انطلقت مساء يوم الأربعاء 30 آب/أغسطس الدورة 74 من مهرجان البندقية السينمائي، والمستمرة حتى 9 أيلول/سبتمبر. يعتبر مهرجان البندقية من أعرق المهرجانات السينمائية، وواحدًا من التجمعات السينمائية السنوية المنتظرة، التي تقدم استعراضًا لأهم أفلام العام وتكرم مشاهير وفنانين ساهموا في تاريخ السينما.

يعد فينيسيا أقدم مهرجان سينمائي دولي، حيث تعود جذور لعام  1932 وبقي حتى اليوم واحدًا من الوجهات السينمائية المرموقة في العالم

ويعد مهرجان البندقية أقدم مهرجان سينمائي دولي، حيث تعود جذور La Biennale di Venezia لعام 1932 وبقي حتى اليوم واحدًا من الوجهات السينمائية المرموقة في العالم. يحضره أكثر من 500 ألف زائر من أهل الفن والسينما في العالم.

تضم أقسام مهرجان البندقية إلى جانب المسابقة الرسمية التي ينتظرها أغلب السينمائيين، كونها تقدم وجهًا أخر لختام العام السينمائي، عروضًا لأفلام في أقسام أوريزونتي وخارج المنافسة، بينالي سينما، كلاسيك فينيسيا وسينما نيل جياردينو. بلغ عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لهذه الدورة من مهرجان البندقية 21 فيلمًا من دول مختلفة، من أمريكا وفرنسا وإيطاليا والصين واليابان ولبنان وبريطانيا وأستراليا وبلجيكا.

اقرأ/ي أيضًا: 10 أفلام تذكرك بالتاريخ الذهبي للزعيم عادل إمام

المسابقة التي تترأس لجنة تحكيمها المخرجة الأمريكية أنيت بنينغ، وتتألف لجنة تحكيمها من الممثلة الفرنسية آنا موغاليس، والمخرج المكسيكي ميشال فرانكو والممثلة البريطانية ريبيكا هول، والمخرج المجري إلدكو إنيدي وإيدجار رايت والممثلة الإيطالية جاسمين ترينسا، إضافة للمنتج الصيني يونفان والناقد الأسترالي ديفيد ستراتون. وستكون تلك الأسماء إلى جانب المدير الفني في مهرجان البندقية ألبرتو باربيرا.

وسيشيد مهرجان البندقية لهذا العام بالممثلة جين فوندا والممثل روبرت ريدفورد، حيث سيحصل كل منهما على أسد ذهبي، مكافأة على مسيرته المهنية كاملةً، وسيعرض المهرجان فيلمهما الجديد أرواحنا في الليل Our Souls at Night للمخرج الهندي ريتيش باترا.

تمنح لجنة التحكيم في مهرجان البندقية قرابة تسع جوائز أهمها الأسد الذهبي لأفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم إلى جانب أفضل سيناريو وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة "مارسيلو ماستروياني" لأفضل ممثل جديد أو ممثلة شابة.

وبالعودة إلى المسابقة الرسمية، ستضم أيضًا الفيلم الوثائقي Human Flow للمخرج والمصور الصيني Ai Weiwei، وهو ثائقي يعرض مقاطع من معاناة عاشها قرابة مليون إنسان خلال محاولاتهم العبور نحو بلاد أفضل. ويحتوي على شهادات صوتية لأناس عاشوا تجربة اللجوء، ومقابلات من آخرين ممن يعيشون في ظروف صعبة في عدة بلدان من العالم.

وتشارك مواطنته المخرجة الصينية فيفيان كو في فيلم الملائكة ترتدي الأبيض Angels Wear White. وبعيدًا عن الصين اختارت الموسترا هذا العام أن تضم المسابقة خمسة مخرجين أميركيين، حيث هم العدد الأكبر من بين المتسابقين للحصول على الأسد الذهبي.

وجاء ألكسندر باين صاحب فيلم افتتاح مهرجان البندقية في ليلة الأربعاء 30 آب/أغسطس "تقليص" Downsizing وهو فيلم خيال علمي يتطرق لفكرة غريبة، فقد يقتنع رجل وزوجته بأن حياتهم ستكون أفضل إذا ما تم تقليص حجمهم.

