13-أبريل-2021

عمل فني لـ منير فاطمي/ المغرب

على عجالةٍ

وبلا موعدٍ مسبق

دخلنا القرن الجديد

وابتدأ السبيُ الحداثويّ

يلوح في الآفاق وفي أنفسهم

فهم لم يعرفوكِ

كما أعرفُ،

ولم يعرفوا

أنَّ خصلةَ شعركِ فمٌ يتكلم

ويشكو الإله:

يا ربّ الرقّة والجمال

أبعد عن أنوثتنا

أياديكَ المسكونة بالخشونة.

لكنّ الأدعيةَ ستنقلب

إلى براكينٍ من الجحيم

وستأتين مسبيّةً

كما يأتي المتوحّشون بالخناجر الآدميّة

ليغرزها في صدر النجوم.

هم سبوكِ منذ الأزل،

مذ أبعدوا نظراتنا الأولى،

مذ أبعدوا أصابعنا عن بعضها،

وأخذوا يفتلون شواربهم فرحًا بما أوتوا من الجهل.

سيكون حفل زفافكِ

أكبر من مهزلة خلق العالم

وستأتين عروسًا مسبيّة رغم خواتم الكون

التي تحيط أصابعك،

مصفرّة الوجه

كما اصفرار وجوه الفقراء

أمام ولائم الحرمان

وسأكون ..

سأكون

آخر أنبياء الأرض المشرّدين

يأكل الطيرُ من رأسي

قهرًا

وندمًا

ولا أتنبأُ بالفاجعة إلّا حين ضياعي

كما أراهم يسرقون

سيدة العلى

من بين يديّ الوديعتين

ويتوارون خلف مآذنهم

يتبعهم شيخٌ

يتأبّط الآيات

مخلّفًا فاحشةً في كلّ مكان.

هكذا هم

سلبوني

جنة الورد

وراح الإله يمسح من خريطة العالم

كلّ جنانه،

ويعتذر عمّا فعل الجناة،

حتّى ريتا

وصهيونيّة الأسى،

ودرويش

وكلّ قصائده

ودواوينه

سيعتذرون عمّا فعلوا،

لكنّهم في النهاية

قد سبوني كما تُسبى الحرائر

يا حبيبتي،

غير أنَّ هذا السبي

سبيٌ

ذكوريّ!

 

اقرأ/ي أيضًا:

17 عامًا

الموعدُ هكذا دائمًا