14-أغسطس-2015

تظاهرة في حماة (أ.ف.ب)

منذ انطلاق الثورة السورية، في شهر آذار/ مارس 2011، والنظام السوري يستخدم، وسائل إعلامه المرئية والمسموعة، لتصدير مئات الأكاذيب، والفيديوهات المزورة، في نطاق حربه الإعلامية ضد "المندسين"، والمواطنين الـ"مغرر بهم"، الذين كانوا يطالبون برحيله.

الإعلام السوري يكذب حتى في النشرة الجوية

ولربما من أصدق الأقوال التي قيلت بحق وسائل الإعلام، التي يديرها النظام السوري، كانت الجملة الشهيرة، للشاعر الراحل ممدوح عدوان، أن "الإعلام السوري يكذب حتى في النشرة الجوية". اليوم، وبعد أربعة أعوام ونيف، على انطلاق الثورة السورية، نسترجع بعضًا من الأكاذيب، لأننا إذا ما أردنا استرجاع كافة الأكاذيب، التي روجت لها المكنة الإعلامية للنظام السوري، وحلفاؤه السريّون، والعلنيون، غالبًا ما نكون قدمنا له خدمة جليلة، تساعده على دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، إلى جانب أكبر سندويشة فلافل في التاريخ الحي والميت على حدٍ سواء.

1- حمزة الخطيب

بعد أيام من اعتقال الجيش السوري، للطفل حمزة الخطيب صاحب الـ13 عامًا ونيف، في محافظة درعا، تسلم ذووه جثته، في أيار/ مايو 2011، وعلى جسده آثار تعذيب، بعد قطع عضوه الذكري. سارع النظام السوري إلى حياكة قصة حول مقتل الخطيب، متعذرًا بأن الطفل الخطيب، كان يريد اغتصاب نساء الضباط، في الوقت الذي كان فيه الضباط الأوفياء، يتصدون للمؤامرة الكونية التي كانت تحاك ضد الرئيس الممانع وحاشيته.

2- نعمة المطر 

في شهر نيسان/ أبريل من عام 2011، وبالتزامن مع خروج مظاهرة من جامع الحسن في حي الميدان الدمشقي، بدأت السماء تمطر فوق رؤوس المتظاهرين، الذين استمروا بالتظاهر. إلا أن قناة "الإخبارية السورية"، قالت في نشرة أخبارها "أن أهالي حي الميدان خرجوا يشكرون ربهم على الأمطار التي هطلت، كما هي عادة السوريين دائمًا".

طبعاً، القناة لم تنسَ الإشارة إلى أن "العشرات" خرجوا يهتفون لسوريا والحرية، محاولة تكذيب الفيديوهات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان هتافها يطالب الأسد بالرحيل.

3- ربي يسر

ظهر أبو نظير، غسان سلواية، على شاشة التلفزيون السوري، في شهر أيار/ مايو 2011، خلال الفترة التي كان فيها حي الصليبة في اللاذقية، مركزاً للمظاهرات السلمية، واعترف سلواية في المقابلة بانتمائه إلى مجموعة إرهابية، مهمتها قتل عناصر الجيش النظامي، وتخريب الممتلكات العامة. كما قال أبو نظير في المقابلة المسجلة، أنه محكوم لمدة 5 سنوات، وغرامة مالية قيمتها 500.000 ليرة سورية، وأنه شارك في المظاهرات حتى لا يسجن المدة المحكوم فيها، وربي يسر. طبعاً، في الفترة التي ظهر بها أبو نظير على شاشة التلفزيون، معلنًا انتمائه للإرهابيين، لم يكن هناك أي وجود لأي عمل مسلح ضد النظام.

4- خطة بندر

في الأشهر الأولى لانطلاق الثورة السورية، بدأت الآلة الإعلامية للنظام السوري، بالترويج لما عرف باسم "خطة بندر"، ووزعت الخطة كمنشورات في المؤسسات الحكومية. الجزء الأهم من الخطة، هو أنها وضعت بالتنسيق بين بندر بن سلطان والسفير الأمريكي في لبنان جيفري فيلتمان، في عام 2008، مع رصد مبلغ 2 مليار دولار أمريكي، للإطاحة بنظام بشار الأسد، وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد. وذهبت بعض وسائل الإعلام الرسمية إلى أنه "نجحت بعض أهداف الخطة الجهنمية ولكن حكمة الرئيس السوري الذي واجه هذه الخطة بخطة "ملائكية" عبر التمييز بين المتظاهرين السلميين المضللين والمجموعات الإرهابية المسلحة.