أيضًا نحو الأسد الذهبي يتنافس ثلاثة مخرجين فرنسيين، أهمهم روبرت غيديغيان بفيلمه La Villa والذي قال عنه المدير الفني للمهرجان ألبيرتو باربيرا بأنه من أفضل أفلامه. والمخرج كزافييه ليجراند مع فيلمه Jusqu'à la garde الذي يطل على تاريخ العنف العائلي بعد طلاق زوجين ومعاناة الطفل بينهما. إلى جانبه المخرج الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش وفيلمه Mektoub is Mektoub والذي يعرض حكاية كاتب سيناريو شاب يذهب لقضاء عطلة الصيف، ويلتقي مع منتج يوافق على تمويل فيلمه الأول.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تناولت السينما العربية شخصية المناضل؟

ولإيطاليا أربع حصص من المسابقة، أولها للمخرج باولو فيرزي لفيلمه طالب الترفيه The Leisure Seeker، ولفيلم الأخوة مانيتي أمور سيئة Ammore e Malavita. وفيلم المخرج سيباستيانو ريزو عائلة Una famiglia. وأخيرًا المخرجة أندريا بالورو وفيلمها هانا Hannh والذي ستشارك فيه الممثلة شارلوت رامبلينغ.



وسيشارك فيلم العام المنتظر Mother! للمخرج دارين أرنوفسكي يروي الفيلم حكاية زوجين، تضطرب علاقتهما بعد زيارة مفاجئة من ضيوف، فتتعرض علاقتهما للتوتر، كما ويغلب على الفيلم طابع الرعب والإثارة.

وسينافس أيضًا في مهرجان البندقية لهذا العام فيلم الجريمة والغموض Suburbico إخراج الممثل الأمريكي الشهير جورج كلوني، وتمثيل مات دايمون وجوليان مور. يروي الفيلم حكاية عائلة تعيش حياة هادئة وريثما ينقلب الهدوء عنفًا دمويًا مبالغًا فيه.

أما فيلم The Shape of Water فيروي قصة خرافية تجري في خلفية الحرب الباردة، حيث تتغير حياة الشابة إليسا التي تعمل في مختبر حكومي بعد تجربة تواصل فريدة تخوضها مع كائن مائي.

أمّا عن حضور السينما العربية في المسابقة الرسمية في مهرجان البندقية، فسيكون للمخرج اللبناني زياد دويري الذي راح ينقب في مخلفات الحرب الأهلية. إذ يعود دويري بعد 17 عامًا من فيلمه الأشهر بيروت الغربية، الذي روى حكاية الحرب من وجهة نظر مراهقين، يعود اليوم إلى بيروت مع فيلمه L’insulte والتسمية العربية جاءت "القضية رقم 23".

يشارك بمهرجان فينيسيا فيلم العام المنتظر Mother للمخرج دارين أرنوفسكي ويروي حكاية زوجين، تضطرب علاقتهما بعد زيارة مفاجئة من ضيوف

يعبر الفيلم بشكل عميق نحو الخلافات والاختلافات ومشاكل لم تجد حلولًا في المجتمع اللبناني، من خلال إهانة أو شتيمة بين طوني حنا اللبناني، وياسر سلامة الفلسطيني. تكشف أبعاد الحكاية الغطاء عن طبيعة صادمة لدى البشر، ممن بقيوا متعلقين برواسب عنصرية وطائفية.

الجديد هذا العام وواحد من أهم الأخبار الواردة من مهرجان البندقية هي جائزة فرانشا سوزاني، التي تم إنشاؤها تكريمًا للصحفية الإيطالية ورئيس تحرير الطبعة الإيطالية من مجلة فوغ بعد وفاتها في كانون الأول/ديسمبر العام الماضي وسيتم منحها للممثلة جوليان مور.

كما سيتم تخصيص ولأول مرة مسابقة لأفلام الواقع الافتراضي، كان المهرجان قد خصص لها لجنة تحكيم وخلق تنافسية بين هذا النوع من الأفلام. والختام سيكون للياباني تاكيشي كيتانو في فيلم غضب كودا Outrage Coda وجرعة فريدة من العنف.

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "War for the Planet of the Apes".. قصة ومناظر

جان شمعون.. طاقة حب توثق الحرب