مقدمة

أحبَّ قلبي لعبتنا الصغيرة، لا تُخفِها عنّي وقل لأمّي، كي تأخذ بيدي فأنا لا زلتُ صغيرة.

*

 

أحتاجُ أرقًا ما أزرق

تحتَ وسادتي

لأُبلّلَ ليليَ

بأحلام يقظة.

أحتاجُ حظًا سيّئًا

يعملُ في الإسعاف

وقطارًا مسرعًا

لأنزفَ دمي وكلّ قبحي

فيُسعفني بدمٍ من فئةِ قوسِ قزح.

 

أحتاجُ جرثومةً

يساريّة الهوى تزورُ رئتي

أتناول معها الحساء

نتبادلُ أنظمةَ حكمٍ وفتاتَ جينات.

 

أحتاج برقًا شريدًا

عُوقبَ بحساسيّة الضوء

آويه إلى أظلَمِ غُرَفي

فيؤنس خرفي حين أسهو.

 

وأحتاج سهوًا قاصدًا

مسرفًا في الشّرب

يعترفُ لطبيبه النفسيّ

بعدَ أن يدهسَ كلّ مخاوفي.

 

أحتاج طينًا ومشهدًا مبكيًا:

في بلادي

لأعجنَ نسخةً احتياطيّةً من أمّي.

 

أحتاجُ حدبةَ ظهرٍ

وجِلدًا مُنهَكًا

أخدعُ بهما المتصدّقين

وموزّعي الحصص من الحكمة.

 

أحتاجُ زمنًا يائسًا

يفتقدُ حبيبته

يخونُ إبَرَ السّاعة

عائدًا إليها

يُقلّني معهُ.

أريدُ أنْ أُلِدَ فكرةً.

 

أحتاجُ حربًا عالميّةً ثالثة

لأستفزّ القيامةَ من مخبئِها

ونرى أيُّنا أكثر خيالًا.

 

أحتاجُ جثّةً منسيّة

أُهرِّبُ بها كلّ كتبِ الكون

وكلّ الرُكَبِ المُهمَلة

لأسندَ أرجلَ مكتبتي.

 

أحتاجُ إخوةً كإخوةِ يوسف

وبئرًا تخبّئ منصّةً في آخرها

ليرحلَ عنّي الضجر.

 

أحتاجُ كلّ الغرابة الممكنة

جرعة مفرطة من الضّحك

وكلّ رائحةِ الأساطير

وكم أحتاجُ

أن لا أحتاجَ:

أن يراني فقط

قلبًا أهلًا للشّعر.

*

 

خُذ قلبي ضوءًا خفيفَ الظّل

مليء العزمِ وأسكنه منازل الرُمّان غرفةً غرفة.

واغرف من نهرٍ يفيضُ على ضفّتيه

يروي النّيل والغيم.

بقلبٍ صغير

سأصنعُ قلبًا لكَ

عرشًا

ينمو على ماءكَ

ربّما

بلدًا طيبًا

فيه الابنُ يحملُ أباه على كتفيه سروًا واعدًا

البنتُ تسقي أباها.

الأحمرُ للتوتِ البريّ وحده

فيه السكينُ للتفاح والحجر للأرض

لا مستوطنٌ بالعبريّة وبالإكراه

القلبُ مدينةٌ بكَ تؤمن.

كم أحبّ التوت

كم أحبّ التوت.

*

 

كيفَ أقولُ ما سأقولُ

كيفَ أقولُ أنّي صغيرة.

زعموا أنّه رقمٌ عجيب

فيه النبوّة والتصوّف

سنُّ اليأس والعدّة

على كلّ حال

أربعون.

 

رقمٌ لا يعنيني

نصفُه عمري

وما تبقى

خمرٌ غريبٌ عنّي.

 

لا وقتَ لديّ لأنتظرهُ

أيقظتُ طوفاني

أخلدتهُ للنوم

نوحٌ يصنعُ الفلكَ

قواعدي للعشق تزيدُ عن الأربعين

التبريزي لا زال في الأولى.

 

أمشي مكاني

وإلى الامام

خلفي حزنُ النّسوةِ في سنّ الأربعين.

 

الحبُ سارَ لوحده

ألِقًا

لا ضد لهُ

 

لا ندَّ لهُ

نُطفئ جهنّمَ

نُحرق جنةً

الكلُّ تساوى على الأعراف

نرفعُ كأسَ حليب

نغنّي للشهداء

نعيدُ قتلَ عدوِّنا

ونذوبُ في الغُصنِ

عِرقًا رفيعًا.

 

خاتمة

وخبزنا حلوى العيد كرمى لعيون الآتي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بظلالهنّ في دمي.. بالكثافة في النصّ

سبيٌّ ذكوريّ