد البث الإذاعي في يوم واحد من الأسبوع.

أطلقت مجموعة من الإذاعات السورية، برنامجًا إذاعيًا موحدًا هو موجات سورية، يتم من خلاله توحيد البث الإذاعي في يوم واحد من الأسبوع

البرنامج الذي بدأ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الفائت، شارك في بث حلقته الأولى، أربعة إذاعات سورية هي (نسائم سوريا، وطن، ألوان، صوت راية)، إلا أن الأخيرة انسحبت من المشروع في حلقته الثالثة، لأسباب مالية تتعلق بالتمويل، وعوضها في الحلقة الرابعة راديو "روزنة".

اقرأ/ي أيضًا: التدوين السوري في مهب الثورة

وتعتبر هذه التجربة الأولى من نوعها على صعيد الإذاعات السورية، والتي يبلغ عددها أكثر من 20 إذاعة، منها من بقي يستمر في العمل، وهناك من توقف عن البث لأسباب مالية، إذ بحسب المشرفين على البرنامج، فإنه يتم بثه كل يوم اثنين في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت دمشق، بعد أن تحدثوا في الحلقة الأولى عن أنه سيبث كل يوم خميس.

ووفقًا للحلقات التي استند إليها فريق تحرير "ألترا صوت" في إعداد التقرير، فإن البرنامج مقسم إلى خمس فقرات، وهو ما تحدث عنه مقدمو "موجات سورية"، مهند منصور (صاحب الفكرة)، وإيمان الأمير، تتضمن جميعها قصصًا لها ارتباط وثيق بالواقع السوري الحالي، ما يجعله مشروعًا موجهًا للسوريين، الذين لا يزالون يقيمون في مناطق سيطرة المعارضة السورية.

ونقرأ على الصفحة الرسمية لـ"موجات سورية" عبر موقع "فيسبوك" أنه يهدف لـ"نقل تفاصيل الحياة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وتسليط الضوء على صمود السوريين من خلال مثابرتهم على متابعة مختلف النشاطات الثقافية والإدارية والاجتماعية والتعليمية، وابتكار حلول مبدعة لضمان استمرار الحياة رغم جميع المحاولات لكسر الهمم"، مع التنويه إلى أنه "يتم بث البرنامج على أكثر من إذاعة سورية لإرسال رسالة للعالم أننا يد واحدة وهدفنا واحد: بناء سوريا حرة".

يهدف برنامج "موجات سورية" إلى نقل تفاصيل الحياة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وتسليط الضوء على صمود السوريين هناك

أما فيما يتعلق بفقرات "موجات سورية"، فقد خصص القائمون على البرنامج الفقرة الأولى "من عنا"، لمناقشة موضوع يجمع السوريين فيما بينهم، ويتم فيها استضافة ضيوف لإبداء رأيهم، والإجابة على أسئلة الجمهور، أما الفقرة الثانية "ولاد البلد" فستقوم بتسليط الضوء على مبادرات السوريين الإيجابية في الداخل.

اقرأ/ي أيضًا: تأكد.. أول منصة سورية لتصحيح الأخبار المغلوطة

وسيتم في الفقرة الثالثة "دليل الخير" استعراض معلومات وطرق التواصل للسوريين، ودائمًا الحديث عن المتواجدين في مناطق المعارضة، (اليومية، الخدمية، الطبية، التعليمية)، وتسترجع فقرة "عالبال" مع المستمعين إحدى الذكريات المرتبطة بجميع السوريين لعرضها معهم، وآخر الفقرات "سلامات" تقدم مجموعة من النصائح، وأساليب الوقاية والحماية في حال مواجهة ظروف أو مواقف استثنائية.

وعلى سبيل المثال، تطرق "موجات سورية" في حلقته الأولى للحديث عن الفن، ودوره في الثورة السورية، وهو من المواضيع المهمة التي تطورت خلال السنوات الخمس، وذلك بعد أن اختار معظم الفنانين السوريين، المؤيدين للثورة اللجوء إلى بلاد الشتات، نتيجة الممارسات القمعية التي انتهجها النظام السوري، قبل أن يلجأ لاستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا، في محاولة لإخمادها، وهو ما شكل منظورًا مختلفًا لكافة منتوجاتهم الإبداعية.

أما الحلقة الرابعة فتحدثت عن إنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض، وحددت مقصدها أصحاب "الخوذ البيضاء" في مناطق المعارضة، الذين حصلوا على تضامن عالمي، لما يبذلونه في سبيل إنقاذ المدنيين الذين أصيبوا بالغارات الجوية، المنفذة من الطيران الروسي والسوري، وكان آخرها استقبالهم من قبل الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في قصر "الإليزيه".

وعلى ما يظهر أن البرنامج، ضمن إمكانيات محدودة، يسعى لأن يقدم عملًا مختلفًا عن السائد ضمن البرامج الروتينية التي تقدمها معظم الإذاعات، إضافة لأنه يمثل تحالفًا مهمًا لإذاعات تمكنت من أن تفرض برامجها، ما ساعدها على البقاء والاستمرار، رغم مواجهتهم صعوبة ملحوظة في الحصول على الدعم المالي، لكن ذلك لم يمنعهم من تجريب مشروع جديد، قد يلقى صدى لدى المستمعين أكثر من البرامج السابقة.

اقرأ/ي أيضًا:

"الخوذ البيضاء"... أبطال حقيقيون وأمل مستحيل

أعتى 11 كذبة للنظام السوري