ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


نغم حيدر روائية من سوريا. صدرت لها روايتان هما: "مُرّة" و"أعياد الشتاء". تقيم في ألمانيا.


ما الذي جاء بكِ إلى عالم الكتب؟

لم تشكّل الكتب في حياتي عالمًا منفصلًا أدخله أو أغادره بقرارٍ شخصي وإنما كانت دومًا محورًا لها. كنت شغوفةً دومًا بقراءة أي قصاصةٍ تقع بين يديّ وأجد متعةً في سبر الحياة وهي مكتوبةٌ على شكل الكلمات. بعدما توسعت قراءاتي أكثر لتشمل القصص والروايات عرفتُ متعة الخيال وسعته وأصبحت أبحث في الكتب عن الحياة المتخيّلة والموازية أو التي تجري بعيدًا عني. كثيرًا ما فضّلت في طفولتي قراءة القصص على اللعب مع أقراني فالكتبُ بالنسبة لي ملعبٌ شاسع لا أملُّ الركض فيه.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتكِ؟

تأثرت طبعًا بأوائل الكتب التي قمت بقراءتها. لقد أمضيت مع ثلاثية نجيب محفوظ أولى لياليَّ في القراءة المستمرة لهذا فلها مكانةٌ أثيرةٌ بالنسبة لدي. سمرقند كان كتابًا رفيقًا لي في فترةٍ ما من حياتي. هناك كتابٌ لباولو كويليو عنوانه فيرونيكا تقرر الموت أذكر أنني قرأته مراتٍ عديدة وفتنت به. لا بدّ أن ذائقتي الآن ونظرتي للمحتوى قد تغيرت لكنني أبقى ممتنة للمشاعر الجميلة التي خبرتها أثناء لقائي مع تلك الكتب.

  • من هو كاتبكِ المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

أهتمّ بتكوين علاقةٍ مع الكتاب أولًا وأحيانًا لا أتمنى أن أعرف أكثر عن الكاتب سوى ما كتبه وقدّمه وليس من الضروري أن تكون مسيرة الكاتب كلّها جيّدة وشيّقة في نظري. أهتمّ بالكاتب الذي ابتدع لقلمه هوية وابتكر لعالمه الروائي خصوصية ما وتفرّدًا. مثلًا الأخوة كارمازوف لديستويفسكي ومدام بوفاري لفلوبير، الوصمة البشرية لفيليب روث و أورلاندو لفريجينيا وولف و غيرهم كثيرون أيضًا.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

أهتمّ بتدوين الملاحظات بالطبع لكنني أحرص على كتابة مراجعة بعد إنهاء الكتاب كاملًا حيث تكتمل الصورة لدي بشكلٍ أوضح، وأضع فيها تساؤلاتي عنه وأحلل فهمي للنص. أنا صبورةٌ جدًا في القراءة وأحاول أن أستخلص من النصوص أجمل ما فيها ولا أحكم أبدًا على الكتب ولا أعطيها تقييمات إذ إنني أعاملها على أنّها كائنات متغيّرة ومتبدّلة باستمرار بحسب وعي القارئ وزمان القراءة.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

نعم. وتحسنت بشكلٍ مدهش. أقتني جهاز كيندل وأحمل معي بعض كتبي الثقيلة والمجلّدات في حقيبة يدي أينما ذهبت.

  • حدّثينا عن مكتبتك؟

بسبب انتقالاتي الكثيرة فإن مكتبتي صغيرةٌ نسبيًا. منها كتبٌ اشتريتها عبر الإنترنت وأخرى وصلتني من الأصدقاء الكُتّاب. ومازالت اللغة العربية هي اللغة السائدة فيها. وبسبب وساوسي فإنني أحرص على بقاء الكتب مرتّبة حسب حجمها وطولها، ولا أضع أمامها على الرفّ أيّة عناصر أخرى كإطار صورة أو تماثيل صغيرة بل أحبّ أن تبقى الرفوف مشغولةً بالكتب فقط.  

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

أقرأ حاليًا اسم الوردة لإمبرتو إيكو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة عبيدة عامر

مكتبة هدى فخر الدين