5- فيلكا الإسرائيلي

كان موقع "فيلكا الإسرائيلي"، هو من أول من تحدث عن "خطة بندر لتدمير سوريا"، ونشر نقاط الخطة على شكل تسريبات، إلا أن التحقيقات اللاحقة، أشارت إلى أن الموقع المذكور، كان ممولًا من "حزب الله" اللبناني، والنظام السوري، ويديره رجل المخابرات السوري خضر عواركة، والإعلامي اللبناني ناصر قنديل.

6-  مجسمات الجزيرة

نشر ناشطون مع بداية الثورة خبراً يقول إن شركة "اساد ايز داك ريلي"، ستقوم ببناء مجسمات في دولة قطر، لمدن سورية من بينها، ساحة الساحة في حمص، وساحة العاصي في حماة، وتصور أفلامًا بمساعدة مخرجين محترفين، على أن النظام السوري سقط. اللافت في الخبر، أن التلفزيون الرسمي السوري، أخذ الخبر على محمل الجد، وأعد تقريرًا حول المؤامرة القطرية على سوريا، متجاهلًا أن اسم الشركة "Assad is Duck Really"، يعني في اللغة العربية: "الأسد هو بطة حقاً". وهو لقب أطلقه السوريون على بشار الأسد بناء على إيميلات مسربة بين وبين شهرزاد الجعفري.

من أشهر الأكاذيب تزويد قناة الجزيرة المتظاهرين في سوريا بحبوب هلوسة

7- حبوب الجزيرة 

من أشهر الأكاذيب التي روج لها النظام السوري، هي تزويد قناة الجزيرة، بدعمٍ من دولة قطر، المتظاهرين بحبوب هلوسة، مطبوع عليها شعار الجزيرة، وأن الجهات المختصة كل شهر، تضبط كمية جديدة من الحبوب، والتي كان أخرها التقرير الذي نشرته قناة سما الفضائية شبه الرسمية للنظام السوري. ناهيك عن البخاخ المخدر، الذي كانوا يرشون به المتظاهرين، للقيام بأعمال سلب ونهب، وقتل واغتصاب، وعندما يرتفع منسوب المخدر في الجسد، كان يجعل المتظاهرين يتحولون إلى "جراثيم" تطالب بإسقاط النظام.

8- التظاهرة بـ 500 ليرة سورية

مع بداية انطلاق الثورة السورية، واتساع رقعة المظاهرات السلمية، في مختلف المحافظات السورية، بدأ النظام السوري بالترويج، إلى أن المتظاهرين يحصلون على سندويشة فلافل، داخلها مبلغ 200 ليرة سورية، أو 500 ليرة سورية، وكان يتم تحديد المبلغ، حسب المدينة، ونقطة التظاهر، ففي أحد المناطق، كان المتظاهرين يحصلون على سندويشة فلافل داخلها 25 ليرة سورية.

9- إقامة ياسين الحاج صالح

تناقلت عدد من وسائل الإعلام الرسمية، والتابعة للنظام السوري، خبرًا يقول إن عددًا من المعارضين البارزين للنظام السوري، يديرون المظاهرات الاحتجاجية، من مكان إقامتهم في مقر السفارة الأمريكية، في دمشق. المضحك في الموضوع، أن الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام، رد عليه الكاتب السوري ياسين الحاج صالح، في إجابته على أحد الأسئلة الموجهة إليه، في حوار مع وكالة آسيا للأنباء، في شهر أيار/ مايو 2013، والذي اعتمده النظام السوري، كدليل إدانة دامغ على إقامة الحاج صالح في السفارة الأمريكية، منذ بداية الثورة.

10- كتر مايا

خلال مؤتمرٍ صحفي عقده وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، عرض مقطع فيديو على الصحفيين، يظهر صوراً مقطعة لجرائم قتل، كان بينها صور مقتل شاب مصري في بلدة كتر مايا اللبنانية، قال إنه مقطعًا مصورًا لأحد الجرائم التي ارتكبتها "المجموعات الإرهابية" في سورية.

11- مقلوبة الأسد 

بعد اختطاف النظام السوري، للمقدم المنشق حسين الهرموش، من داخل الأراضي التركية، وظهوره على شاشة التلفزيون السوري، أعلنت وسائل الإعلام السورية عن أن النظام السوري، أطلق على العملية اسم "مقلوبة الأسد"، بمساعدة سوريين مخلصين يحملون جنسيات مختلفة، وغالبًا نخبة من قوات الكومندوس السوري، والضفادع البشرية أصحاب المهام المستحيلة. إلا أن التقارير التي ظهرت بعد اختطاف الهرموش، أشارت إلى أن عدة صفقات تم عقدها بين النظام السوري، وبعض الدول الإقليمية، كان المقدم الهرموش ضحيتها.